الشيخ صنقور: سنظل نكدح ونصدح ونكافح ونناضل حتى نصل إلى كامل حقوقنا

2015-07-04 - 9:13 م

مرآة البحرين: قال الشيخ محمد صنقور إن "الرسائل التي يبتغي الإرهابيون إيصالها، هي رسائلُ متعددةُ الاتجاهات، فثمة رسالةٌ موجَّهةٌ للحكومات، وثمة رسالةٌ أخرى موجَّهةٌ للطائفةِ المُستَهدَفة، وثمةَ رسالةٌ ثالثة موجَّهةٌ لشعوبِ المنطقة، أما الرسالةُ الموجَّهةُ من قِبَل الإرهابيين لحكوماتِ المنطقة فهي انَّ ما كنتم تتباهونَ به من انَّ دُولَكم عصيةٌ على الاختراقاتِ الأمنية لم تكن سوى دعاوى لا واقعَ لها، فها هي التفجيراتُ مؤشر صارخٌ على هشاشةِ القُدراتِ الأمنيةِ التي طالما تباهيتم بها في وسائلِ الإعلام".

وأضاف في خطبة الجمعة بجامع الإمام الصادق بالدراز أمس 3 يوليو/تموز 2015 أن "رسالة الإرهابيين لحكوماتِ المنطقة هي انَّهم قادرون على تنفيذِ أيِّ مخططٍ أرادوه أيَّاً كان حجمُه، وانَّهم قادرونَ على زلزلةِ الأمنِ وتقويضِه، وانَّ رعاياكم غيرُ آمنينَ في أيِّ موقع، فهم غيرُ آمنينَ في مساجدِهم فضلاً عن أسواقِهم ومحافلِهم بلْ وبيوتِهم".

وتابع "إنَّ رسالةَ الإرهابيينَ لحكوماتِ المنطقة هي انَّهم كما تمكَّنوا بيسرٍ من استهدافِ المصلِّينَ في مساجدِهم فإنَّهم قادرونَ على استهدافِ المنشئاتِ الحيويةِ لدولِ المنطقة، فالرسالةُ التي ينبغي أنْ تتلقَّاها الحكوماتُ من هذا الاختراقِ الأمنيِّ الفاقِعِ هي انَّ الإرهابيين أرادوا إظهارَكم في أعين رعاياكم عاجزينَ عن حمايتِهم وحمايةِ مصالحِهم ومنشئاتِ أوطانِهم".

وأكمل "أما الرسالةُ الموجَّهة للطائفةِ المُستهدَفةِ، فإنَّ عليكم أنْ تفزعوا وإنَّ حظَّكم في أوطانِكم هو الرعبُ والخوفُ والهلَع، فلا أمنَ لصغيرِكُم فضلاً عن كبيرِكم، فعليكم أنْ تنكمشوا، فإذا سَلِمتُم على أرواحِكم فتلك منَّةٌ نَمنُّ بها عليكم، فلا تطلبوا حقاً لكم سوى البقاءِ على قيدِ الحياة، وحتَّى هذا الحقُ زمامُه ليس بأيدِيكُم، فمتى شئنا اختلسنا من أرواحكم ما نروِّضُ به آمالَكم وتطلعاتِكم".

وواصل صنقور "أما الرسالةُ الموجَّهةُ لشعوبِ المنطقة من قِبَلِ الإرهابيين فهي إنَّهم بصددِ فرضِ أجندتِهم بالدماءِ والأشلاءِ على عمومِ شعوبِ المنطقة، فالفكرُ الذي يجبُ أن يسودَ هو فكرُهم والسياساتُ التي يجبُ تُعتَمَدُ هي سياساتُهم، فلا مجالَ للتعدديَّة، فالناس من أبناءِ شعوبِ المنطقة صِنفان، صِنف مؤمنٌ بفكرِهم ومُعتقدِهم، والصنفُ الآخرُ محكومونَ بالكفرِ والزندَقةِ والمروقِ عن الدينِ، وهؤلاءِ حقُّهم أن يُستتابوا أو يُبادوا عن آخرِهم أو يَرحلوا عن أوطانِهم، فليس ثمةَ مَن هو آمنٌ على نفسِه وعرضِه ومالِه سوى من يُؤمنُ بفكرِهم ومُعتقدِهم".

وأردف "أما الرسالةُ الموجَّهةُ من الإرهابيينَ للطائفةِ المُستهدَفة فجوابُها انَّ القتلَ لا يَروعُنا، وهو لنا عادة، وكرامتُنا من اللهِ الشهادة، فإذا كانتْ غايتُكم أنْ ننكمشَ وأنْ لا نحرصَ على أكثرَ من السلامةِ على أرواحِنا فهي غايةٌ خائبة، لن تَبلغُوها وإنْ تعاظمَ بطشُكم، سنظلُّ نكدحُ ونصدحُ ونكافحُ ونناضلُ حتى نصلَ إلى كاملِ حقوقِنا، ولن نتوسَّلَ وإنْ عظُم استفزازُكم بغيرِ الوسائلِ التي يعتمدُها العقلاءُ ويرتضيها الدينُ الحنيف دينُ السلامِ والتسامح".

واسترسل "أما الرسالةُ الموجّهةُ لشعوبِ المنطقة فقد تصدَّى شعبُ الكويتِ العزيز للجواب عليها، فقد أظهرَ بتلاحمه وتآزرِهِ وتعاطفِ كلِّ مكوناته مع ضحايا التفجير وتأكيدِه على أنَّ المستهدَفَ من التفجيرِ الغاشمِ هو كلُّ أبناء الوطن، أظهر بذلك أنَّه لا مكانَ لكم أيُّها الإرهابيون في أوطانِنا، ولا حاضنَ لفكرِكم، فلنْ تتمكَّنوا من جرِّ المنطقةِ إلى حربٍ طائفية ، فالوعي الذي تَنعمُ به شعوبُ المنطقة عصيٌّ على الاختراق، وقادرٌ على الصدِّ لكلِّ محاولةٍ يائسة للنيل من وحدتها وثقافتها القائمةِ على التسامحِ واحترامِ كلٍّ للآخر".

وختم الشيخ محمد صنقور خطبته بالقول "أما المنتَظَرُ من الحكومات فهو تطمينُ شعوبِ المنطقة بجدِّيتِها في استئصالِ هذه الفئةِ من جذورِها، فملاحقةُ الجُناةِ والمنفِّذينَ للأعمالِ الإرهابية وإنْ كان ضروريَّاً ولكنَّه إجراءٌ غيرُ كافٍ ولا هو مُقنِعٌ بجدِّيَّة الحربِ على هذه الفئةِ الضالَّة ، فثمةَ محرِّضونَ على القتلِ وسفكِ الدماءِ يتعيَّنُ على الحكوماتِ ملاحقتُهم، ثم إنَّ الإجراءاتِ الأمنية لا تُجدي وحدها لمحاصرة هذه الفئة، فثمة قنواتٌ ترعى هذا الفكر وتُؤصِّلُ وتروِّجُ له وهمي بمرأى وبمسمعٍ من الجميع، وثمة حواضنُ ومؤسساتٌ تعملُ في السرِّ والعلنِ على اجتذابِ الشبابِ والفتية للأفكار التي يتبنَّاها أربابُ هذا الفكرِ الهادم لكلِّ مقوِّماتِ العيشِ المشترك الذي تقومُ عليه الأوطان، وينبغي للحكوماتِ أن تولي أهميةً قُصوى للمناهجِ الدراسية فهي من أهمِّ وسائلِ التفريخ لهذا الفكر الذي لو قدِّر له الامتدادُ فإنَّه سيقوِّضُ دون ريب كلَّ مكتسباتِ الأوطان" على حد قوله.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus