وصفها متابعون بالخطاب الثوري المتفجّر... بالفيديو: كلمة إبراهيم شريف التي أدخلته السجن مجددا

2015-07-13 - 12:12 م

مرآة البحرين (خاص): يرجّح أن يكون الزعيم البحريني المعارض، الأمين العام السابق لجمعية العمل الوطني الديمقراطي، إبراهيم شريف، قد اعتقل بسبب كلمته التي ألقاها خلال تأبين الشهيد حسام الحداد في المحرّق، يوم الجمعة 10 يوليو/تموز 2015.

وبثّت الكلمة على شبكة يوتيوب، وحازت على أكثر من 41 ألف مشاهدة حتى الآن، واعتبرها متابعون خطابا ثوريا جامحا.

وحذّر شريف في كلمته من الانخداع بالتنظيرات التي تقول إن الثورة قد انتهت، وقال إن هذا الهدوء هو الذي يسبق العاصفة، وإن النار تحت الرماد، وإنها "ما زالت متقدة في صدور شبابنا ينتظرون اللحظة المناسبة ليقومون بحراك أكثر بكثير من حراك 14 فبراير"، كما حذّر شريف بشدّة من الاستسلام والقبول بأي مشاريع سياسية وهمية لا تقدّم أي حلول سوى الإفراج عن السجناء، وكشف أن هناك شخصيات تدور الآن من مكان إلى مكان لتبشّر بذلك، معتبرا ذلك قمّة الوقاحة.

وقال شريف إن الحكومة عدوة نفسها، وعن اتّهام قيادات المعارضة بالتحريض ضد النظام، وهي ذات التّهمة التي ألقي بسببها في السجن فجر يوم أمس الأحد، قال شريف "نحن نقول نحن لا نحرض الناس، الذي يحرض الناس ضد الحكومة هي الحكومة والاضطهاد والتهميش".

ونبّه شريف إلى أن وضع البحرين الاقتصادي اليوم، مثل وضع اليونان في 2008، وأن إفلاسها ينكشف تدريجيا، وهو ما سيجعل شرائح أوسع من المجتمع تقف ضد الحكومة بحسب رأيه، وسيجعل المستقبل أمام المعارضة وليس خلفها حسب قوله.

ووصف شريف الحكومة بأنها زهيدة مفلسة وفاسدة، وقال إن أحد أهم مشاكلها أنّها تضخّمت بشكل هائل، خصوصا في أجهزتها الأمنية والأجهزة الخاصة بالديوان الملكي وفي المؤسسات التي قامت بإنشائها مثل المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان ومفوضية السجون ومجلس الشورى، والتي وصفها بأنّها لا فائدة منها، وأنّها لم تستطع إنقاذ الحكومة أبدا.

وفي بداية الكلمة، قال إبراهيم شريف مؤبّنا الشهيد الفتى حسام الحداد "عندما تحين الفكرة تصبح التضحية واجبة، لذلك كان الشهيد حسام من أولئك الشجعان الذين تقدموا الصفوف ليقول إن فكرة التغيير حان أوانها ونحتاج لتضحيات حتى نحققها".

واقتبس شريف قولا لقائد فلبيني وطني "تسلط الحكام وغيرهم لا يمكن أن يحدث إلا إذا أصبحنا جبناء" وقال "الحكومة قوية إذا كنا جبناء، وضعيفة إذا كنا شجعان، وهذا ما حاول أن يقوله الشهيد حسام وما حاول أن يقوله كل الشهداء الذين سقطوا وكل المناضلين الموجودين الآن في السجون".

وأكّد شريف مجدّدا أن أهداف المعارضة وطنية بامتياز، وأن من اتهم المعارضة بأن لها أهداف أو أجندات طائفية، لا يستطيع أن يثبت ذلك، وقال إن هدفنا هو المواطنة المتساوية "نحن نرفض التمييز ضد الشيعة، نحن نرفض نظام الامتيازات للأسرة الحاكمة أو للطبقة الحاكمة، نحن مع الديمقراطية، نحن مع دستور قوي يعطي صلاحيات واسعة لمجلس النواب، نحن مع حكومة منتخبة من خلال مجلس النواب، نحن مع ملكية دستورية لا يملك الملك فيها سلطات".

وذكر أنه خرج من السجن وقد قيل له إن الحراك أهدأ مما كان قبل "صحيح، مما لا شك فيه أن الناس بعد أربع سنوات ونصف تحتاج استراحة مقاتل، لا يوجد أحد يستطيع أن يخرج 4 سنوات وربع في تظاهرات كل يوم، وكل يوم يضرب على رأسه، كل يوم هناك شباب يعتقلون، وإذا يتم إطلاق سراح شاب يعتقل في مقابله المئات".

وقال شريف "يجب أن لا ينخدع أحد ويقول النار انطفأت والثورة ماتت، وهمّة الناس خارت، هذا ليس صحيحا، هناك جمر تحت الرماد، هذا الجمر يحتاج "هبتين" أو ثلاث هبات هواء قوية.. من كان يتوقع أن في 14 فبراير ستحدث عندنا أعظم الانتفاضات في البحرين ...أنا أقول إن هذه النار ما زالت متقدة في صدور شبابنا، وهم ينتظرون اللحظة المناسبة ليقومون بحراك لربما يكون مثل حراك 14 فبراير أو أكثر، لا يغرّن أحدا هذا الهدوء، هذا الهدوء هو الذي يسبق العاصفة، هذا الرماد تحته جمر ينتظر اللحظة المناسبة".

وأضاف "والآن بعد أن سرقوا حقوقنا، سرقوا رغيف الخبز، يحاولون إرجاع كسرة صغيرة من هذا الرغيف، ويطلبون منا أن نشكرهم على إرجاع هذه الكسرة الصغيرة، يا للوقاحة... المطلوب منا الآن أن نقبل بالشيء القليل، يقولون لك نحن سنفرج عن السجناء تدريجيا وأنتم الآن كمعارضة ارفعوا العلم الأبيض وقولوا لا نريد شيء، كل الأمور تمام... اقبلوا بذلك و(بالقطّارة) سنطلق سراح أولادكم واحدا واحدا من السجن ... يا لوقاحتهم".

وكشف شريف أن "هذا ما يحاول تسويقه مجموعة من الشخصيات في البلد... افتحوا أعينكم وآذانكم واسمعوا عن المشاريع التي تدور هذه الأيام وتتجول من مكان إلى مكان لكي نقبل القليل وكأن كل التضحيات هذه لا شيء".

وعن الرموز المعتقلين، قال شريف إن "القيادات في السجن صامدة... القيادات أبشركم معنوياتهم عالية... السلطة لا تستطيع أن تخضع هذه القيادات... هؤلاء الناس أمناء على طموحاتكم وأمناء على دم الشهيد وأمناء علي أبناء كل الشهداء... أمناء على مصالح الوطن... هؤلاء لن يقدموا على صفقة مع النظام، وبالتالي هذا الصمود في الخارج وهذا الصمود في الداخل يعادل الواحد منهم الآخر... لذلك هذا الشعب لن يهزم".

وعن اعتقال الشيخ علي سلمان، قال شريف "قلت للشيخ علي يبدو أن هناك تبادل أسرى فيما بيننا، فالواضح أن الإخوان سيبقون 13 وإذا أطلقوا سراح أحدهم سيدخلون آخر".

"الحكومة شاطرة في شيء واحد، شاطرة في توليد معارضة أتوماتيكيا، وكل يوم يولد المواطن المهمش ابن العائلة الشيعية، ومع الأسف نضطر نقول شيعة وسنة لأن طبيعة الحال في البلد الآن هي اضطهاد طائفي، كل يوم هذا الولد يقولون له أنت مواطن غير كفؤ، أنت آخر، أنت ابق تحت، مضروبا على رأسك، لن يكون لك حصة للدخول في أجهزة الأمن أو قوة الدفاع، وإذا دخلت في الحكومة انتبه، لن تذهب إلى الأعلى، إلا إذا أصبحت مواليا للجماعة بشكل تام".

وقال شريف إن الحكومة تولّد هذا النوع من التفكير، وإن هذا النوع من التفكير هو الذي "يولّد المعارضة المستمرة ضد الحكومة فالحكومة عدوة نفسها، يقال لنا أنتم تحرضون الناس على الحكومة، نحن نقول نحن لا نحرض الناس، الذي يحرض الناس ضد الحكومة هي الحكومة والاضطهاد والتهميش، ضد الطفل منذ صغره،  وحتى يكبر ... هو يجد العوائق أمامه دائما... ينتهي من المدرسة يرى عائق البعثات توزع هنا وهناك والواسطة تخبّأ هنا وهناك وللدواوين ... الحكومة هي التي تولد السخط عند الناس وتولد المعارضة عند الناس ولذلك هذا الشعب سيظل عدد كبير منه بحكم طريقة تعامل الحكومة معه شعبا معارضا".

"القضية الثانية المهمة هي أن هذه الحكومة اليوم مفلسة... الذي يتابع اليونان يرى أن ما يحصل اليوم لليونان هو نتيجة لسوء حكومات... بالرغم من وجود تداول للسلطة لكن الحكومة كانت نخبة فاسدة عملها السرقة وتزوير الأرقام حتى تدخل الاتحاد الأوروبي وانفضحت... وضع البحرين اليوم مثل وضع اليونان في 2008 بمعنى نحن الآن ننكشف تدريجيا.. وفي خلال أربع إلى خمس سنوات إذا لم تتحسن أسعار النفط والحكومة لم تقبل على إصلاحات حقيقية سيكون لدينا وضع مشابه لوضع اليونان، إلا إذا ذهبوا واستجدوا دول الخليج (يا الله من مال الله) وبدل المليار دولار يأخذون 4 مليار دولار... الوضع الاقتصادي سيء وسيصبح أسوأ وأعتقد أنه هذا يجعل شرائح أوسع من المجتمع تقف ضد الحكومة... أنا أرى أن المعارضة المستقبل أمامها وليس خلفها".

وأشاد شريف بالقرار الذي صدر عن البرلمان الأوروبي ضد البحرين يوم الخميس 9 يوليو/تموز 2015، وحث الجميع على قراءة القرار وعلى أن لا يقول أحد أنه بلا فائدة، بل على العكس "منه فائدة، الحكومة وبسرعة أصدرت بيان رد فعل، النرفزة (الانفعال) واضحة على الحكومة...  هذا إثبات على أنه مادام لدينا حراك في هذا البلد وعندنا نشاط من الإخوة الحقوقيين... سيكون هناك تفاعل عالمي... عندما نخمد العالم لن يهتم بنا، العالم فقط يهتم بالجماعة التي تهتم بمصالحها...  مازال الضغط موجودا... ربما لا يوجد لهذا البيان (شيك) نصرفه، لكن إذا راكمنا وراكمنا وراكمنا، هذه الحكومة كل يوم تتلقى الصفعات، كل يوم تتلقى ضربة فوق رأسها، ومع الوقت سينفك (اللحام)".

ورأى شريف أن كل هذه المشاكل التي تواجهها الحكومة لا مخرج لها "الحكومة بسبب تضخمها من سنوات، وبالذات تضخم الأجهزة الأمنية والأجهزة الخاصة بالديوان الملكي والمؤسسات التي قامت بإنشائها والتي لا فائدة منها مثل المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان ومفوضية السجون ومجلس الشورى، تتحمل مصاريف هائلة، "صرف صرف صرف" لا فائدة منه...  لم يستطع أن ينقذها... وهذا يذكرني بكلام قاله أحد الفلاسفة الهولنديين "من غير المعقول لف الأشياء الزهيدة بشيء ثمين".. الحكومة لدينا زهيدة مفلسة، حكومة فاسدة، حكومة فاشلة مهما غلفتها، ومهما وضعتها في أجمل علبة، في أجمل غلاف... هذا حرام لأنك تخسر المال على غلاف، لأن هذه الحكومة لا تزين".

وختم شريف كلمته بالقول إن "هذه الحكومة إذا أرادت أن تخرج من كل هذا ليس لديها خيار آخر غير خيار الإصلاح، وهو الخيار الذي طرحته المعارضة في وثيقة المنامة... لا يوجد مخرج لكل هذه التعقيدات بدون مصالحة وطنية حقيقية وبدون إصلاح حقيقي في هذا البلد".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus