الشيخ محمد صنقور: تفجير سترة مدان لكنه لا يبرر الانتهاكات وازدراء الطائفة الشيعية

2015-08-01 - 2:46 م

مرآة البحرين: قال الشيخ محمد صنقور إن "العنفَ يُولِّدُ المزيدَ من العنف ثمَّ لا يُساهمُ إلا في تفاقمِ الأزمةِ وتعسُّرِ الوصولِ إلى حلحلتِها" مؤكداً على حقوق الشعب "المشروعة" التي يسعى لتحصيلها بالوسائل السلمية، وفي الوقت الذي أدان فيه صنقور تفجير سترة إلا أنه أكد على أن ذلك لا يعني تبرير الانتهاكات التي أعقبت الحادثة، كما لا يبرر الازدراء بمجمل الطائفة (الشيعية) في البلاد.

وأضاف في خطبة الجمعة بجامع الصادق بالدراز أمس 31 يوليو/تموز 2015 أن "اعتمادُ العنفِ بمختلفِ صورِه وبمختلفِ مراتبِه منافٍ لدينِ هذا الشعب وقيمِه وهو لن يتخلَّى عن قيمِه التي يُؤمنُ بها وإنْ قستِ الظروف (....) فالعنفَ يُولِّدُ المزيدَ من العنف ثمَّ لا يُساهمُ إلا في تفاقمِ الأزمةِ وتعسُّرِ الوصولِ إلى حلحلتِها، فحذارِ من الانزلاقِ في هذا المطبِّ الخطيرِ والمفضي إلى عواقبَ وخيمةٍ تضرُّ بمصلحةِ الوطن وأهلِه، وتحولُ دون القدرةِ على التنبؤِ بما تَؤولُ إليه الأمور، والعاقلُ لا يخطو إلا في حدودِ ما يُبصرُه".

وأردف "لكم فيما وقعَ في عددٍ من الدولِ عِظة وعِبرة، فهم حين اعتمدتْ أطرافُه المتباينةُ العنفَ وسيلةً لمعالجة قضاياهم لم يَحصدوا سوى المزيدِ من التعقيدِ لأزماتِهم، وباتَ من العسيرِ عليهم بعد الاحترابِ والاقتتالِ أنْ يجدوا لأزَماتِهم مخرجاً يُعيدُ إلى أوطانِهمُ الأمنَ والاستقرار".

وشدد صنقور على أنَّ "العنفَ المتبادَلَ هو الخلاَّق للمناخِ الحاضنِ للطائفية، وبه وعليه يتغذَّى هواتُها والمحرِّضونَ عليها، والعنفُ هو الورقةُ الرابحةُ التي تمنحُ المتربِّصين فرصةَ الابتزاز، والعنفُ هو الذريعةُ التي يتذرَّعُ بها مَن لا يزالُ يُروِّجُ لدعوى انَّ هذا الشعب ينطوي على أجنداتٍ مشبوهة، وهو الذريعةُ الجاهزةُ للقبضةِ الأمنيةِ الخانقةِ والجاثمةِ ثقيلةً على الصدور".

وأشار إلى أن "العنفُ من أيٍّ صدرَ مضافاً إلى منافاته لقيمِ الدينِ والإنسانِ فإنَّه سلوكٌ غيرُ محمودِ العواقِبِ، ومجازِفٌ بمصلحتِه وبوطنِه كلُّ من اتَّخذَ العنفَ وسيلةً لتحصيلِ غاياتِه، فهو لن يصلَ إلى غاياتِه وقد خسَرَ انسانيتَه".

وختم الشيخ محمد صنقور بالقول "أما التفجيرُ الذي وقعَ في جزيرةِ سترة بحسبِ ما ورد في الأخبار فهو مُدانٌ دونَ ريب إلا أنَّ إدانتَه لا تُبرِّرُ الانتهاكاتِ والتضييق، كما انَّ إدانةَ هذا العملِ المُدانِ لا يُبرِّرُ الازدراءَ بمجمل الطائفةِ في البلد والذي نشطت له الكثيرُ من الأصواتِ والأقلامِ على مواقعِ التواصلِ الاجتماعي وغيرِها، فقد طفحتْ هذه المواقعُ في أعقابِ هذا الحدثِ المُدان بمختلفِ ألوان السُبابِ وعبائرِ التخوين والازدراءِ بمجمل الطائفة، وهذا لا يسوغُ ولا يصحُّ بمنطقِ الدين والعقل، فالسبابُ والتعميمُ والقاءُ التُهمِ جُزافاً دون تثبُّتٍ ولا يقينٍ يسلمُ المعتذرُ به عند الله تعالى كلُّ ذلك لا يسوغُ بمقتضى قيمِ الدينِ ومنطقِ العقل. وإنَّ الإنصافَ والخشيةَ من الله تعالى يقتضيانِ إدانةَ هذا العملِ الشائنِ من أيٍّ صدر بعيداً عن لغةِ التحريضِ والتخوينِ والإزدراء، فإنَّ هذه اللغةَ يمقتُها الدينُ الحنيف، تذكَّروا انَّ للدنيا ما وراءَها".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus