إبراهيم شريف: نرفض الحلول الشكلية ومستعد للعودة إلى السجن مجدداً

2015-06-24 - 6:24 م

مرآة البحرين: قال الأمين العام السابق لجمعية العمل الوطني الديموقراطي "وعد" إن وثيقة المنامة هي الحل الأنسب للبحرين، نافياً وجود الحاجة لمراجعتها أو تعديلها، واصفاً إياها بالـ "منارة" التي يجب أن تصل إليها يوماً ما.

وأكد شريف في مقابلة مع صحيفة الوسط استعداده العودة للسجن مجدداً، مشدداً على أنه لم يشعر بالتعاسة داخل السجن أو يمر بمرحلة انهيار، كما دافع شريف عن خيار المعارضة مقاطعة الانتخابات في 2014.

وفيما يخص السجن قال شريف "أؤكد استعدادي التام للعودة للسجن، ومن مخاطر العمل السياسي دخولك للسجن وقد تتعرض للضرب وقد تستشهد كما حصل للبعض، وشخصياً لم أشعر بالتعاسبة أبداً في السجن، صحيح إنني أسعد خارج السجن، لكني لم أكن تعيساً بداخله بل سعيداً، والسبب في ذلك يعود إلى قناعتي التامة بقيامي بما عليّ من واجب تجاه وطني وتجاه الناس (....) وهنا أسجل اعترافي بأني لم أكن أتوقع تعرضي للتعذيب، إذ كان التوقع أن أسجن لأشهر فقط".

واعتبر شريف إن جزءًا كبيراً من السلطة تعتقد أنها "في وضع قوي، لكني أرى العكس، فالسلطة اليوم أمنيا في وضع قوي بفضل القوّة الأمنية، أما القوة المالية فإنك تعتمد على النفط والمساعدات الخليجية".

وأكد شريف على تماسك الجمعيات السياسية المعارضة عازياً ذلك لغياب الحل السياسي من جانب السلطة، مبدياً تفاؤله من العلاقة بين الجمعيات وقوى الممانعة الموجودة حالياً في السجن، معتبراً أن خروجها "سيسهم في التقارب بين الجانبين وخلق مشروع مشترك".

ودعا شريف لبناء الجسور داخل المعارضة، وخارجها مع جماعات أخرى "يمكن كسبها أو تحييدها في الصراع السياسي"، موضحاً إن "التفاهم من الموالي مهمة أسهل من مهمة التفاهم مع السلطة".

وعن وثيقة المنامة قال شريف إنها "تعبر عن خطاب صحيح، لكن الرف الآخر يعتقد بوجود أجندات سرية وهي فرضيات بعيدة عن الواقع"، مشدداً على عدم أهمية طرح "سقف توافقي، والحل التوافقي لا يعني تطبيق وثيقة المنامة اليوم، إذ تعبر الوثيقة عن برنامج عمل للجمعيات السياسية، وفي المفاوضات لا يمكن المطالبة بكل شيء أو لا شيء، ووثيقة المنامة حقوقية بالدرجةة الأولى ومفهومة ومقبولة في جميع دول العالم".

وتابع "لدى المعارضة ما يكفي من النضج لكي تستوعب أن وثيقة المنامة لا يمكن تطبيقها في لحظتها، فهي كوثيقة تشبه المنارة التي يجب أن نصل لها في فترة زمنية محددة، وما أطمح إليه أن ينال الشعب جميع حقوقه، وليس بوسعي التنازل عن ذلك، وما يمكنني التنازل عنه هو الجداول الزمنية والمواعيد، لكن لا تطلب مني التنازل عن المبدأ، فما يهمنا في المعارضة هو رفض الحلول الشكلية التي ستعيدنا لمربع الأزمات مجدداً".

أما بخصوص الحديث عن المراجعة، قال شريف إن "من يتحدث عن ذلك عليه أن ينجز قبل ذلك دراسة تحدد المواطن المطلوبة لإجراء المراجعة، وفي موضوع وثيقة المنامة التي سربت للسجن وتمكنا من قراءتها، لا أجد الحاجة لمراجعة ما تضمنته من مبادئ أساسية، أو إجراء تعديلات مهمة عليها".

وعن الحراك طيلة الأربع سنوات الماضية رفض شريف اعتبار محصلتها "صفر أو متواضعة، فالانتفاضات التي لا تصل لغايتها في فترة معينة، هي من ضمن التراكمات التي نأخذها في حياتنا، وأية اخفاقات هي التي تصنعنا كشعوب، ويكفي القول إن التجربة خلقت لنا الجيل القادم من قادة المعارضة".

وعن وضع البحرين الاقتصادي قال إن "البلد يتجه بقطار سريع ومن دون فرامل، وكل الأرقام الموجودة عندي حتى 2010، تقول أن نمو الحكومة أسرع من نمو الاقتصاد، ومعنى ذلك أن الناس تعتمد على الحكومة، وفي انخفاض أسعار النفط، نحن أمام ظاهرة مرضية موجودة قبل 2010 والخطورة الآن تتضاعف بسبب تراجع أسعار النفط بنسبة 40 في المئة".

وختم القيادي في المعارضة إبراهيم شريف اللقاء بنفي قدرته على لعب دور بديل للشيخ علي سلمان "فالشيخ علي تأثيره في الشارع الشيعي بالذات واسع جدا، وأن تتحصل على شخص يقوم بالدور نفسه صعب، وهنالك حاجة لمراعاة الهويات في هذا الجانب"، أما بخصوص مقاطعة البرلمان في 2014 قال شريف إن "العمل النيابي هو جزء من العمل السياسي، وفي حال تطلب ذلك يمكن اللجوء له كأداة، ولكي يتم اللجوء للعمل النيابي يتطلب ذلك ضعف بقية الأدوات، وما أراه اليوم قطعاً أن هذه الحالة لا تنطبق على واقعنا، فالمشاركة من شأنها شرعنة هذا الواقع بكل سلبياته، والقرار الثابت اليوم، هو لا للدخول في المجلس، لكنني أعود لأؤكد ان المعيار في ذلك يتمثل في مقدار فعالية هذه الأداة".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus