كلاب تنهش جسده.. المعتقل طالب علي: لو كشفت لكم عن جسدي لانهرتم أمامي

2015-04-27 - 1:37 م

مرآة البحرين (خاص): للمرة الأولى منذ أحداث سجن جو في 10 مارس الماضي، تمكنت عائلة المعتقل طالب علي المحكوم بالسجن لمدة (50 عامًا)، من زيارته يوم أمس الأحد 26 أبريل/ نيسان 2015.

وكغيرها من عوائل المعتقلين، ذهلت لما رأت على ابنها، التعذيب الوحشي غيّر ملامحه، بدا لونه أكثر سمرة، وجسمه هزل إلى النصف، قواه منهكة تمامًا، وبهذا تأكد لعائلته أن الأخبار المتواترة عن تعذيب ابنها  ليست مبالغة. تقول العائلة: "ما رأيناه على ابننا اليوم من آثار التعذيب، كاف لوحده يثبت ما قاله الحقوقي نبيل رجب عن سجن جو، والذي تم اعتقاله بسببه، وتجري الآن محاكمته وفقه".

سألت العائلة طالب عن حاله، فكان جوابه: عن أي يوم من أيام التعذيب تريدون الحديث؟ وعن أي أداة تعذيب تريدون أن أحدثكم؟ وعن أية إصابة؟ هل أحدثكم عن الكلاب التي جاؤوا بها لتنهشني، أم عن جسدي الذي أصبح كالغربال لكثرة ما أصابه من جروح، أم الدماء التي جمدت على رقبتي، لو كشفت لكم عن جسدي لانهرتم أمامي.

تمتم طالب لعائلته بأن سرد تفاصيل التعذيب الذي حصل عليه يحتاج أيام من الكلام. لكن أصعبها تلك الليلة التي أخذه فيها الجلادون من بين كل المعتقلين، قيدوا يديه ورجليه بالسلاسل، ثم انهالوا عليه بالضرب الوحشي من رأسه حتى أخمص قدميه. كانت الهراوات ترتع على جسده والأسياخ الحديدية تخرمه. علا صراخه في الأرجاء وفارق النوم ليلتها كل المعتقلين بالخيام والمبنى المجاور. وبسبب الحالة التي بلغها من شدّة التعذيب تم أخذه إلى مستشفى السلمانية، فقد تورمت عيناه، وهناك أطرق الطبيب المعالج رأسه لشدة ما رآه من آثار التعذيب عليه.

أخبر طالب عائلته أنه تعرض لمحاولة قتل من قبل الضابط الذي قام بالتحقيق معه. أمسك رقبته محاولا كسرها بعد رفض طالب الحلف بأنه بريئ من تحريض السجناء على أحداث ذلك اليوم.

قبل حادثة 10 مارس كان طالب في مبنى العزل منذ أكتوبر 2014، عزل عن باقي المعتقلين بحجة أن لديه كلمة مسموعة عند السجناء. وعندما جرت أحداث سجن جو اقتيد من هناك مقيداً بالسلاسل، ليتفاجأ باتهامه بتحريض سجناء مبنى رقم (1).

أضيفت إلى طالب تهمة تدريب المعتقلين على رياضة ( التيكوندو)، كونه لديه مهارات سابقة في هذه الرياضة، ولإجباره على الاعتراف بالتهم الملفقة ضده، راحت القوات الأمنية تتناوب على تعذيبه، وحين رفض تقديم اعتراف بذلك، أخذ إلى التحقيق مع ضباط السجن والتحقيقات الجنائية.

في الخيم المنصوبة في باحة سجن جو، والتي ما يزال المعتقلون يعيشون فيها منذ أكثر من شهر ونصف، يختلف طالب عن سائر السجناء، ممنوع الاقتراب منه أو التحدث إليه، من يحاول ذلك فمصيره التعذيب القاسي، لذا صار السجناء يتجنبون الحديث معه أو مخالطته، وحدث ذات مرة أن قام أحد السجناء بالسؤال عنه، ما هي إلا دقائق، وكانت وجبة التعذيب الوحشية في انتظاره.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus