النيويورك تايمز: حين تطغى الأخبار على سباق الفورمولا 1 في البحرين

2015-04-17 - 11:19 م

براد سبورجون، صحيفة النيويورك تايمز

ترجمة: مرآة البحرين

في العام 2012، كانت الفورمولا 1 تبيع منذ وقت طويل سباق الجائزة الكبرى إلى الحكومات في جميع أنحاء العالم، باعتبارها وسيلة لتسليط الضّوء على البلد أو المدينة المضيفة، وتحقيق كسب مفاجئ من الجمهور الزّائر. حصل هذا في أبو ظبي والصين وكوريا الجنوبية وتركيا، لكن البحرين كانت إحدى أوائل الدّول المضيفة في هذه الموجة، في العام 2004.

كان سباق الفورمولا 1 في البحرين ناجحًا منذ البداية. وقد ساعد في تسليط الضّوء على المملكة الخليجية، وهي جزيرة شكّلت موطنًا للأسطول الأمريكي الخامس واشتهرت بنفطها ومؤسساتها المالية.

على مر السّنين، علم أولئك الذين شاركوا بانتظام في السّباق أيضًا بحصول اضطرابات اجتماعية في العاصمة المنامة، والتي تبعد حوالي 30 دقيقة بالسيارة عن حلبة الفورمولا 1. كانت التّظاهرات المناهضة للحكومة تعيق أحيانًا حركة المرور. ولكن نادرًا ما تم ذكر تلك الأحداث في التّغطية الصّحافية للسّباق. حتى العام 2011.

ذلك العام، في المنامة، وسط موجة انتفاضات الرّبيع العربي في جميع أنحاء المنطقة، تصاعدت الاحتجاجات ذات الغالبية الشّيعية وردت عليها الحكومة السّنية بالقوة، مما أدى إلى سفك الدّماء.
حكمت أسرة آل خليفة، وهي من أصل سني، البحرين، منذ القرن الثامن عشر. لكن في العقود الأخيرة، دعت المملكة الأجانب إلى العيش والعمل هناك، وسرعان ما أصبح الشّيعة غالبية من 1.2 مليون شخص. وقد طالبوا بالمساواة في المعاملة الاجتماعية مع السّنة.

بدأت التّظاهرات في المنامة قبل العام 2011 بشهر. وكان مقررًا إجراء سباق الفورمولا 1. وفي النّهاية، قرر منظمو السّباق إلغاءه.

مع ذلك، خططت الحكومة البحرينية في العام 2012، للمضي قدمًا في السّباق. وبالتّالي، قرّرت جماعات المعارضة أنّه في حال استضافت الحكومة السّباق على مدى عقد تقريبًا للترويج لصورة البلاد، فإنهم يستطيعون أيضًا الإفادة من السّباق لنشر قضيتهم.

في السّنة السّابقة، أُفيد عن 70 حالة وفاة وسجن الكثيرين. ومع التّغطية الإعلامية الواسعة لسباق الفورمولا 1، نشطت التّظاهرات قبل السّباق وخلاله. وعلى الرّغم من عدم سماح الحكومة لعامة الصحافيين بدخول البلاد، إلا أنها منحت تأشيرات الدّخول للصّحافيين الرّياضّيين القادمين لتغطية السّباق. لكن كانت خبرة غالبيتهم في تغطية الأحداث ذات الخلفية الجيوسياسية قليلة أو معدومة.

في الأيّام التي سبقت الحدث، لم يكن هناك أي تظاهرات في المنامة، فاصطحب أفراد في المعارضة الصّحافيين إلى المناطق التي كانت تجري فيها احتجاجات. وسرعان ما انتشرت تقارير وصور عن المعارضة في العالم.

قُتِل متظاهر على يد قوات الأمن خلال الاحتجاجات، لكن لم يكن هناك عنف في المنامة، حيث كانت تقيم غالبية الصّحافيين الرّياضيين. وعلق عدة أفراد من فريق فورس إنديا في جحيم من قنابل المولوتوف أثناء عودتهم من حلبة السّباق إلى المدينة، ولكن لم يكن هناك إصابات.

وعلى الرّغم من دعوة سياسيين بريطانيين وجماعات حقوق الإنسان وغيرها من المنظمات في جميع أنحاء العالم علنًا إلى إلغاء السّباق، ظلت إدارة الفورمولا 1 مصرة على استمرار السّباق.

وصرّح بيرني إيكلستون، وهو راعي السّباق أنّه "لا يستطيع إلغاءه. لا شأن لنا بذلك. عقدنا اتفاقًا لنكون هنا، وها نحن هنا".

كما أن سائقي الفورمولا 1 لم يدلوا بأي تعليق، أو قالوا، كما فعل سيباستيان فيتل من فريق ريد بل، بطل العالم، إنّهم لا يستطيعون فهم ماهية هذه الجلبة كلّها.

وقال فيتل إنّه "لم يرَ أي شخص يرمي القنابل. لا أعتقد أن الأمر بهذا السّوء. هناك الكثير من الضّجة، ولهذا السّبب أعتقد أنّه من الجيد أن نبدأ مهمتنا هنا، والتي هي الرّياضة، لا شيء آخر".

وفي حين كانت غالبية وسائل الإعلام الدّولية تركز على الاحتجاجات والتساؤل الأخلاقي حول وجوب وجود الفورمولا 1 أساسًا في البحرين، على الرّغم من تنظيم عدة أحداث رياضية وثقافية في البلاد من دون أي إشهار- جرى السّباق في البلاد من دون عقبات.

لم تجر أي جولة من السباق في حلبة البحرين منذ استخدام إطارات بيريللي العام الماضي، وكان العام 2012 عام استخدام تكنولوجيا دي إر إس DRS المثيرة للجدل*، التي لم تكن قد استُخدِمت حتى ذلك الحين في البحرين. ولذلك كان هناك خوف من الفوضى في حلبة السّباق كما في الشّوارع.

وفي النّهاية، كان السّباق نفسه هادئًا إلى حد ما. وكان النّصر الأول لـ "فيتل" في ذلك الموسم. وكان أيضًا الفائز الرّابع المختلف في أربع سباقات.وهي موجة قد تستمر، مع وجود سبع فائزين مختلفين في السّباقات السّبع الأولى.

استمرت الفورمولا 1 بإجراء سباقاتها في البحرين، على الرّغم من وجود مشاكل هناك، مع استمرار التّظاهرات والعنف. وأفادت منظمة العفو الدّولية هذا الأسبوع عن استمرار انتهاكات حقوق الإنسان "بلا هوادة" في المملكة. ويدين كثيرون نخبة الحلبة لتنظيمها السّباق هناك.

لقد أثبتت التّجربة في العام 2012 بوضوح أنّ للفورمولا 1 قدرة هائلة على وضع البلاد في دائرة اهتمام وسائل الإعلام الدّولية.

*هي تكنولوجيا عاملة بنظام استخدام قانون الحدّ من قوّة الجرّ الذي يُعرف بالـ "دي آر أس"

التّاريخ: 17 أبريل/نيسان 2015
النّص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus