الواشنطن بوست: قوة عسكرية عربية قد تفاقم مشاكل المنطقة

2015-04-06 - 7:22 م

هيئة التحرير، صحيفة الواشنطن بوست

ترجمة: مرآة البحرين

قد يمثل التّدخل العسكري في اليمن والإعلان عن قوة عسكرية عربية جديدة عابرة للأوطان، نقطة تحول تاريخية في الشّرق الأوسط. إذ يتوجه الحلفاء التّقليديون للولايات المتحدة، كالمملكة العربية السّعودية ومصر، الذين ضاقوا ذرعًا بسلبية الولايات المتحدة في مواجهة الاضطرابات المتصاعدة، وانزعجوا من دفع الرّئيس أوباما باتجاه صفقة نووية مع إيران، إلى التّحرك بقوة للدّفاع عن مصالحهم من دون الاعتماد على واشنطن.

وقد ترحب إدارة سعت إلى النأي بالولايات المتحدة عن حروب الشّرق الأوسط، بتطور مماثل. لكن يبدو أنّ المبادرات العربية-مع نقص مواردها ووجود أهداف مشكوك بها- قد تُفاقم حروب المنطقة، بدلًا من حلها، كما أنّها قد تُقَوض مصالح الولايات المتحدة.

في اليمن، السّعوديون، ومن يفكرون مثلهم، يحاولون الرد على هجوم من قبل تحالف من القوات اليمنية المنشقة والحوثيين، وهي طائفة شيعية تلقّت الأسلحة والتّدريب من إيران. قد يكون السّعوديون محقين في ادعائهم أن إيران تحاول استبدال حكومة صديقة للسّعودية بميليشيا عميلة لإيران، إذ يشارك الحوثيون أيديولوجية حزب الله في لبنان. ولكن ليس من الواضح كيف ستردّ الحملة العسكرية، المرتكزة حتى الآن على القصف الجوي والبحري، القوات التي تحاصر الآن ميناء عدن- وهي قد أنجزت أهدافًا أقل بكثير من تلك المُعلَن عنها حول إعادة الحكومة السّابقة في اليمن وإجبار الحوثيين على تسليم أسلحتهم.

وقد ألمحت مصر وباكستان إلى استطاعتهما إرسال قوات برية إلى اليمن، كما أُفيد عن حشد وحدات سعودية قرب الحدود. لكن الخبراء العسكريين يُشكّكون في قدرة هذه الجيوش على هزم الحوثيين ذوي القدرة القتالية العالية وعلى تهدئة بلد ينعدم فيه القانون ويساوي العراق من حيث الحجم. ووفقًا لليز سلاي من الواشنطن بوست، يعتقد بعض المراقبين في المنطقة أن الهجوم، الذي أخفق في إيجاد تغيير سريع في المفاوضات السّياسية، قد يؤدي إلى المزيد من الانقسامات في اليمن ويوفر مساحة لتوسع القاعدة أو تنظيم داعش.

القوة العسكرية العربية الجديدة، التي أعلن عنها الرّئيس المصري عبد الفتاح السّيسي بعد القمة العربية، إشكالية بالمثل. نظريًا، ستتألف من 40 ألف متطوع من الدّول العربية. لكن يبقى السّؤال حول قدراتها: إذ كانت مصر، أكبر قوة عربية، غير قادرة على طرد القوى الجهادية من أراضيها في شبه جزيرة سيناء. بالإضافة إلى ذلك، في أجزاء من المنطقة، تدعم الدّول العربية أطرافًا متنافسة. فالإمارات العربية المتحدة ومصر تدعمان واحدة من الحكومات المتناحرة في ليبيا، في حين تدعم كل من قطر، وتركيا، غير العربية، الحكومة الأخرى.

وعلى مدى أكثر من نصف قرن، كان دور الولايات المتحدة يتمثل بتوفير القيادة والقوة العسكرية التي لم يكن بمقدور حلفائها العرب حشدها بأنفسهم. في اليمن، كان بمقدور إدارة أوباما استخدام القوات الجوية لرد الحوثيين قبل إطاحتهم بالحكومة السّابقة؛ بدلًا من ذلك، ومع نيته التّوصل إلى اتفاق مع إيران، أشار البيت الأبيض في بادئ الأمر أنّه قد يقبل باستيلاء الحوثيين على السّلطة.

تدعم الإدارة الأمريكية التِّدخل السّعودي الآن استخباراتيًا. ولن يضمن هذا الأمر نجاحه أو يقربه من التسوية السّياسية التي هي أفضل خيار لليمن. الحرب المستعرة هناك قد تؤدي قريبًا إلى حرب إقليمية بين إيران والمملكة العربية السّعودية وحلفائهما -وهو صراع قد يزدهر في الفراغ النّاجم عن تراجع الولايات المتحدة.

النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus