أثار جدلا واسعا بين مشجّعي السباق: موقع رياضي متخصص في الفورمولا 1 ينشر مقالين عن جرائم النظام في البحرين
2015-04-19 - 3:20 ص
مرآة البحرين (خاص): كان من اللافت جداً قيام موقع thejudge13 الرياضي المتخصص في مواكبة سباق الفورمولا 1 عبر العالم، بنشر مواد سياسية عن الأوضاع في البحرين تزامناً مع استضافة البلاد للسباق، وهو ما أثار ردود فعل واسعة في صفوف عشاق سباق الفورمولا 1، والمتابعين لأهم أخباره عبر هذا الموقع.
الموقع الرياضي ينقل تقرير منظمة العفو الدولية والتزام الفورمولا الجديد
ونشر موقع thejudge13 على صفحته خبراً يوم الخميس الماضي 16 أبريل/نيسان 2015 عن إصدار منظمة العفو الدولية تقريرا خاصا عن البحرين في 79 صفحة، قال إنّه انتقد بشدة السلطات في البلاد، وحاز هذا التقرير الذي صدر قبل يومين على اهتمام كبريات الصحف وووكالات الأنباء ووسائل الإعلام الدولية، إذ أورد روايات خطيرة من أفراد تعرضوا للتعذيب، قالت إنها تُظهر ضآلة ما تغيَّر منذ عام 2011، وأن الوحشية لا تزال تمثل علامة فارقة لسلوك قوات الأمن في البحرين.
ونشر الموقع صورة للشهيد عبد العزيز العبار، في صدر التقرير، ونقل عن منظمة العفو الدولية قولها إن "هذا التقرير الجديد يُفصّل عشرات الحالات من الإصابات المروعة للمعتقلين من قبل النظام البحريني، من الضرب الوحشي والتعذيب والحرق بالسجائر بشكل بطيء، والحرمان من النوم لمدد طويلة والاعتداءات الجنسية، والصدمات الكهربائية الموجهة للأعضاء التناسلية، وتوثيق حالة اغتصاب لمعتقل عن طريق إدخال أنبوب بلاستيكي في شرجه، وعشرات الاعتقالات التي غالباً ما تكون تعسفية، والاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الأمن البحرينية على نطاقٍ واسع".
وأورد الموقع لمشجعي وعشّاق سباق الفورمولا بعض الأمثلة التي وثّقتها المنظمة عن جرائم النظام البحريني تجاه الأطفال والشبّان المتظاهرين، وخصوصا قصة الصبي ذي الـ 17 عاما، الذي تعرّض لطلقة غاز مسيل للدموع خلال تواجده في تظاهرة، مزّقت جسده وكسرت فكّه، ثم اعتقل ونكّل به حتى خلال تواجده في المستشفى، قبل أن يطلق سراحه، ومن ثم يعتقل مجددا بمداهمة منزله في وقت لاحق.
وقال الموقع إنه "في خطوة مفاجأة، أقدمت المجموعة المالكة لسباق الفورمولا 1، بإضافة التزام جديد في القسم القانوني يراعي الآثار المترتبة من تنظيم السباق على حالة حقوق الإنسان"، ورأى أن ما يعنيه ذلك من جهة التغيير الذي قد يحدث على أرض الواقع، هو أمر لن يمكن معرفته إلا من خلال المتابعة والرصد.
لكنّه قال إن جدلا يدور الآن حول ما إذا كانت الحكومات المتورطة بشكل واضح في انتهاكات حقوق الإنسان، أو التي تستخدم أساليب وحشية في استجواب المعتقلين، وهي ترتبط بعلاقة مباشرة مع الفورمولا 1، ينبغي أن تحاسب بشكل كبير من قبل الاتحاد الدولي للسيارات وملاك الحقوق التجارية.
موظفون في الفورمولا رفضوا السفر لسباق البحرين
وفي مقالٍ آخر نشر يوم أمس (الجمعة 17 أبريل/نيسان 2015) بعنوان "سباقات الفورمولا 1 تجري وسط تصاعد وحشية الحكومة البحرينية"، أشار الموقع إلى أن "غالبية المواطنين في البحرين يعيشون وضعاً متدهورا يتجه نحو الأسوأ في الآونة الأخيرة".
وأضاف أن "الاستياء الشعبي منذ العام 2011 وإن كان غير مرئياً، فذلك لا يعني أن الأمر انتهى، فالحكومة حظرت الاحتجاجات العامة في العاصمة البحرينية منذ ما يقارب العامين، لكن خارج حدود العاصمة فإن قوات الأمن تستخدم الغاز المسيل للدموع ورصاص الشوزن بشكل مكثف، ما أدى في كثير من الأحيان لإصابة المحتجين وفي بعض الأحيان أدى إلى قتلهم". وأردف أن "انتقاد السلطات على "تويتر" ومواقع التواصل الاجتماعي قد يؤدي بك إلى السجن".
وقال الموقع إنه "علم بقرار عدد من العاملين في الفورمولا 1، الذين يسافرون عادة في كل عطلة يجى فيها السباق، بطلب إعفائهم من العمل في سباق البحرين"، مؤكداً أن "واحدا من هؤلاء تم إعفاؤه من مسؤولياته" تبعا لذلك.
وختم الموقع تقريره بالقول "إذاً فإن محبي سباق الفورمولا 1، ربما سيذكرون كل هذه الانتهاكات وهم يشاهدون أغلى السيارات في العالم تدور في حلبة البحرين الدولية، ويرون النخبة البحرينية التي يتم تقديمها كأصدقاء طيبين لسباق الفورمولا 1.... هؤلاء البحرينيون جميعا شاركوا في مظاهرات سلمية، وقتل منهم اثنان".
تعليقات صاخبة
وأدى نشر الموقع الرياضي لهذين المقالين إلى جدل واسع لدى المتابعين، وتعليقات عديدة جاءت الكثير منها متفاجئة ومتضايقة، وناقدة بشدة إلى ملاك سباق الفورمولا وإدارته.
ووصفت إحدى المتابعات الكلام المنشور بالمزعج جدا، ووصف متابع ثان المقال بالصادم، في حين قال ثالث إنه لن يتابع السباق في البحرين خلال هذه العطلة "البربريون الذين يجلسون على العروش يجب أن يخلعوا".
وعبر آخرون عن أن الحسنة الوحيدة لإقامة السباق في البحرين هو تسليط الإعلام الأضواء على قضايا الناس هناك، وقالوا إنه من الأفضل بقاء السباق في البحرين لأنّه عرّف الكثيرين بما يجري من انتهاكات وجرائم، وجعلهم يضمّون أصواتهم إلى المضطهدين هناك،
لكن آخرين عارضوا وجهة النظر هذه بشدة، وقالوا إنها لم تنفع في السنوات الأربع الماضية، وإنّه يجب إيقاف السباق في البحرين فورا، وفرض نوع آخر من الضغط على السلطات هناك. وتساءل أحد المشجّعين "هل يعني الاتفاق الجديد أن إدارة الفورمولا وافقت على أن تكون هذه هي السنة الأخيرة لإجراء السباق في البحرين؟
وقال أحد المتابعين في تعليقه "تصوّر لو أن الفورمولا 1 ذهبت للتسابق في جنوب أفريقيا في الثمانينات، ثم قالت شيئا من قبيل "نحن لا نتدخّل في السياسة، إنّه مجرّد سباق وتجارة بالنسبة لنا"، ورأى آخر أن الفورمولا تستمر في دعم آل خليفة رغم كل هذه الأدلّة التي قدّمتها منظمة العفو الدولية، متعجّبا من عدم قيام الاتحاد الدولي للسيارات بمنع إقامة السباق هناك.
أحد القراء قال معلّقا "أن ملاك الفورمولا يجنون أكثر الأموال من بلدان مثل البحرين، التي تمتلك سجلا حافلا بانتهاكات حقوق الإنسان، وتحاول أن تخفيه خلف فعاليات مثل الفورمولا، والتي بدورها تختبئ تحت تعوذية (الرياضة ليست مسيّسة). لقد حان الوقت لمحاسبة أحدهم. فريق الكريكيت الإنجليزي فعلها في قضية التمييز العنصر بجنوب أفريقيا"
وأثار آخرون قضايا السكان الأصليين في بلدان عدة مثل أستراليا، ورفض البعض تشبيه ما يجري في البحرين بأستراليا نظرا لوضع السكان الأصليين الأفضل هناك، سواء من ناحية الحقوق، أو من ناحية الاحتجاج والمناهضة للنظام القائم،
إحدى التعليقات قالت "بالطبع، العصابة الحاكمة هم مجموعة من الحقراء تماما. إنّه نظام الذي سجن بضع مئات من الأطباء والممرضات لـ"جريمة" هي علاج المصابين في المظاهرات ضدهم. ولكن منذ متى رأس المال الكبير راعى أبدا أي شيء من هذا".
متابع آخر قال إن "هذا القمع الوحشي من النظام للغالبية الشيعية هو إحراج كبير للبشرية"، مقدّما شكره وثناءه على كاتب التقرير.