صلاة السنة والشيعة في الكويت غير البحرين: الأصلي غير التايوان!

 صلاة وزير العدل تثير مشاعر الشيعة لمسئوليته عن هدم 33 مسجداً لهم
صلاة وزير العدل تثير مشاعر الشيعة لمسئوليته عن هدم 33 مسجداً لهم

2015-07-04 - 2:37 م

مرآة البحرين (خاص): تحول وسم "هاشتاق" أطلقه عقيد سابق في الجيش البحريني إلى مناسبة لانطلاق الجدل بين السنة والشيعة وما إذا كان من الجائز وقوفهم معا في صلاة موحدة. العقيد السابق في قوة دفاع البحرين السلفي محمد الزياني كان قد التقط الدعوة التي أطلقتها المؤسسة البحرينية للمصالحة والحوار المدني لإقامة صلاة موحدة بين السنة والشيعة يوم الجمعة في أحد المساجد جنوبي البحرين لإثارة خلاف فقهي قديم حول ما إذا كان من الجائز للسنة أصلاً الصلاة خلف إمام شيعي.

وصرح "لن أصلي خلف إمام شيعي"، موضحاً "هذه فتوى مشايخنا (...) فلا وضوءهم يقنعني ولا ما يرددونه في صلاتهم عقيدتي، لهم طريقتهم ولي طريقتي"، وفق تعبيره. لكن المحاججة التي أراد بها الزياني المناكفة اعتمادا على حكم يقول إنه "شرعيّ بحت" لم تمر مرور الكرام. وقد تحوّلت بفعل الإلحاح الذي لم يخل من الإثارة إلى نافذة لإعادة بعث قاموس الكراهية القديم بين كبريي طوائف الإسلام على منتديات التواصل.

وهو ما استدعى رد مدير المؤسسة صاحبة الدعوة للصلاة الجامعة سهيل القصيبي الذي صرّح قائلاً "هناك جدل عن الصلاة خلف الطائفة الأخرى. ومن يصر على فتوى فليبحث عنها. أما أنا فسوف أصلي في بيت من بيوت الله".

لقد احتضن جامع عالي الكبير، وهو أحد أكبر الجوامع الشيعية في الجنوب الغربي من العاصمة المنامة، الصلاة الموحدة الجمعة (3 يوليو/ تموز 2015) التي أقيمت في ظل إجراءات أمنية مشددة وحضور هيمنت عليه الشخصيات الرسمية.

وأثار تصدر وزير العدل خالد بن علي آل خليفة الصفوف الأولى للمصلين الكثير من التعليقات المستفزة. ففي رقبته مسئولية 33 مسجداً شيعياً أقرّ تقرير لجنة تقصي الحقائق بهدمها في إطار الحملة التي قادتها السلطات ضد احتجاجات العام 2011.

وتساءلت المحامية فاطمة الحواج في هذا الإطار "شكرا لك سعادة الوزير. متى ستبنون المساجد الشيعية التي هدمت من قبل الدولة؟".

في ظل ذلك، اختار  معلقون أن يعقدوا مقارنات مع الصلاة الموحدة التي أقيمت في الكويت بحضور أمير البلاد صباح الأحمد وحجم حضورها في وجدان الكويتيين مقارنة مع الفتور الذي قوبلت به نظيرتها في البحرين وتحوّل الصلاة إلى مناسبة لتجديد عناصر الخلاف بين المسلمين السنة والشيعة.

وعلق كاتب عمود الرأي في صحيفة "الوسط" قاسم حسين "الفرق بين صلاة الوحدة الوطنية في الكويت والبحرين مثل الفرق بين مسلسل درب الزلق وطفاش. الأصلي غير التايوان! متى يتعلمون الدرس؟".

لقد عاد الزيّاني في تعليقات لاحقة لترقيع الأمر في محاولة لتفادي النقد الشديد الذي استقبلت به آراؤه. وأعاد تدوير صورة له تظهره أثناء صلاته على أحد شهداء ثورة 14 فبراير/ شباط، وهو رضا بو حميد، لإظهار أن الأمر خلاف فقهي ليس موجها للطائفة الشيعية. ولكن السيف قد سبق العذل.

"كلما كبر سنك صغر عقلك. عملت حرباً لأن عشرة أشخاص سيصلون خلف إمام مسجد في عالي". كان هذا أحد التعليقات التي تلقاها على حسابه. فيما اختار أحد المغردين السخرية من الأمر على طريقته. وعلق في هذا السياق "محمد الزياني هو الذي أسس هاشتاق #لن_أصلي_خلف_أمام_شيعي حتى لا يقال إن إيران التي أسست الهاشتاق".

على أن أحد المغرّدين رأى في إثارة المسألة وجاهة "نعم نحن بحاجة ماسة لفتوى تجيز الصلاة خلف إمام شيعي لأن الثاني وباستدلال فقهي أجاز الصلاة خلف إمام سني". وأضاف تحت اسم عبدالصاحب "البحرين بحاجة ماسة لهذه المبادرة والنظر إليها بعين شاخصة مبصرة"، على حد تعبيره.

نشطاء المعارضة أدلوا بدلوهم أيضاً. وحضرت في تعليقاتهم التناقضات التي برزت كنتوءات على المشهد برمّته. إذ تساءل القيادي في مركز البحرين لحقوق الإنسان يوسف المحافظة "لماذا لم تكن صلاة الوحدة في غرفة الانتظار في مستشفى قوة الدفاع البحرين؛ حيث يوزع الكتاب التكفيري الذي يجوز قتل الشيعة؟". ورأى النائب السابق علي الأسود أن "الوحدة الوطنية ليست صورة على الإنستغرام أو التويتر". أما الناشط محمد البوفلاسة فتساءل "عندنا يهود ومسيحيون، هل تشملهم الصلاة الجماعية؟ لا طبعاً. إذً نحتاج لتكريس المواطنة فقط".

وسط الضجيج مرّت الصلاة الجامعة التي أريد لها أن تكون نقطة مضيئة في بحر الخلافات العميقة بين السنة والشيعة. غير أنها على خلاف ما أراده الداعون لها تركت خلفها الناس "مذاهب شتّى". لربما كان الداء في مكان آخر تماما.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus