براين دولي: السجون البحرينية: بداية الانهيار

2015-03-25 - 8:13 م

براين دولي، مدونة وورلد بوست-موقع الهافنغتون بوست

ترجمة: مرآة البحرين

هناك خطب ما في سجن جو المركزي في البحرين. ومن الصعب الحصول على كافة التفاصيل، لكنّ السلطات وأسر المعتقلين يقرون بحدوث اضطراباتٍ خطيرة هناك في 10 مارس/آذار.

أعلنت السلطات عن حدوث أضرار في مبنى السجن "نتيجة أعمال شغب حصلت الأسبوع الماضي". غير رواية أهالي المعتقلين مختلفة: ما أثار الاضطرابات هو منع دخول زائرة تريد لقاء أخيها وضربها على يد أحد حرّاس المعتقل.

ويروون أنّ المعتقلين، بعد ذلك، أغلقوا مخرج السجن الرئيسي احتجاجًا وأنّه تمّ إطلاق الغاز المسيل للدموع على عشرات السجناء الذين تعرّضوا للضرب أيضًا، ونقل البعض منهم إلى المستشفى إثر ذلك. ويروي آخرون أنّ مجموعة مؤلفة من 10 سجناء، بمن فيهم الناشط البارز في مجال حقوق الإنسان، ناجي فتيل، نُقلت من مبنى 4 إلى مبنى آخر.

واعترفت السلطات أنّها تلقّت ما يفوق مائة طلب للحصول على معلومات من قبل الأهالي والمعتقلين في سجن جو منذ اندلاع الاضطرابات وقالت إنّه: "يتم تأمين حاجات السجناء الأساسية في المبنى ولم يتوقف ذلك وإنّ الاتصالات والزيارات ما تزال تجري وفقًا للجدول الزمني المعيّن، وقواعد المنشأة وقوانينها".

بيد أنّ أسرة المعتقل علي الغانمي (المحتجز غالبًا في مبنى 4)، وهو شرطي سابق تحدّى السلطات وشارك في الاحتجاجات عام 2011، أخبرتني أنّه تمّ إلغاء الزيارة المقرّرة له يوم الأحد. وقد تناهى إلى مسامعهم أنّه تعرّض للأذى ولكنّهم غير قادرين على التواصل معه لمعرفة المزيد.

شعور عوائل المعتقلين في سجن جو ليس مفاجئًا. ففي نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، تمّ تعذيب المعتقل حسن الشيخ، البالغ 36 عامًا من العمر، حتّى الموت من قبل المسؤولين. وفي سبتمبر/أيلول عام 201، اعترفت السلطات البحرينية بأنّ الازدحام في السجن شكّل مشكلة، إذ بلغ عدد السجناء 1608، وهذا يتجاوز بشكلٍ كبير العدد الرسمي الأقصى وهو 1201. وذكرت السلطات أيضًا أنّه يوجد "نقص في توثيق استخدام القوة ومستوياتها في السجلات الشخصية للمعتقلين في حال تورطهم في ذلك أو تعرّضهم لأعمال أدّت إلى استخدام القوة". وفي ذلك العام، أصيب عشرات المعتقلين بجروح عندما استخدمت قوّات الأمن الهراوات والغاز المسيل للدموع ضد السجناء الذين كانوا يحتجّون على أوضاع السجن الرديئة.

يُرَجّح كثيرًا أن تصبح السجون في البحرين من أبرز النقاط المثيرة للتوتر في الاضطراب السياسي البحريني-كجزيرة روبن أو مبانيها المصممة على شكل H. وتضم هذه السجون مئات الشباب الذين يمضون أحكامًا طويلة جدًا بعد خضوعهم لمحاكماتٍ غير عادلة، والذين قد لا يفكرون بأنهم سيخسرون شيئًا إذا خالفوا القوانين. ويقال إنّ الأوضاع في السجن مريعة، وقد انتشرت، على ما يبدو، موجة من الجرب في سجن جو في أواخر العام الماضي.

وأحد أكثر المعتقلين شهرةً في البحرين، عبدالهادي الخواجة، وهو أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان، مضرب، حاليًا، عن الطعام احتجاجًا على غياب الرعاية الطبية وسوء الأوضاع.

أكثر حل معقول لمشكلة الازدحام في السجن هو الإفراج عن جميع الذين لا ينبغي أن يكون قد حكم عليهم بالسجن هناك في الأصل. وذلك سيخلي مساحة كبيرة في سجن جو بين ليلةٍ وضحاها. ولا ينبغي أن يكون مدافعون عن حقوق الإنسان كالدكتور علي العكري وراء القضبان. إذ ينبغي أن يكون هو وغيره من شخصيّات المجتمع المدني خارج سجن جو، يساعدون البحرين على إيجاد حل لأزمتها السياسية.

في حال أصبح سجن جو مستنبتًا للنشاط السياسي-"جامعة" لمثيري الاضطراب- لن يؤدي هذا الوضع إلا إلى ازدياد مشاكل الحكومة البحرينية على المدى الطويل. لذا، سيكون من الأفضل أن تفرج السلطات البحرينية عن القادة السياسيين السلميين وغيرهم من الذين لا ينبغي لهم التّواجد هناك على الإطلاق، والمباشرة بحوار سياسي تحتاج إليه البحرين بشدة.

20 مارس/آذار 2015
النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus