الشيخ محمد صنقور يدعو إلى تحييد المؤسسة التعليمية والنأي بها عن المناكفات السياسية

2015-09-05 - 4:21 م

مرآة البحرين: طالب الشيخ محمد صنقور خطيب جامع الإمام الصادق بالدراز من هم في موقع القرار أن يبذلوا كل جهد يسهم في خلق المناخات الصالحة للتعليم.

وبمناسبة العام الدراسي الجديد، حثّ صنقور على ضرورة الدفع "باتَّجاهِ الارتقاءِ بالتعليمِ حيثُ المستوى اللائقِ بأمةٍ كان شعارُ انطلاقتِها اقرأ باسمِ ربِّك الذي خلَق (...)، فمَنْ هم في موقعِ القرارِ والمسئوليةِ معنيُّونَ ببذلِ كلِّ جهدٍ يُسهمُ في خلْقِ الأجواءِ والمناخاتِ الصالحةِ للتعليم (...)، وذلك يتمُّ بتكليفِ ذووي الكفاءةِ ممَّن يُقدِّسونَ العلمَ والمعرفةَ ولا يشغلُ اهتمامَهم سوى الارتقاءِ بالتعليمِ وطلابِه من كلِّ أبناءِ الوطن».

وتابع صنقور «يتعيَّنُ على مَن هم في موقعِ القرارِ والمسئوليةِ العنايةُ الفائقةُ بالمدرِّسينَ والمدرساتِ والمشتغلين بالشئونِ الإداريةِ المباشرةِ في الدوائرِ التعليميَّة، فبهؤلاء يتهيأُ النجاح لمجملِ الحَراكِ التعليميِّ والتربويِّ أو يكون حظُّه الفشلَ، فالرعايةُ لمشاعرِهم، والتقديرُ لجهودِهم وبالغِ تأثيرِهم، وتحفيزُهم بمختلفِ المحفِّزاتِ دون تمييز، والعملُ الدائمُ والدؤوبُ على التطويرِ من كفاءاتِهم كلُّ ذلك يُساهمُ في الارتقاءِ بالتعليم، وكذلك فإنَّ العنايةَ بالطلبةِ والرعايةُ لأحوالِهم المعيشيَّة والتفهمُ لظروفِهم الصحيَّة وتفاوتِهم في استعدادتِهم الذهنيَّة والنفسيَّة، والدراسةُ لمناشئ الإخفاقِ والنجاحِ في كلِّ مدرسةٍ أو مرحلةٍ دراسية كلُّ ذلك وما يُشبهُه يُسهمُ في الارتقاءِ بالتعليم».

وقال صنقور: «ثمة أمرٌ يُضاهي كلَّ ما ذكرناه أو يفوقُه في الأهميَّة وهو التحييدُ للمؤسسةِ التعليمية برُمتِها والنأيُ بها عن المناكفاتِ السياسيَّةِ والمشاحناتِ الطائفيَّةِ، وفرضُ ذلك في كلِّ قرارٍ أو إجراءٍ أو سلوكٍ أو خطابٍ عامٍّ أو في أروقةِ الفصولِ الدراسية، إنَّ المؤسسةَ التعليميَّةَ هي بوابةُ الرُقيِّ للوطن، والدولُ التي تقدَّمتْ انطلقتْ من دوائرِ التعليمِ ومؤسساتِه، فأيُّ قرارٍ أو إجراءٍ ينشأُ عن خلفيَّةٍ سياسيةٍ أو طائفيَّةٍ يكونُ جنايةً بحقِّ التعليمِ وهو في المآلِ جنايةٌ في حقِّ الوطنِ ومستقبلِ أبنائِه».

وأشار صنقور إلى أن «العديدَ من الأولادِ وصغارِ الشباب الذينَ خرجوا من السجنِ فلم نعبأُ بما تلقَّوه من ثقافاتٍ في داخلِه ولم نرعَ أهميةً للتأثيراتِ النفسيةِ التي نشأتْ عمَّا كانوا قد عاينوه أو كابدوه لذلك لم نحرصْ على إعادةِ تأهيلِهم، وغفلنا كذلك عن علاقاتِهم التي تكوَّنت في داخلِ السجن وامتدَّتْ إلى خارجه فساقت بعضَهم إلى الملاهي الليليةِ ودفعت بآخرينَ إلى تعاطي المخدرِّات واجتراحِ الفواحش، ووقع بعضُ هؤلاءِ ضحيةً للابتزاز»، مضيفاً إن «المسئوليَّةَ الدينيَّةَ والأخلاقيةَ تفرضُ على الآباءِ والأُسر اليقظةَ والحذرَ الشديدين والمتابعةَ الدقيقةَ والمتأنيةَ لعلاقاتِ أبنائِهم وبناتِهم والحرص على المعرفةِ التفصيليةِ لأحوالِهم وسلوكِهم في داخلِ البيت وخارجِه وفي المدرسةِ والجامعةِ دون أنْ يترتَّبَ عن ذلك التأثيرُ على ثقتِهم بأنفسِهم والاحترامِ لإرادتهم وبعضِ خصوصياتِهم الواقعةِ في سياقِ البناءِ لشخصياتِهم».

وتابع «الشريحةُ الثالثةُ التي تقعُ على عهدتِها مسئوليةُ الارتقاءِ بمستوى التعليم هم المدرِّسون والمدرساتُ، وهذه المسئوليةُ الدينية أولاً والأخلاقيةُ ثانياً تُحتِّمُ عليهم الدأبَ على التطويرِ من كفاءتِهم العلميةِ المتصلةِ بتخصصاتِهم، والتطويرِ من كفاءاتِهم التربوية وذلك بالإكثارِ من البحثِ والقراءةِ والمتابعةِ لما يستجدُّ من وسائلِ وطرقِ التعليمِ والتربيةِ، وليس لهم تبريرُ الإغفالِ لذلك بدعوى أنَّ التطوير من كفاءة المدرِّسين هي من مسئوليةِ الوزارة، فإنَّ ذلك وإنْ كان صحيحاً إلا أنَّه لا يُعفِي المدرِّسين والمدرسات من مسئوليةِ التطويرِ الذاتي لكفاءاتِهم».

ولفت إلى أن «هذا الوضع الذي يبعثُ بطبعِه على الإحباطِ والتململِ لدى المدرسين لا ينبغي أن ينعكسَ على نشاطِهم وحسنِ أدائهم أو يصرفَهم عمَّا ينبغي أنْ يكونوا عليه من حرصٍ وإخلاصٍ لأبنائِهم الطلبة».

وختم صنقور خطبته بـ «دعوةٍ إنسانيَّةٍ تُخاطبُ مشاعرَ كلِّ قادرٍ على الاستجابةِ لها هي أنْ لا يُحرَمَ طالبٌ يوماً واحداً من حقِّه في التعليم، فطلبةُ المدارسِ والجامعاتِ المُودعونَ السجنَ محلُّهم المقاعدُ الدراسيَّة، فليتمحَّضِ النظرُ في هذا الشأنِ من الزاوية الإنسانيَّة، فتكون خطوةً على طريق الانفراجِ الذي يطمحُ فيه كلُّ أبناء الوطن».


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus