ملوك الخليج وقمة كامب ديفيد: الهروب من الالتزامات
2015-05-13 - 10:22 م
مرآة البحرين (خاص): يستطيع ملك البحرين حمد بن عيسى أن يقول ما يشاء عن سبب عدم ذهابه لقمّة كامب ديفيد التي دعاه إليها الرئيس الأمريكي، يستطيع القول كما أعلن وزير الخارجية خالد آل خليفة أنه مرتبط مسبقاً بسفرة للمملكة المتحدة، وكما أوضح ديوانه لاحقاً، أن السفرة جاءت استجابةً لدعوة ملكة بريطانيا في حضور الاحتفال السنوي المشترك الذي يقام في مدينة وندسور.
كما يستطيع الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز أن يبرر عدم ذهابه للقمة، بانشغاله في متابعة الهدنة المقررة بخمسة أيام، والتي من المفترض أن يتوقف فيها القصف الهمجي للتحالف العربي الذي تقوده السعودية، ويسقط بسببه عشرات الضحايا اليمنيين يومياً جراء تلك الغارات منذ أكثر من 6 أسابيع.
في الموقف السعودي والقاضي بعدم ذهاب ملكه للقمة المنعقدة في كامب ديفيد، علّقت صحف أمريكية، ومحللون أمريكيون، أن السبب يعود إلى "رسالة توبيخ سعودية للبيت الأبيض الذي لم يقرأ مواقف حلفائه بشكل صحيح فيما يخص الملف النووي الإيراني والتسوية المحتملة له أواخر يونيو/حزيران المقبل، ولم يغفل هؤلاء المحللون إبراز الموقف المشابه لقادة مجلس التعاون المتناغمة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو، وموقف الجمهوريين في الكونجرس أيضاً، أما محاولة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير نفي وجود أي خلاف مع واشنطن فلم يجدِ نفعاً أو يقنع أحداً حول العالم.
قال مسؤول في البيت الأبيض لنيويورك تايمز إن السعودية "لم تُعَبّر لنا عن خيبة أملها"، لكنه استدرك قائلاً "إذا كان هناك من يريد أن يوبخك، فسيخبرك بذلك بطرق مختلفة".
ونقلت الصحيفة عن جون الترمان نائب رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية قوله "غياب الملك سلمان هو نِعمة ونِقمة، فسيعطي غيابه فرصةً استثنائية للمسؤولين في الإدارة الأمريكية للتباحث مع وزير الدفاع، وولي ولي العهد محمد بن سلمان الذي لا يملك أية خبرة سياسية، لكن الإشارة السلبية هي أن الملك سلمان قال إن لديه أشياء أخرى أهم من لقاء الرئيس الأمريكي في كامب ديفيد".
وقالت الصحيفة الأمريكية إن "العرب لا زالوا غاضبين من مقابلة الرئيس الأمريكي مع صحيفة النيويورك تايمز"، وهي المقابلة التي أجراها معه الصحفي الشهير توماس فريدمان، انتقد أوباما السعودية ودول الخليج، واعتبر أن الخطر الرئيسي الذي يهددهم ليست إيران، إنما العاطلون الذين لا يجدون أي فرصة لهم ويجنحون لخيارات متطرفة.
لكن الصحيفة قالت إن ذلك لا يعني أن السعودية ستتنازل عن تحالفها مع واشنطن، "فعلى الرغم من الانزعاج السعودي الكبير، إلا أنهم لا يملكون خيارات استراتيجية بديلة للتحالف مع عواصم أخرى مثل موسكو أو بكين".
الأمر نفسه ينطبق على ملك البحرين الذي فضل حضور الحفل السنوي في وندسور مع ملكة بريطانيا، على حضوره قمة كامب ديفيد. لا يكترث حمد بن عيسى كثيراً لإيران وملفها النووي، إلا أنه وجد الانزعاج السعودي فرصةً للتحلل من التزامات قد يطرحها أوباما عليه وعلى الملك السعودي في قضايا تتعلق بالحريات وحقوق الإنسان، وهو الجانب الذي لا يريد هذان البلدان الالتزام به على الإطلاق.
ختمت النيويورك تايمز تقريرها بجملة قد تختصر الكثير من الكلام: "هناك شعور آخذٌ بالتزايد في البيت الأبيض مفاده أن الولايات المتحدة والسعودية هما صديقتان لكنهما ليستا حليفتين، بينما الولايات المتحدة وإيران حليفتان إلا أنهما ليستا صديقتين".