جائزة البحرين الكبرى: تقرير "أمنستي" وإعلان الفورمولا التزامها بحقوق الإنسان يشغلان وسائل الإعلام الدولية
2015-04-20 - 3:41 ص
مرآة البحرين (خاص): شغل سباق الفورمولا 1 في البحرين وموقف إدارته الجديد من انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد عناوين الصّحف ووكالات الأنباء ووسائل الإعلام الدولية، مع تزامن الحدث مع إطلاق منظمة العفو الدولية تقريرا جديدا شديد اللهجة ضد النظام.
وغطى الشأن السياسي تماما على صوت دوران المحرّكات في حلبة البحرين، خلال هذه الأيام الثلاثة، وأعاد الإعلام تسليط الضوء على أزمة حقوق الإنسان المتفاقمة في البلاد، عبر تغطيات واسعة في أبرز الصحف البريطانية على رأسها الغارديان، فضلا عن وكالة أنباء رويترز، والفرنسية، ودويتشه فيله، وقناة فرنسا 24، والبي بي سي، وروسيا اليوم، ومواقع إخبارية شهيرة كموقع إنترنشنال بزنس تايم، وميدل إيست آي، وموقع العربي الجديد، وغيرها.
وأشارت التغطيات الإخبارية إلى أن سباق الفورمولا يجري في البحرين وسط تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد، والتي كان آخرها الأحداث الخطيرة في سجن جو، واعتقال الحقوقي البارز نبيل رجب على خلفية انتقاداته عبر تويتر لأحداث السجن والهجمات على اليمن، واستمرار اعتقال زعيم المعارضة وأمين عام جمعية "الوفاق" الشّيخ علي سلمان، منذ ديسمبر/كانون الأول 2014، فضلا عن حظر الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد لما يزيد عن 7 أشهر، وقمع جميع التظاهرات السلمية التي تخرج بشكل يومي داخل القرى.
وأبرزت التغطيات الإخبارية التسوية التي استطاعت منظمة أمريكيون من أجل الديموقراطية وحقوق الإنسان في البحرين ADHRB التوصل إليها مع إدارة الفورمولا 1، والتي نتج عنها اتخاذ إدارة السّباق موقف في ما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان في البحرين، وفي أي بلد مضيف، وإعلان ذلك على صفحتها الرسمية، كبند ضمن التزاماتها القانونية.
صحيفة الغارديان البريطانية أشارت إلى الّتسوية باعتبارها "انتصارًا للنشطاء" وأوضحت "أن الجهة المنظمة لسباق الفورمولا 1 غيرت سياستها في ما يخص سباق الجائزة الكبرى، المثير للجدل، في البحرين ووافقت على صياغة سياسة خاصة بحقوق الإنسان".
وأضافت الصّحيفة أن "هذا التّغيير يأتي بعد موافقة الحكومة البريطانية على التّحقيق في شكاوى قدمتها منظمات حقوق الإنسان وحاججت فيها أنه بين العامين 2012 و2014، أدى سباق الجائزة الكبرى في البحرين إلى ازدياد انتهاكات حقوق الإنسان وساهم في "تقديم صورة للبحرين تتعارض مع واقع الانتهاكات المستمرة"".
وألزمت التسوية الشركة المالكة لسباق الفورمولا 1 اعتماد سياسة جديدة، يتم من خلالها تقييم أي تأثير قد تحمله نشاطاتها على أي دولة مضيفة، بما فيها تأثيرها على وضع حقوق الإنسان في البحرين، واتّخاذ الخطوات الضرورية للحد منه.
وأشارت صحيفة الغارديان إلى نشر هذه السيـاسة الجديدة على موقع الفورمولا 1 قبل أسبوع من سباق البحرين، وبحسب الالتزامات الجديدة للشركة فإنها من المقرر أن تنظر في أي انتهاك لحقوق الإنسان يحدث على هامش السّباق أو بسبب وجوده في الدولة المضيفة.
ولفتت صحيفة الغارديان إلى اطلاعها على فيديو يظهر محتجين يحرقون صورًا لإيكلستون ويتظاهرون ضد الفورمولا 1. وأضافت أن مدافعين عن حقوق الإنسان أكدوا أن قمع الحكومة البحرينية مشابه لمشاهد رأوها قبل بدء السّباق في السّنوات الماضية.
ونقلت الصحيفة تصريحا عن دانيال كاري، وهو شريك في مكتب دايتون بيرس غلين للمحاماة، كان قد ساند قضية منظمة ADHRB، قال فيه إن المنظمة "ستستمر بالضغط على إدراة الفورمولا 1 لتنفيذ التزامهم بحقوق الإنسان".
سيد أحمد الوداعي، مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية BIRD، قال للغارديان إنّه "خلال السباقات السابقة للجائزة الكبرى، شهدنا قتل الأشخاص ورمي جثثهم على أسطح المنازل ومحاصرة القرى بالأسلاك الشّائكة ومطاردة الأطفال واعتقالهم ورمي قنابل الغاز المسيل للدموع على المنازل. وتستمر حملة القمع هذه بعد تضاؤل الاهتمام الإعلامي بالبلاد من خلال أعمال انتقامية ضد اي شخص يُعرب عن رأيه. وتزداد هذه الانتهاكات بشكل ملحوظ في البلاد خلال السّباق مما يؤدي إلى نداءات محلية لمقاطعته".
من جهته قال موقع روسيا اليوم إن البحرين حاولت ترويج صورة إيجابية عنها في الخارج عبر وعود بالإصلاح عقب الحملة الدموية على الاحتجاجات التي قادها الشيعة في العام 2011، وأوضح أن السلطات فشلت في إنهاء سياسات القمع رغم تأكيدات من الغرب بالتزامهم بحماية حقوق الإنسان.
من جانبه، لفت موقع دويتشه فيله إلى التّاريخ السّابق لإدارة الفورمولا 1، مع إجرائها سباقات في دول غنية، ولكن ذات سجل حافل بانتهاك حقوق الإنسان في القرن الواحد والعشرين ومنها الصين وسنغافورة وأبو ظبي.