خليل المرزوق لـ"بي بي سي": النظام البحريني يوظف "عاصفة الحزم" داخلياً...ويريدنا في أضعف حالة استباقاً للتغييرات الخارجية

2015-05-14 - 3:23 م

مرآة البحرين (خاص): استضافت قناة الـ BBC البريطانية، مساعد أمين عام جمعية الوفاق البحرينية المعارضة، نائب رئيس البرلمان السابق، خليل المرزوق، وذلك في برنامجها "بلا قيود"، الذي بث يوم السبت 9 مايو/أيار 2015.

وطرحت مقدّمة البرنامج على المرزوق أسئلة حادة وجريئة، عن وضع المعارضة البحرينية، خصوصا بعد الحرب التي شنّتها دول الخليج بقيادة السعودية، على اليمن، إثر سيطرة جماعة "أنصار الله" على السلطة هناك. وقالت إن المعارضة البحرينية تلقّب بـ"حوثيي البحرين"، متسائلة فيما إذا كان على المعارضة أن تخشى مصيرا مثل مصير الحوثيين في اليمن، أو أن عليها إعادة صياغة موقفها من العلاقة مع السلطة، ورؤيتها للحل السياسي، على ضوء التطورات الحاصلة في اليمن.

المرزوق قال إننا لا نشبه أي كيان سياسي في المنطقة العربية، ونحن ملتزمون بمطالب الإصلاح وبسياسة اللاعنف  "لسنا جماعة مسلحة، ولا نملك السلاح، وليس هذا خيارنا، لا أمس، ولا في المستقبل، قضيتنا حاولنا أن ندفع بها على أساس الساحة البحرينية، وليس رهانها على المتغيرات في الإقليم".

تصعيد متزامن مع تقدّم الحوثيين

وول تأثير الحرب الخليجية ضد اليمن، على القضية البحرينية، قال المرزوق إن "الظروف التي تمر بها المنطقة بين فترة وأخرى تؤثر على بلد صغير كالبحرين، ولأن السلطة توظف هذه التاثيرات السلبية على الداخل البحريني  فشراكتها في تحالف "عاصفة الحزم" جعلها تعتقد أن هذا يعطيها مساحة من إمكانية قمع المعارضة من دون أن يتحدث أحد، وساهم في ذلك أيضا الجو الدولي الذي يحاول إرضاء دول الخليج للموافقة على الاتفاق النووي مع إيران دون إزعاجات، فهو يغض الطرف عن ممارسات السلطة بشكل عام".

وقالت مذيعة البرنامج إن التصعيد الذي قام به أمين عام جمعية الوفاق المعتقل الشيخ علي سلمان ضد السلطة، وأدى إلى اعتقاله - حسب وصفها -، جاء متزامنا مع تقدّم الحوثيين في اليمن ودخولهم إلى صنعاء، متسائلة ما إذا كان هناك ضوء أخضر قد أعطي للمعارضة البحرينية وللحوثيين للتصعيد في نفس الوقت.

ورد المرزوق مؤكّدا بأن جمعية الوفاق لا تستلم أوامرها من الخارج "كانت الانتخابات النيابية في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، وكانت نهاية الحوار في سبتمبر/أيلول 2014، وكل ما قلناه في نهاية الحوار تعالوا لنتحاور، لم نقل إننا لا نقبل ما تطرحونه علينا، سنقاطع الانتخابات، ولن نتحاور معكم، هذا لم يحصل".

وأضاف "نحن لم نصعد، لكن السلطة هي من حاولت أن تحشر المعارضة في زاوية بأن لا خيار لكم إلا بالمشاركة في الانتخابات خصوصًا مع معرفتها بأن هناك نصائح كثيرة من المجتمع الدولي وجهت للوفاق تحثها على الدخول في الانتخابات".

المعارضة البحرينية في المحور الإيراني!

وفي سياق رفض الوفاق النصائح التي قدّمت لها بدخول الانتخابات، سألت مقدّمة البرنامج المرزوق عن فائدة المقاطعة وسببها "ما الذي دفعكم لأخذ قرار المقاطعة ما لم يكن قرارا إيرانيا؟"، المرزوق أكّد أن قرار المقاطعة قرار بحريني وأنه لا يتعلق بقضايا ذات صلة بإيران حتى يأتي من هناك.

وأعادت المذيعة تركيزها على محور الأزمة، وسألت ما إذا كانت حدود الخلاف فعلا تقف في الداخل بحسب ما قاله المرزوق "هل الأزمة هي بالحجم الذي تريد توصيفه، أزمة دستورية، أزمة صلاحيات لمجلس النواب، أو أنها أعمق من ذلك، أي أنكم موجودون اليوم في حلف تقوده إيران، في مقابل حلف آخر تقوده السعودية؟".

وقال المرزوق ردا على ذلك إن الادعاءات التي تزعم بأن الوفاق لها ارتباطات خارجية بإيران أو غير إيران، فشل حتى النظام في أن يأتي بأدلة تثبتها، مستشهدا بما قاله تقرير لجنة تقصي الحقائق "تقرير بسيوني" الذي أكّد بأنّه لا يوجد دور لإيران في هذه الأحداث.

وعقّبت المذيعة على المرزوق بالإشارة إلى إصدار إيران تصريحات رسمية كثيرة داعمة ومؤيدة للشيخ علي سلمان وللمعارضة، من الرئيس روحاني إلى أمير عبداللهيان، فضلا عن تصريحات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي أشار إلى أن البحرين ليست عصيّة على التسليح، ورد المرزوق بأنّه حتى الأمير زيد بن رعد المفوض السامي لحقوق الإنسان قد تحدث أيضا عن اعتقال الشيخ علي سلمان، كما فعلت ذلك الكثير من المنظمات الحقوقية والعالمية التي لا تهادن إيران بل تنتقدها "كلهم تحدّثوا عن أن الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان رجل سلم ورجل إصلاح وهو يزج بقضايا تافهة لخطاباته العلنية والتي لا تحمل أي نوع من التحريض أو غيرها من الادعاءات".

وقال المرزوق "هل إذا تحدّثت إيران عن الشيخ علي سلمان، نكون نحن إيرانيين، أنا لست أدافع عن إيران، ولست ناطقا باسمها، هي تتحدث بما تشاء، لكن المهم نحن بماذا نتحدث، وكيف ندير العملية السياسية في البحرين، وأنا أتحدى أي شخص أن يثبت أن الوفاق تدير العملية السياسية من خارج البحرين، بل أنا أؤكد أن جمعية الوفاق والمعارضة الديمقراطية هي من حفظت البحرين مما نشاهده في سوريا وليبيا واليمن".

وطرحت المذيعة ما قالت إنه اتهام من قبل البعض في أن المعارضة والشيخ علي سلمان تحديدا كان يطلب وقتا للتشاور مع القواعد الشعبية في كل مرة يكونون فيها قاب قوسين او أدنى من التوصل إلى اتفاق مع ولي العهد، في حين أنهم يعتقدون أنه كان يتصل بإيران للتشاور.

وأكد المرزوق أن المعارضة أساسا لم تقل في أي محطة من  محطات الحوار أنها تريد التشاور مع القواعد الشعبية، مشيرا إلى أن ما نسف حوار ولي العهد في 2011 دخول طلائع درع الجزيرة، وكشف أن المعارضة عندما حاولت أن تقترب لخيارات لتشكيل الحكومة وتشكيل المجلس الوطني، قرر النظام عزل المعارضة والذهاب إلى ما سمي بوثيقة الأعيان، وقال إن ممثل ولي العهد هو من جاء بهذه الوثيقة وحاول فرضها عليهم، دون أي خيارات أخرى. كما كشف المرزوق أن المعارضة كانت في ذلك الوقت تطالب السلطة بالتشاور قبل أن تصدر مرسوم توزيع الدوائر الانتخابية الجديد للاتفاق عليه أولا، لكنّ السلطة رفضت.

خيارات صعبة

وتحدّى المرزوق أي مسئول رسمي أن يظهر في حوار تلفزيوني مثل هذا ويعرض ماذا قدّمت السلطة كحلول للأزمة السياسية، في مقابل ما قدّمته المعارضة وما قدّمه الأمين العام لجمعية الوفاق.

وتساءلت المذيعة "أما عليكم أن تعترفوا اليوم أنكم لم تصارحوا قواعدكم الشعبية بما تريد أن تسمع أنتم تقفون في مكان لا تستطيعون الاتفاق مع السلطة ولا تستطيعون إرضاء قواعدكم الشعبية؟" وقال المرزوق إن هناك خيارات صعبة ولكن هذا الكيان السياسي قادر أن يسوقها إلى كل الجماهير وليس فقط إلى جماهيره.

ونفى المرزوق أن يكون هناك أي تواصل مع السلطات من أجل قضية الشيخ علي سلمان "النظام حاليا لا يريد أن يتحدث قد يتحدث في المستقبل أنا لا أعرف ... النظام يراهن دائما على الخارج ... هو يحاول أن يجعل المعارضة في أدنى مستوى من القوة في حال فرضت عليه تغييرات".

وسألت المذيعة المرزوق "أنتم تريدون من الغرب أن يأتي لكم بحقوقكم؟"، ورد بالقول "نحن لم نقل للغرب ولا لإيران تعالوا بالدبابة، نحن نقول لولي العهد تعال لنتفاهم ... نحن المعارضة الوحيدة في كل المنطقة العربية التي تصر على الحوار وتصر على السلمية".

السلاح: خيارات آخرين

وعن خطاب الشيخ علي سلمان الذي تحدّث فيه عن عروض لإدخال السلاح، قال المرزوق إن حديث سلمان كان يريد منه إيصال رسالة للجميع بأنه لا يريد من أي أحد يأتي له ليتحدث عن الخيار العسكري في البحرين، وأنه يرفض هذا الخيار العسكري، مشير إلى أن الخطاب مسجّل وهذا واضح فيه تماما.

وتساءت المذيعة إذا كان معنى ذلك أن هناك إمكانية حقيقة لإدخال سلاح إلى البحرين، ورد المرزوق بالقول "نحن نرفض دخول السلاح ونحن نتحكم بذلك، ولكن إذا كنا نحن غير موجودين على الساحة، الوفاق غير فاعلة، قياداتها التي يستمع إليها المواطنون في السجن، قد تكون هذه الخيارات موجودة عند أناس آخرين".

وتوقّفت المذيعة عند كلام المروق متسائلة "هل هذا تهديد؟"، لكنّه رد موضحا بأن هذا توصيف للواقع "إذا كان رافض العنف يوضع في السجن.. هل ستبقى الساحة كذلك...  قد يكون هناك خيارات مختلفة".

مقدّمة البرنامج سألت ملحّة "هل يمكن إذا ما أغلق الباب على أي تسوية أن نجد قرارا داخل الوفاق بحمل السلاح؟" وأكد المرزوق ردا على ذلك بأن الوفاق ثابتة على استراتيجية اللاعنف إلى آخر نفس "نحن نرى بعين فاحصة ما يجري في سوريا وليبيا واليمن".

النزول من على الشجرة

وأشار إلى أن أمين عام الوفاق كان يكرر في خطاباته "أيها النظام تعال إلى كلمة سواء، تعال لنتفاهم على مستقبل البحرين"، متسائلا "من من المعارضات في المنطقة العربية تقول تعال يا نظام لنتفاهم على الحلول؟" قاطعته المذيعة "تعال يا نظام لنتفاهم على الحلول التي تقتضي رحيلك، كيف سيأتي؟" ورد المرزوق بأن "النظام يعرف قبل غيره أن ما طرحناه هو ليس إسقاط النظام، ولا حتى تقليص مساحة النظام إلى درجة أنه يفقد السلطة".

مقدّمة البرنامج سألت إذا ما كانت الوفاق تستطيع أن تسوق أي اتفاق مع الحكومة البحرينية لا يتضمن الملكية الدستورية أمام جمهورها "ألم ترفعوا السقف عند جمهوركم، طلعتم على الشجرة ولا تعرفون كيف تنزلون عنها الآن". المرزوق رد بالقول "الشجرة التي طلعنا عليها فيها أكثر من قطاف، كلها ممكن تكون صالحة، النظام لا يريدنا أن نقطف أي من هذه الثمار هو يريدنا ان نرجع بخفي حنين".

المذيعة: إذا لم تقطفوا في الوقت المناسب ستقع الثمار على الأرض وبعدها تذبل!

المرزوق: هل أحافظ على الشيخ علي سلمان وأهدر حقوق المواطنين في العدالة والكرامة والشراكة، ويكون هذا النظام السياسي هو الذي يسيطر على كل مجريات الأمور التشريعية والتنفيذية القضائية والأمنية والإعلامية والثروة والاقتصادية، وأنا لا أستطيع أن أغير شيء. أنا لا أستطيع أن أغير شيء ولكن لا أعطي الشرعية إلى قوانين ظالمة... أنا لست جزءا من النظام، ولذا النظام هو من يتحمل مسؤولية الأخطاء وليست المعارضة، نحن مستعدون أن نتحمل المسؤولية في بناء الوطن، ولكن على قاعدة أن يكون لدينا مكان يسمح لنا أن نقترح الحلول ونتفاوض على هذه الحلول ونمضي في هذه الحلول.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus