صنقور: التنظيمات الإرهابية هي الوليد الشرعي للإعلام الرسمي والمناهج الدراسية ومنابر الوعظ والإرشاد

2015-05-30 - 3:41 م

مرآة البحرين: قال الشيخ محمد صنقور، في خطبته بجامع الإمام الصادق (ع) بالدراز، أمس الجمعة (29 مايو/ أيار 2015) "إن التنظيمات الإرهابية هي الوليدُ الشرعي والمشوَّه للإعلام الرسمي الذي يبث التحريض، والمناهج الدراسية، ومنابر الوعظ والإرشاد".

وقال صنقور أن "أكثر من سيكتوي بحريق هذه الفتنة هم المحرِّضون عليها، والذين يدفعون باتِّجاه إذكائها" مضيفاً إن "ثلاث دوائر هي المسئولةُ بالدرجة الأولى عن الفتنةِ الطائفية التي ابتُليت بها الأمة، الدائرةُ الأولى: هي الإعلامُ الرسمي لبعض الدول والإعلامُ المدعومُ من الجهات الرسمية أو المخترقُ من جهةِ دوائرَ غربية، الدائرة الثانيةُ: هي المؤسسات المتصدِّية لكتابة وتأليفِ المناهج الدراسية للمدارس والجامعات والمعاهدِ ومراكزِ التعليم، الدائرةُ الثالثة: هي منابرُ الوعظ والإرشاد"، منوهاً إلى أن "الدائرةُ الرابعة هي التنظيماتُ الإرهابية وهي الوليدُ الشرعي والمشوَّه للدوائر الثلاث، فهي إفراز للدوائر الثلاث، وهي في ذات الوقت الوقودُ الذي يزيدُ من اشتعال الفتنة واتساع رقعتها".

واعتبر صنقور أن "الإعلامُ الرسمي لبعض الدول أو المدعوم، ما فتئ منذُ زمن يبثُّ روحَ الكراهية، ويُمايزُ بين مكوِّنات الأوطان على أساسٍ طائفي، ويوزِّعُ صكوكَ الولاءِ والخيانةِ للأوطان على أساسٍ طائفي، ويوظِّف كوادَره والماكرينَ من رجاله في التحريضِ على الاصطفاف الطائفي، ثم لا يخجلُ من الكذب والافتراء فينسبُ لطائفةٍ مالا تقولُ ولا تعتقد، ويُحمِّلُها ما لم تفعل. وإذا جنح أحمقٌ أو مجرم من طائفةٍ فارتكب جريرةً من الجرائر اتَّخذ من ذلك مدخلاً للطعن على كلِّ أبناء تلك الطائفة، وذاتُ الدور تُمارسه الكثيرُ من منابر الوعظ والإرشاد في العديد من الأوطانِ العربيةِ والإسلامية بعد أنْ تُصبغَ خطابَها بقداسة الدين ثم إنَّها تُوظِّفُ الدين لنفث ما تنطوي عليه من أحقادٍ وأضغانٍ وعُقُد، وأما المؤسساتُ المتصدِّية لكتابة المناهج الدراسية للمدارس والجامعات فهي المفرِّخُ والرافدُ الأكبرُ للفتنة الطائفية، فمنها يتخرَّجُ رجالُ الإعلام ونجومُ الفضائيات وشيوخُ المنابر، ومن موائدها يتغذَّى الأولاد فينشأون وقد امتلأت أدمغتهم بالأراجيفِ والمخاريق التي لا وجود لها إلا في أدمغة مَن كذب بها عليهم، ينشأ الأولاد وقد امتلأتْ أفئدتُهم بالغِلِّ والحُقدِ والضغينة على كلِّ مَن يعتقدُ بغير ما تعلَّموه، يكبرُ هؤلاءِ الفتية ويكبرُ فيهمُ الشعورُ بضرورة تطهير الأرض من كلِّ من لا يعتقدُ حتى بتفاصيل معتقدِهم وبكلِّ مَن لا يرى رأيَهم الذي تمَّ تلقينَهم إيَّاه، هؤلاء الفتية يعملُ الماكرون الذين لا يخشون ربَّهم على خداعهم والتغريرِ بهم وإيهامهم أنَّهم أصفياءُ الله وجنودُه والذابُّونَ عن حريم دينه، والذين ينتصرُ اللهُ بهم على أعدائه، ويعِدونهم ويمنُّونهم أنَّ الجنة هي مآلُهم وأنَّ الحورَ في شوقٍ إلى مُحيَّاهم لتستنشق عبقَ عُرفهم وعرقِهم، وتمسحَ الترابَ عن جباههم وهنَّ من سيُضمِّدُ جراحاتِهم، بذلك يُمنِّي الماكرون فتيانَ هذه الأمة ثم يزجُّون بهم في أُتونِ الحروب والصراعات ويُزيِّنون لهم الذبحَ والتنكيل والتمثيلَ بعباد الله، ويُوهمونهم انَّهم بذلك سيُعيدون للإسلام هيبتَه وسلطانَه واقتدارَه. وهم إنَّما يُضمرون الوصول بجثث هؤلاء الفتيان إلى مآربهم الشخصيَّة والفئوية".

وأوضح صنقور أنه "إذا كانت الحكوماتُ جادةً في تجفيف منابع الفتنة الطائفية كما تقول فلتعمدْ أولاً إلى إصلاحِ المؤسساتِ التعليمية وخصوصاً المتصدِّي منها لكتابة المناهج الدراسيَّة، إنَّ أول إجراءٍ يجبُ أنْ تتخذَه وزاراتُ التربيةِ والتعليم هو أنْ لا تُمكِّن رجالاً من مدرسةٍ واحدة من كتابةِ مناهجِ التربيةِ والتعليم، إنَّ أيَّ مقرَّرٍ دراسي يتَّصل بالتربيةِ والدينِ والتأريخ يجب أن تُشرف على كتابته أو تأليفه أو اعتماده لجنةٌ يتمُّ تشكيلُها من مختلفِ مكوِّنات الوطن".

وشدد خطيب جامع الصادق بالدراز الشيخ محمد صنقور على أنَّ "الفتنة الطائفية التي تكتوي الأمةُ بنارها لم تكنْ لتقع لو تمَّ التأسيسُ والتأصيلُ في وعي الأمة لعددٍ من المفاهيم، الأول: هو روحُ التسامح وأنَّ لكلٍّ رأيَه ومعتقدَه وأنَّ كلَ إنسان فهو إما أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق، الثاني: هو التأكيدُ المؤصَّلُ فقهيَّاً وثقافيَّاً على حرمة الدماءِ والأعراضِ والأموالِ العامةِ والخاصة، الثالث: هو توعية الأمة على أنَّ أيَّ أحدٍ من أيِّ طائفة ارتكب جريرةً أو إساءة فإنَّ من غير الإنصاف شرعاً وعقلاً تحميلَ كلِّ أبناء الطائفة جريرة ما ارتكبه ذلك المجرمُ المنتسبُ لتلك الطائفة، الرابع: هو التحذيرُ الدائمُ ومن مختلفِ مكوِّنات الأمة من مخاطر الفتنة الطائفية، إنَّ ذلك لو نهض بأعبائه الإعلامُ والمثقفون والعلماء فإنَّه سيُساهم في محاصرةِ دعاةِ الفتنةِ والمنظِّرين لها والذين لا يألون جهداً في إذكائها بذرائع مختلفة، الخامس: هو توعية الأمة بواقع ما ترمي إليه سماسرة السياسة الدولية وغيرها، فهي تتخذُ من الفتن الطائفية معبراً لتمرير مشاريعها وإحكام قبضتها على مقدَّرات الأمة".

 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus