براين دولي: رقصة الهوكي بوكي في البحرين

2015-07-15 - 5:51 م

براين دولي، صحيفة الهافينغتون بوست
ترجمة: مرآة البحرين

بدأت السّلطات البحرينية بممارسة نسخة مروعة وغريبة من رقصة الهوكي بوكي ( وهي نفسها أغنية ورقصة غريبة يعود تاريخها إلى أوائل القرن الثامن عشر ومعروفة في المملكة المتحدة باسم أوكي كوكي). وفي النّسخة البحرينية، أُطلق سراح معارض بحريني من السّجن في حين اعتُقِل آخر.

فوج يدخل، وفوج يخرج. هكذا يتم الأمر.

في منتصف الشّهر الماضي، حُكِم على زعيم المعارضة علي سلمان بالسّجن أربع سنوات على خلفية التّهم المعتادة المُوجهة ضد السّياسيين المسالمين - التّحريض على كراهية لنّظام والتّشجيع على الاضطرابات. بعد بضعة أيام، أفرج النّظام عن زعيم آخر في المعارضة، ابراهيم شريف، كان قد أنهى غالبية مدة عقوبته البالغة خمس سنوات.

لكن الرّقصة استمرت. فقط منذ بضعة أيام، اعتقلت السّلطات البحرينية ابراهيم شريف من جديد (بتهمة التّحريض على الكراهية على الأرجح) وأفرجت عن المدافع البارز عن حقوق الإنسان، نبيل رجب "لأسباب صحية". مُنِح رجب عفوًا ملكيًا وفقًا لوسائل الإعلام الرّسمية في المملكة. ما كان يجب أن يحصل عليه رجب هو اعتذار شخصي من الملك لإمضائه أشهرًا في السّجن على خلفية تغريداته التي تبرز التّعذيب في السّجن الرّئيسي في البلاد وتسلط الضّوء على العلاقة بين داعش والقوات الأمنية البحرينية. العفو، على ما يبدو، لا يشمل السّماح لرجب بمغادرة البلاد.

الولايات المتحدة، الحليف العسكري الرّئيسي للبحرين، أمّنت الموسيقى المزاجية غير المساعدة للإيقاع الغريب لكوريغرافيا المعارضين، الذين يتم إدخالهم وإخراجهم عبر باب دوار للسجن. وعلى الرّغم من أن وزارة الخارجية دعت بحق إلى الإفراج عن رجب، فقد رفعت منذ أسبوعين الحظر عن بيع الأسلحة إلى قوة دفاع البحرين والحرس الوطني. وكان الحظر قد فُرِض ردًا على قمع الحكومة البحرينية للنّاشطين والمجتمع المدني أثناء الاحتجاجات السّلمية في العام 2011.

في وقت كان ينبغي فيه أن تقوم إدارة أوباما بكل ما يمكنها لوقف نمو الطّائفية في منطقة الشّرق الأوسط، قررت مكافأة العسكر البحريني، المؤلف على نحو شبه حصري من الطّائفة السّنية في المملكة. وعلى نحو مشين، ذكرت وزارة الخارجية "التّقدم ذات المغزى في إصلاحات حقوق الإنسان في البحرين" كسبب لاستئناف مبيعات الأسلحة إلى القوات العسكرية في البلاد، وهي القوات ذاتها التي تورطت بتدمير تسع مساجد شيعية والمسؤولة عن مقتل ثلاثة مدنيين ومائة اعتقال ( بما في ذلك عنصرين من الكادر الطبي) خلال انتفاضة العام 2011.

الدّكتور علي العكري، وهو جراح عظام أطفال، كان من بيت المدنيين الذين اعتقلتهم القوات العسكرية البحرينية. يقول إنّه أمضى 15 يومًا في منشأة عسكرية حيث أُجبِر على تناول برازه وتعرض لأشكال أخرى من التّعذيب. أدين في محكمة عسكرية ولم تتم مساءلة أي عنصر من قوات الأمن على خلفية التّعذيب. الدّكتور العكري مشارك في لعبة الهوكي بوكي ولا يزال في السّجن حيث يقضي عقوبة بالسّجن خمس سنوات.

البحرين لا تزال تحتاج إلى تسوية راديكالية شاملة لأزمتها السّياسية لإخراج نفسه من مسار القمع والانقسام. نقل المعاضين السياسيين إلى داخل وخارج السّجن لا يشكل إصلاحًا حقيقيًا. بالإفراج عن معارضيها السّياسيين كلهم، يمكن للبحرين البدء بإطلاق حوار حقيقي حول مستقبل البلاد.

لقد حان الوقت، وفقًا لما تقوله الأغنية، لتغير البحرين مسار سياستها. هذا ما يتعلق به الأمر.

 14 يوليو/تموز 2015
النّص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus