مرآة البحرين: شجبت جمعية الأصالة السلفية المتشددة ما أسمته "استخفاف هيئة الثقافة بمشاعر أكثر من ألف مليون مسلم وتحدي عقيدة الشعب البحريني ودعوة امرأة ملحدة تجاهر بالإلحاد والدعوة للإباحية والزنا للحضور إلى البحرين لنشر فكرها المريض بإحدى فعاليات ربيع الثقافة شهر أبريل/نيسان القادم"، معلّقةً إن الكاتبة جمانه حداد هي نفسها "التي تم رفضها ولفظها من شعبها اللبناني نفسه وأجبرها على إغلاق مجلتها الفاجرة التي كانت تروج للإلحاد والإباحية التامة".

واستغربت الأصالة في بيانٍ لها أمس الأربعاء 18 مارس/آذار 2015 ما وصفته بـ "تعمد هيئة الثقافة الاستهانة بدين الله عز وجل والاحتفاء بامرأة تجاهر صراحة بأنها لا تؤمن بفكرة الله من الأساس وتقول، إن الله غير موجود والإيمان بوجوده مجرد خرافة لا يمكن لها أن تقبلها"، معتبرةً كلام حداد هذا "إفك عظيم ينضح بالكفر والإلحاد"، مطالبةً وزارة الأشغال (الوزارة المسؤولة عن هيئة الثقافة أمام البرلمان) بـ "منع دخولها إلى بلادنا بأي شكل لأن ديننا وأخلاقنا وشعبنا لا يقبلون بذلك ولا يسمحون به".
ولوّحت الأصالة بأنها "ستلجأ إلى الأدوات المتاحة بمجلس النواب من أجل محاسبة الوزير المسئول عن هيئة الثقافة عن هذا التحدي والاستفزاز الصارخ والتعدي على دين الله عز وجل"، وذلك بالتنسيق مع "باقي النواب من أجل منع نشر الإلحاد والاحتفاء بالملحدين على أرض البحرين المسلمة الطاهرة"، مؤكدةً أنها ستوظف في سبيل ذلك "كل الأدوات الرقابية الممكنة، فما العائد من استضافة هذه الملحدة غير إثارة الفوضى والبلبلة وزرع الاستياء واستفزاز الشعب، وهي أهداف يسعى أصحاب النفوس المريضة إلى جر البلاد إليها" وفق البيان.

وأثار بيان الأصالة ردود فعلٍ مختلفة في وسائل التواصل الاجتماعي، بين مؤيد لزيارة حداد التي لا علاقة لها بفكرها بل بشعرها، وبين رافض للزيارة، وقال أحد المؤيدين إن حداد ستزور البحرين "كشاعرة حالها حال بقية من يتم استضافتهم من الأجانب، لا كمُلحدة تروّج لفكرها وقناعاتها".

من جانبها أسفت جمانة حداد للهاشتاغ الذي أطلق ضد زيارتها للبحرين معبرةً عن حزنها "من أجل مطلقي الهاشتاغ لا من أجلي" مضيفةً إن البحرين بيتها هي الأخرى.

كم يحزنني هذا الهاشتاغ الذي انطلق اليوم ضدي وضد زيارتي للبحرين #البحرين_لا_ترحب_بالملحدين.يحزنني من أجل مطلقيه لا من أجلي #البحرين_بيتي_ايضا

— Joumana Haddad (@Joumana333) March 18, 2015

وشكرت حداد في تغريدات نشرتها عبر حسابها الرسمي على شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" كل المؤيدين لها مؤكدة أن "البحرين بيتي ولي فيها أصدقاء كثر أعتز بهم"، ساخرةً من بيان جمعية الأصالة السلفية الذي قال إنها "ملفوظة من شعب لبنان" متسائلةً باستهزاء "وين بدي روح هلق؟".

وتابعت "لماذا يعتبر المؤمن أن تعبيرات الملحد عن إلحاده إهانة مباشرة وشخصية له، ولا يأخذ في الإعتبار أن تعبيرات المؤمن عن إيمانه (وهي في المناسبة كاسحة ومستمرة واستعراضية وشديدة الرفض للآخر) قد تكون بدورها إهانة للملحد؟"

وأردفت "مَن قال إن للمؤمن الأسبقية في الشعور بالإهانة، وإن حساسيته الدينية أهم وأحق من حساسية الملحد العقلانية؟ ثم ألا يفترض بالمؤمن الحقيقي، الثابت في إيمانه وقناعاته، ألا يشعر بالتهديد من كلام غير المؤمن؟ أم أن الإيمان يحتاج الى كم الأفواه والأدمغة المسائلة والمعارضة والمعترضة والمهاجمة، لكي يصمد؟

وشددت على أنه "لا يتزعزع إلا مَن وما هو مزعزع أصلاً، وما يهدد الدين آت من داخل الدين، لا من خارجه. وما يحصل في هذه الأيام في العالم العربي خير دليل على ذلك، فحري بكم أن تخافوا على دينكم، وتنقذوه، منه، لا من رافضيه". على حد قولها.

يذكر أن هيئة الثقافة أعلنت عن استضافتها للشاعرة والكاتبة اللبنانية جمانة حداد، في مهرجان ربيع الثقافة الذي يتم تنظيمه سنوياً في البحرين، ومن المزمع أن تقام الأمسية الشعرية الموسيقية في 6 أبريل/نيسان 2015 في بيت الشعر وفق الإعلان الرسمي.