نار الأسعار في سجن جو.. ملابس داخلية ومواد تنظيف شخصية بقيمة 60 دينارًا

2015-05-17 - 12:06 ص

مرآة البحرين (خاص): في سجن جو، نار في الأجساد، ونار في الأسعار، معجنون الأسنان (دينار). المشروبات الغازية (نصف دينار)، الصابونة الصغيرة بدينار، والشامبو الحجم الصغير بـ 3 دنانير، ووو...

إدارة سجن جو، تمنع أهالي المعتقلين من إحضار الحاجيات الأساسية لأبنائهم (عدا الملابس)، وفي المقابل توفر هذه الحاجيات داخل (كانتين) السجن باضعاف سعرها في الخارج. وبعد أحداث 10 مارس 2015 الأخيرة، رفعت إدارة السجن أسعارها بشكل جنوني في محاولة للتضييق أكثر على السجناء وإذلالهم، وصلت بعض الحاجيات إلى 5 أضعاف سعرها في الخارج. فعلت الإدارة ذلك بعد استيلائها على جميع حاجيات المعتقلين بعد نقلهم إلى الخيم، بما فيها الملابس والنعل وأدوات التنظيف الشخصية، ما أجبر السجناء على شراء حاجيات جديدة من السجن بميزانية باهظة.

الناشطة الحقوقية ابتسام الصايغ نقلت عن تلقيها شهادات من أهالي معتقلين، أجمعوا على الأسعار الخيالية لدكان سجن جو " الكانتين"، ومن جملة الأمثلة، أكياس الشوربة التي تباع في الخارج بمبلغ 200 فلس، يتم بيعها داخل (الكانتين) بسعر 1.5 دينار. وعلبة البيبسي التي تباع في الخارج ب150 فلس، تباع في الداخل بسعر 500 فلس. وقد ارتفع سعر القطعة الواحدة من الملابس الداخلية من دينار واحد إلى ما بين 5 و7 دنانير.

فيما يلي جدول يوضح أسعار بعض الحاجيات التي اشتراها معتقلون والأسعار التي كلفتهم، وذلك كما صرحت به عوائلهم لـ«مرآة البحرين»؛ بعضهم تحفظت عائلته عن نشر اسمه.


المعتقل

حاجيات قام بشرائها

الثمن

أحمد العرب

شامبو ومعجون أسنان وصابون جسم

40 ديناراً

علي هارون

فوطة وقطعتين من الملابس الداخلية وشامبو وصابون ومعجون وفرشاة

57 ديناراً

تحفظ عن نشر اسمه

قطعتين ملابس داخلية وشامبو وصابونة وفرشاة ومعجون أسنان وزيت شعر

40 ديناراً

تحفظ عن نشر اسمه

مواد تنظيف شخصية

55 دينارا

تحفظ عن نشر اسمه

ملابس داخلية ومواد تنظيف

60 ديناراً

تحفظ عن نشر اسمه

سروالين وقطعتي ملابس داخلية (فانلتين) وعلبة سيجارة وصابونه

30 ديناراً


الأسعار التي ارتفعت بعد أحداث 10 مارس صارت عبئاً إضافياً فوق أكتاف الأهالي. شقيق أحد المعتقلين يقول إن عائلته كانت توفر لأخيه مبلغ 60 دينارًا شهرياً، لكن بعد أحداث سجن جو ارتفعت الأسعار في السجن أكثر وصاروا يوفرون له 100 دينار.

إذا كانت بعض العوائل قادرة على تغطية احتياجات ابنها بالحد المقبول، فإن ثمة عوائل أخرى يشكل ذلك بالنسبة لها كلفة لا تستوعبها حالتها المادية، خاصة تلك التي تشكو بالأصل من ضيق ذات الحال، أو تلك التي لديها أكثر من ابن معتقل داخل السجن. هذا ما ترويه لنا بكثير من المعاناة أخت لثلاثة معتقلين يقع على عاتقها تدبير ميزانية لإخوتها في السجن بالإضافة إلى إعالة عائلتها. تقول: "لدي شقيقان في سجن جو وواحد في الحوض الجاف، عليّ أن أقوم بتدبير مبلغ شهري يصل إلى 200 دينار لأخوي في سجن جو، و60 دينارا للمعتقل في الحوض الجاف. هذا ليس كل شيء، فأنا أعيش في بيت والدي مع ابنتي وعمّتي التي لا معيل لها، بالإضافة إلى إخوة أربعة جميعهم في المدرسة أكبرهم لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره، ووالدي السبعيني لا يستطيع العمل، علي أن أتدبر كل هذا وحدي هل لكم أن تتخيلوا ذلك؟".

والدة معتقل آخر في سجن جو، نقلت لمرآة البحرين عن معاناتها في توفير مبلغ شهري لابنها يصل إلى 100 دينار، فقد توفى زوجها قبل خمسة أشهر وصارت هي المعيل للأسرة، تقول: " اضطررت للعمل في إعداد الوجبات الغذائية للناس حتى أستطيع توفير المال لإعالة ابنائي الستة"، وبسبب وضعها المادي الصعب لم تتمكن من توفير المبلغ الشهري لابنها منذ حادثة سجن جو، ولا تدري إن كانت ستستطيع ذلك في القريب أم لا.

والدة المعتقلين " علي وصادق البنّاء" أوضحت أنها تحتاج أن تدبر مبلغ 160 دينارًا كل شهر لولديها، دون أن يكفيهما لشراء احتياجاتهما الأساسية من مواد نظافة شخصية، وأوضحت أن سعر الشامبو ذي الحجم الصغير 3 دنانير، والصابونة الصغيرة قيمتها دينار واحد، وقيمة نعال الحمام 3 دنانير في حين أن سعره الأصلي دينار واحد فقط، وتبقى معاناتها تتكرر كل شهر ناهيك عن إعالتها لعائلة ابنها صادق.

زوجة المعتقل "طالب علي" أفادت أن زوجها يحتاج شهريًا إلى مبلغ قدره 80 إلى 100 دينار لشراء أدوات النظافة الشخصية وبطاقات الهاتف، لكنها لم تعمد إلى سؤاله عن الأسعار حتى لا تسبب له ألمًا نفسيًا. أما زوجة المعتقل "كميل المنامي" فتوفر له مبلغًا وقدره 70 إلى 80 دينارًا لشراء مستلزماته الأساسية من مواد نظافة وماء وجبنة وسجائر.

أما زوجة أحد النشطاء فأفادت بأنها تتلقى مساعدات شهرية من المحسنين تقوم باقتطاع حوالي 40 إلى 60 دينارًا منها لتوصلها لزوجها المعتقل. فيما أفادت زوجة معتقل آخر بأنها لا تعمل وتعتمد على والدها في توفير المبلغ المالي لزوجها والذي لا يتعدى 30 إلى 40 دينارًا شهريًا وذلك بحسب الظروف المالية لوالدها .

والد أحد المعتقلين اضطر إلى استخدام حساب التوفير الذي كان يدخره لأولاده طيلة 26 سنة وهو يخصص شهرياً مبلغً 60 دينارًا ليضعه في حساب ابنه المعتقل، فيما ذكرت زوجة معتقل أن والد زوجها يوفر لابنه 140 إلى 150 دينارًا شهريًا.

والدة لاثنين من المعتقلين، ذكرت أنها تعجبت من استهلاك ابنائها للنقود، تنفد بسرعة، وعندما تسالت عن السبب ذكر لها ابنها الأكبر أن الأسعار مرتفعة جدا في السجن، إضافة إلى أنه يساعد بعض السجناء الذين لا معيل لهم والذين لم يسمح لهم بالشراء حتى الآن لذا اضطرت إلى رفع المبلغ الشهري من (50 إلى 80 دينارًا) رغم ظروفهم الصعبة وضعف المعاش التقاعدي لوالدهما.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus