يوميات مضرب عن الطعام لـ111 يوماً: بقلمي أكتب ودواتي "أنا عبدالجليل السنكيس"
2015-07-11 - 2:21 م
مرآة البحرين: هي مذكرات أربعة أيام. أربعة أيام بالتمام لإضراب مستمر ينفذه سجين سياسي منذ 111 يوماً. روى فيها الدكتور عبدالجليل السنكيس، القيادي في "حق"، جانباً من مكابداته في السجن. مع الضباط، مع الأطباء، مع الممرضين، مع منتدبي الأمانة العامة للتظلمات. شخصيّات مختلفة عليه الاحتكاك بها، ومحاورتها وربما مواجهتها. إصراره على لبس زيّه المدني، لا الجنائي، ترميز مكثف لصمود أسطوري. "جوابي هو نفس جواب أمس"، هكذا ردّ السنكيس حين قرّروا اختبار إرادته. بين أن تُكسر باستغلال حاجته إلى العلاج وإلباسه "زيّهم"، أو يتصلّب لكن على حساب صحته اختار إرادته "لا، ما لم يكن ذلك بلباسي المدني". جداله مع مندوب التظلمات "لستم جهة مستقلة وتحاولون إخفاء العيوب" صفعة فاقعة في وجه أناس قرروا العمل ملمّعي أحذية للديكتاتورية. "لا أنا طلبت منكم ذلك، ولا عائلتي". وفي المذكرات، سيجد القاريء وصفاً دقيقاً يضعه السنكيس لزياراتهم الزائفة. فيما يلي تعيد "مرآة البحرين" توظيب ونشر يوميات الدكتور عبدالجليل السنكيس مع الإضراب عن الطعام بعد إتاحتها من قبل محاميه محمد التاجر.
4 يوليو/ تموز 2015: طلبت أن أكتب لإدارة السجن بخصوص تقديم زيارتي المتوقعة يوم الخميس 9 يوليو/ تموز 2015 وذلك لمصادفتها وقت زيارة الأهل لابني حسين (عبدالجليل السنكيس) السجين (أيضاً). رفضت الممرضتان توفير ورقة وقلم وذلك لوجود أمر جديد بمنع توفير الأوراق والأقلام لي. السجناء الآخرون لديهم دفاتر بأحجام مختلفة وأقلام والبعض لديه راديو. بعد المماحكة والصراخ تم توفير قطعة ورقة صغيرة وقلم لمخاطبة الإدارة وأرسلت الرسالة في نفس اليوم.
5 يوليو/ تموز 2015: اتصل بي النقيب سامر الأردني وأخبرني بقبول طلبي وأنه سيتم الترتيب للزيارة لتكون يوم الثلاثاء أمس حسب طلبي، لكن هذا لم يتم. فقسم الزيارة برئاسة الملازم حمد الذوادي يصدر أوامر بأن تكون الزيارة لي كل أسبوعين أو أكثر وأن يكون اختيار الأيام بحسب ما يرون وليس بحسب ما يناسب لي. وللعلم فقد تم حرماني من حق زيارة التعزية لهذا السبب. المهم، تحدث النقيب سامر عن الإضراب وعن عدد أيام الإضراب كما لو أنه لا يعلم. فقلت أكثر من 100 يوم فقال بسبب الزِّي والقيد والتفتيش بالإدارة؟ فقلت له نعم. قال إن هذا إجراء في كل السجون لأنه ليس بمقدوره البت في الأمر وحتى مدير السجن. أخبرته بأنني و(أمين عام حركة حق حسن) مشيمع لا نلبس اللباس ولا القيد وكذلك التفتيش المهين منذ قدومنا السجن في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 وهذا ترتيب مع الإدارة. قال إن الوضع تغير ثم عرج على موضوع الأغراض وقام يسجل الأغراض. الشامبو، الأقلام، الدفتر، مفاتيح الجنان، كتابان، وقال سنرتب جلبها لك. وطلب مني عبر الشرطي الموجود أن أكتب خطابا (لكن) لحد الآن لم يتم جلب أي شيء. للعلم فهذه هي الرسالة الخامسة بهذا الخصوص وكلها لم يتم الاستجابة لها. في نفس اليوم الأحد، زارتني طبيبة أمراض جلدية مصرية لفحص مشكلة تساقط الشعر بسبب الإضراب، وكذلك بسبب عدم توافر شامبو لأكثر من شهرين فأوصت بأخذ أقراص أوميغا 3 omega3 (فيتامين e) و شامبو طبي ضد تساقط الشعر anti hair fall. وقد تم جلب الشامبو من صيدلية خارج المستشفى وقد بدأت استعمله وكذلك أخذ أقراص أوميغا فيتامين e .
6 يوليو/ تموز 2015: تم إيقاظي منذ الصباح لإخباري بقدوم مرافق طبي من جو لأخذي للمستشفى العسكري للقاء استشاري أمراض الدم Haematology لفحص سبب تناقص كريات الدم البيضاء ونقص المناعة، ولكن (قالوا لي إنه) يجب علي أن ألبس لباس السجن. فقلت لهم أنا أود الذهاب للعسكري ولكن كما كنت أذهب من قبل، أي بلباسي المدني. فرفضوا ذلك ورفضوا أخذي للعسكري رغم أنه موعد عاجل طلبه الطبيب المعالج لي في عيادة القلعة، وهو الدكتور إياس كمال عراقي الجنسية.
7 يوليو/ تموز 2015: منذ الصباح جاءت الممرضة مع الشرطي المرافق لإخباري بوجود موعد لدي في المستشفى العسكري بقسم الباطنية. ولكن (أعادت الطلب بأنه) يجب علي لبس لباس السجناء وأيضا لبس القيد الحديدي؛ فقلت لهم: جوابي هو نفس جواب أمس. أنا لا أرفض العلاج ولا أرفض الذهاب للعسكري ولكن بلباسي المدني كما كنت أذهب في السابق. وقد رفضوا أخذي للعلاج مرة أخرى.
[في وقت لاحق] دخل علي موظف من الأمانة العامة للتظلمات خالد إلياس. وهو شخص مهذب فألقى التحية وكان يناديني دائما دكتور، فقلت له أنا لدي موقف من التظلمات وهي جهة غير مستقلة وإنما تحاول أن تغطي على الوزارة وإدارة السجون في محاولة لإخفاء العيوب. قال نعرف ونحترم وجهة نظرك فقلت له أنا لم أخاطبكم وعائلتي لم تخاطبكم، فمن خاطبكم؟ قال نعم، أنت لم تخاطبنا وعائلتك كذلك ولم يخاطبنا أحد من الخارج (المنظمات حسب قوله رغم أن اعتقادي غير ذلك)؛ ولكن نريد أن نطمئن عليك من جانب إنساني. قلت له بعد أكثر من 100 يوم إضراب وفي المستشفى واليوم تأتي! قال إننا مشغولون جدا وإن عدد السجناء كثير، ثم مباشرة قال هل لديك كرسي متحرك wheelchair؟ هل يأتون لك الأهل؟ هل يوفرون لك العلاج؟ هل لديك أدوات صحية؟ ثم مباشرة ذهب للحمام، نعم هناك صابون، معجون، فوطة وإضاءة ثم خرج، نعم هناك نافذة (يقايسها). وظل يسأل فقلت له أنا وضعي مستقر، فقال ولكننا نريد أن نطمئن عليك يا دكتور. وقال لي: سألتقي الطبيب وخرج. (لكن) كل مرة يرجع ويدخل الحمام ويعاين ثم جلس (بعد ذلك) مع الطبيب المعالج الدكتور إلياس ولا أعلم ماذا قال له.
قلت له إن هذه بعض مؤخذاتي عليكم، أنتم لا تعالجون ولا تتناولون القضية الأشمل. قال كيف؟ قلت له إنه مضت أكثر من 100 يوم وأنت تركز على هذه الأمور ولا تتحدث عن سبب الإضراب. قال إن شاء الله في المستقبل نجلس (معاً) عن الموضوع! قلت له: أنتم تعلمون من قبل (سبب) امتناعنا عن الزيارات أنا و(أمين عام حركة حق حسن) مشيمع لأكثر من 10 أشهر لنفس الموضوع. أنا إنسان محترم، العديد من مسؤلين في الدولة تخرجوا على يدي، كل جرمي أنني أتحدث وأعبر عن رأيي بصراحة مكشوفة. أعاقب بالحرمان من الحرية والعمل، أوكي، لماذا أعاقب أكثر من خلال محاولة إهانتي و تحقيري لأبدو بأنني مجرم وصاحب سوابق. أنا أرفض الإهانة والإذلال وعسى أن أموت هنا ولا أقبل ذلك. قال الأمور ستعدل إن شاء الله، فقلت: إدارة السجن لا تصلح ويجب أن تتغير العقلية التي تدار بها الأمور، فقال كل الأمور ستتعدل إن شاء الله ثم خرج وودعني. أعتقد أنهم يجهزون رداً للمسؤليين في الأعلى أو رداً على تساؤلات منظمات خارجية أو ربما للإعلام.
الوضع الصحي العام: السكر بين 4 - 5 وبعض الأحيان يقل عن 4. الضغط: 100 - 110 على 60 - 70. الهيموغلوبين: HB 12-13. عدد كريات الدم البيضاء: حوالي 3400، المعدل الطبيعي حوالي 3800. درجة الحرارة: حوالي 37 درجة تزيد وتنقص.
أنتظر موعداً مع د. عبدالله العجمي من مستشفى السلمانية لفحص الدم ومعرفة سبب هبوط كريات الدم البيضاء. كما أنتظر موعدا مع د. وليد علي استشاري البولية بخصوص البروستات. وأنتظر أيضاً موعداً لعملية في الأنف والأذن بعد زيارة استشاري الأنف و الأذن و الحنجرة بالسلمانية. وهذا موضوع سابق يعود لأكثر من ثلاث سنوات لكن وزارة الداخلية ممثلة في إدارة السجن لا تسمح بإقامة العملية الجراحية. إنني أعاني من ضيق تنفس في مجرى الأنف و الدورة vertigo بسبب مشكلة انخفاض الضغط و التوازن في الأذن اليسرى.