إيان لينزي ارحل غير مأسوف عليك: "لا انت حبيبي ولا ربينا سوا"
2015-07-23 - 1:19 م
مرآة البحرين (خاص): ودّع البحرين أمس (الأربعاء ٢٢ يوليو/ تموز ٢٠١٥) السفير البريطاني إيان لينزي، وكعادته اختار أن يقدم المزيد من الثناء لما أسماها "القيادة الرشيدة"، على طريقة "الطبّالة" المحليين، ولاعقي أحذية الخليجيين من الدبلوماسيين الغربيين السيئين.
لينزي الذي تحول للعمل كمروّج للنظام البحريني، عقد مؤتمرا صحافيا أمس في مقر السفارة بمناسبة انتهاء فترة عمله الدبلوماسي ليؤكد "أن رؤية القيادة الرشيدة تدل على الرغبة الحقيقية للبحرين للمضي في الطريق الصحيح للإصلاحات".
وحده من يبشر لـ "رغبة الإصلاح" لدى النظام البحريني بهذا الحماس، على الرغم من عشرات التقارير والبيانات التي أصدرها وتبناها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي فضلا عن المنظمات الحقوقية الدولية الرائدة.
ما سرّ حماس "الطبّال البريطاني"، هل هي عطايا النظام التي يمنحها للغربيين البائسين من أمثاله؟ أم الدفاع عن مصالح بلاده التجارية والاقتصادية في البحرين حتى لو كان ذلك على حساب الذين يطحنهم حلفاؤه؟ أم الاثنين معا؟
هو وبلاده يعتاشون على معاناة شعب لا يطلب أكثر من أن يكون حرا في وطنه. ويقول "ما لايقل عن 90 شركة بريطانية لديها فروع في البحرين، في حين أن أكثر من 500 شركة بريطانية لديها وكيل في البحرين، و مايزيد عن 350 شركة بحرينية لديها شراكة مع شركات بريطانية".
ويمضي لينزي متباهيا بتعزيز شراكة بريطانيا مع النظام القمعي "ففي الوقت الذي تحدث فيه البعض عن انسحاب الشركات من البحرين عززت الشركات البريطانية من وجودها وتمثيلها في البحرين وتزايد عددها خلال السنوات الأربع الماضية"، وهي السنوات ذاتها التي شهدت أقسى حملات القمع ضد المطالبين بالديمقراطية!
ليس هذا فحسب، بل ذهب لينزي في مؤتمره الصحافي للتأكيد على الشراكة مع أكثر الوزارات والمنظمات تورطا في انتهاكات حقوق الإنسان والتغطية عليها قائلا "لقد قدمنا ولانزال دعمنا ومساعدتنا فيما يتعلق بمجال حقوق الإنسان ونتعاون بشكل مستمر مع وزارة العدل ووزارة الداخلية وعدد من المؤسسات من ضمنها المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان ولجنة حقوق السجناء والموقوفين والأمانة العامة للتظلمات".
لم يوضح السفير عما إذا كان دعمه لوزارة العدل يتصل بالأحكام المئوية التي يصدرها بحق المتظاهرين، أو معاقبة القادة السياسيين والنشطاء الحقوقيين كأمين عام جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان وأمين عام وعد السابق إبراهيم شريف والحقوقي البارز نبيل رجب ورموز المعارضة المعتقلين منذ أكثر من ٤ سنوات.
أو عما إذا كان دعمه لوزارة الداخلية يدخل ضمن ممارساتها الوحشية بحق معتقلي سجن جو المركزي، تحديدا في أحداث (١٠ مارس/ آذار ٢٠١٥) وما تخللها من تعذيبهم حد تكسير عظامهم وأسنانهم بحسب شهادات الكثير منهم، التي وثقتها المنظمات الدولية. لن يوضح "لينزي" على الأرجح أياً من ذلك. مرافق الملك البحريني في ملاعب "الغولف" يعرف نوعية المكاسب التي يريدها لبلاده، لكن الأهم مكاسبه الشخصية بالذات. ولايهم لو طُحن الشعب البحريني طحناً مقابل ضمان استمرار هذه المكاسب. إيان لينزي، ارحل لا أسف عليك.