نبيل رجب لمنظمة "فير بلانيت": لم يكن في نيتي أبدًا أن أصبح زعيمًا

2015-03-02 - 10:08 م

تمسين واكر، موقع منظمة "فير بلانيت"

ترجمة: مرآة البحرين

استُدعي نبيل رجب صباح اليوم من قبل الشرطة وقيل له إنه من الممكن أن يواجه تهمة جديدة وهي التحريض على كراهية النظام. تحدث نبيل رجب قبل جلسته الثانية التي من المقرر أن تعقد في الأسبوع الأول من شهر مارس/ آذار إلى منظمة "فير بلانيت" عن وضع حقوق الإنسان المتردي في بلده.

وكان رجب قد حُكَم عليه الشهر الماضي بالسّجن ستة أشهر على خلفية تغريدة زُعِم أنه أساء فيها إلى المؤسسات الحكومية. وقد استأنف الحكم، وهو الآن بانتظار حكم جديد.

"فير بلانيت": كيف تصف وضع حقوق الإنسان في البحرين في الوقت الحاضر؟

نبيل رجب: يعتبر وضع حقوق الإنسان الأسوأ الذي شهدناه خلال 200 عامًا إذ يتم تهميش الشيعة وقمعهم ولدينا النسبة الأعلى من السجناء السياسيين وثاني أعلى نسبة في العالم من حيث عدد الصحافيين المسجونين في العالم. وتعتبر منظمةفريدوم هاوس البحرين دولة غير حرة، أما منظمة مراسلون بلا حدود فتعتبرنا عدوًا للإنترنت.

هناك تعذيب ممنهج وقمع واستخدام مفرط للقوة من قبل الشرطة. منذ بدء الانتفاضة، قُتل عشرات الأشخاص وعُذّب كثيرون حتى الموت وجُرح الآلاف واعتقلوا. وما يزال حاليًا أكثر من أربعة آلاف شخصًا قابعين خلف القضبان، أكثرهم ناشطين سياسيين سلميين ويقضي الكثير منهم أحكامًا بالسجن المؤبد.

"فير بلانيت": الانتفاضة مستمرة منذ أربع سنوات حتى الآن، هل بدأ المتظاهرون يشعرون بالتعب؟

نبيل رجب: المتظاهرون لا يشعرون بالتعب ولكنهم يغيرون منهجهم. هناك عدد أقل من المتظاهرين الآن مقارنةً مع عددهم في العام 2011 وذلك بسبب القوانين الكثيرة التي سُنّت لمنع مئات آلاف الأشخاص من التظاهر معًا. ولكن ما لدينا الآن هو تظاهرات يومية في القرى.

"فير بلانيت": هل تغيّر جوهر رسالة انتفاضة 2011 خلال السنوات الأربعة الأخيرة؟

نبيل رجب: ما زلنا نناضل من أجل القضية نفسها وما زلنا مصّرين على الإصلاح السياسي والإصلاح في مجال حقوق الإنسان. الأمر الذي تغيّر هو أننا بدأنا بالقول إننا لن ننتقد الحكومات الغربية لأن من شأن ذلك أن يوصل رسالة خاطئة. ولكن يبدو أنه لم يكن لهذا المنهج نتيجة إيجابية. في الواقع، حسّنت الحكومات الغربية أعمالها التجارية مع البحرين.     

"فير بلانيت": هل هناك بلدان محدّدة؟

نبيل رجب: المملكة المتحدة هي الأسوأ في هذا المجال. هي لا تكتفي بدعم الحكومة البحرينية فقط، بل تتولى علاقاتها العامة، فتخدع العالم بشأن طبيعة تحركنا وتتكلم عن تنفيذ البحرين لإصلاحات؛ وهو أمر غير منطقي. نحن لا نعتقد أن حكومة المملكة المتحدة تريد الديمقراطية في البحرين ونحن ندفع ثمن هذا النفاق. ومع استمرار الحكومة البريطانية بالقيام بأعمال تجارية في البحرين، سيستمر القمع ويزداد سوءًا. أعمالهم التجارية ملطّخة بدماء أطفالنا.

"فير بلانيت": كيف تخطط لإيصال رسالتك إلى لندن؟

نبيل رجب: نريد أن نخبر الشعب البريطاني أن حكومتهم تغشهم عندما تتكلم عن الإصلاح في البحرين. نريد أن نخبرهم أننا نناضل من أجل القيم الديمقراطية نفسها التي ناضلوا من أجلها منذ سنواتٍ مضت وأننا نريد أن تكون العدالة والمساواة والقيم نفسها موجودة في مجتمعنا كما هي موجودة في مجتمعهم. لدى البريطانيين نظام يحترم العدالة ونريد أن نستخدم ذلك بطريقة إيجابية لجعل الناس وجماعات حقوق الإنسان تعي ما يحصل.

"فير بلانيت": لقد أصبحت رمزًا لحركة التظاهر، الأمر الذي بدوره يجعلك أكثر عرضةً للعقاب. هل  فكرت أبدًا في التوقف أو التراجع؟ 

نبيل رجب: لقد فات الأوان الآن. أعرف أن هناك ثمنًا وأن ذلك قد يكلفني حياتي يومًا ما ولكنني مستعد لدفعه. لم أبدأ الحراك ولم أرد تزعمه ولا أريد أن يتكلم الناس عني بهذه الطريقة. لا أعتبر نفسي زعيمًا، بل ناشطًا في مجال حقوق الإنسان يتكلم بالنيابة عن أولئك الذين لا يستطيعون الكلام. أنظر إلى نفسي على أنني شخصٍ يعرض الجرائم والإنتهاكات ونفاق الحكومات الأجنبية وأحرجهم بسبب ما يقومون به وهذا أمرٌ خطيرٌ جدًا.

لقد أمضيت أكثر من عامين في السجن ومُنعت من السفر عدّة مراتٍ وتعرّضت عائلتي لمضايقاتٍ وتم استهداف أعمالهم ومقاطعتها وكذلك تعرّضت زوجتي للمضايقة وفقدت وظيفتها وطُرِد أولادي من المدرسة ولكنهم جميعًا يؤمنون أن هذا ثمن العمل الذي أقوم به وجميعهم مستعدون لتقديم التضحيات من أجل تمكيني من إيصال رسالتي.

"فير بلانيت": سواء اخترت ذلك أم لا، أنت أصبحت قدوةً لهذا الحراك. ما هي رسالتك لزملائك المتظاهرين؟

نبيل رجب: أنا أدعو إلى المقاومة السلمية، بعض الثورات تستمر لعشرات السنين ولهذا السبب أحاول أن تذكير الجميع بضرورة الاستمرار سلميًا، ومن دون أناس مثلي،  سيصبح الوضع أكثر عنفًا وسيكون هناك المزيد من اليأس والدماء والقتل؛ وهذا أمر أكرهه ولا أريد رؤيته يحدث. وعندما تنتقد علنًا باسم الآخرين، سيخفف هذا من التوتر والإحباط الموجودين داخلهم وسيساعد كذلك في منعهم من التحوّل إلى العنف والتطّرف.

"فير بلانيت": هذا ثقل كبير تحمله على عاتقك. هل ترى أنك رجل يتمتع بقوةٍ خاصة؟

نبيل رجب: لم يكن في نيتي أبدًا أن أصبح زعيمًا ولا أعتقد أن قوتي أعظم من قوة الآخرين ولكنني أمتلك العزم وأتكلم من قلبي. لن أسمح للخوف بأن يمنعني عن الانتقاد علنًا. أؤمن بوجوب مواجهة الأشرار والطغاة وفضح المنافقين والأشخاص الذين يقومون بأعمال سيئة. أنا الآن بت معروفًا عالميًا بسبب عملي وأحاول أن أستخدم نفوذي لأُخبر المجتمع الدولي عن تعاسة بلدي وأن أصرخ بكل الذين اختاروا البقاء صامتين وأحرج أولئك الذين يختارون أن يقدّموا مصالحهم الخاصة على مصالح حقوق الإنسان.

"فير بلانيت": لقد اعتُقِلت مجددًا في أكتوبر/ تشرين الأول وحُكم عليك بالسجن لستة أشهر وهو الحكم الذي استأنفته ومن المقرر أن تُعقد جلستك الجديدة في الرابع من مارس/ آذار، هل تتصور ما سيكون حكمك؟

نبيل رجب: لا أعتقد أنه سيكون هناك أي تغيير وأنا قلق من أنه ستكون هناك قضايا أخرى مشابهة لقضيتي لأن جميع الناشطين في مجال حقوق الإنسان سينتهي بهم الأمر إما في السجن إما في المنفى. قد أكون واحدًا من القليلين الذين سيبقون في البلد وينتقدون علانية ولكنني لا أعتقد أنهم سيسمحون لي بالاستمرار بفعل ذلك لوقتٍ طويل. أعتقد أنهم لديهم خطة لي، بالإضافة إلى الأشهر الست، ولكنهم لا يعلمون أو أنني أنا لا أعلم ما هي حتى الآن.

بعد يومين من هذه المقابلة، تم استدعاء نبيل رجب من قبل الشرطة وهو يواجه الاعتقال على خلفية عدة تهم بالتحريض على كراهية الحكومة البحرينية.

النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus