هافينغتون بوست: براين دولي: تقارير التّعذيب تلاحق إدارة التّحقيقات الجنائية في البحرين

2015-02-24 - 8:56 م

براين دولي، صحيفة الهافينغتون بوست، مدونة ذا وورلد بوست

ترجمة: مرآة البحرين

الأسبوع الماضي، كان أوباما محقًا في حديثه عن الإرهاب وأسبابه.

في خطابه في قمة واشنطن، حول مكافحة التّطرف، قال إنّه "علينا معالجة المظالم السّياسية التي يستغلها الإرهابيون... حين يتم قمع النّاس وإنكار حقوق الإنسان-خاصة على أسس طائفية أو عرقية- حين يتم إسكات المعارضة، فإن هذا يغذي التطرف العنيف، ويخلق بيئة مؤاتية لاستغلال الإرهابيين. حين يكون التغيير السّلمي والديمقراطي مستحيلا، فإن هذا يغذّي الدّعاية الإرهابية بأنّ العنف هو الحل الوحيد المتاح".

من بين حلفاء الولايات المتحدة المُمَثلين في المؤتمر، كان وكيل وزارة خارجية البحرين السّفير عبد الله عبد اللّطيف قد سمع الرّئيس يقول إنّ "استمرار الاستقرار والأمن الحقيقي يتطلبان الديمقراطية. وهذا يعني انتخابات حرة يمكن للشّعب فيها تحديد مستقبله الخاص، وهيئات قضائية مستقلة تدعم سيادة القانون وقوات الشّرطة والأمن التي تحترم حقوق الإنسان، وحرية التّعبير والحرية لمنظمات المجتمع المدني".

في الوقت ذاته الذي كان الرّئيس يلقي فيه خطابه الأسبوع الماضي، قال المدافع البارز عن حقوق الإنسان حسين جواد إنّه تعرض للتّعذيب في إدارة التّحقيقات الجنائية في البحرين. جواد معروف في جنيف ولندن وغيرهما كناشط بارز من أجل حقوق الإنسان، وناقد سلمي للحكومة البحرينية وهو رئيس المنظمة الأوروبية البحرينية لحقوق الإنسان. أخبرتني زوجته، أسماء درويش، أنه تم إلقاء القبض عليه من منزلهما في الساعات الأولى من صباح 16 فبراير/شباط على أيدي ضباط ملثمين في ثياب مدنية. اتّصل في وقت متأخر من ذلك النّهار من مكان اعتقاله، لثوانٍ معدودة. وقالت لي إنها حين سألته عما إذا كان تعرض للأذى، أجاب بنعم.

جواد كان في ورطة منذ بادئ الأمر. حين ذهب إلى مركز للشّرطة في نوفمبر/تشرين الثّاني 2013 لتقديم شكوى بخصوص استهدافه من قبل صحيفة محلية موالية للحكومة، تمّ اعتقاله واحتجازه لمدة 46 يومًا. بعدها، اتّهِم بإهانة الملكية والتّحريض على كراهية النّظام في خطاب ألقاه في وقت سابق من ذلك الشّهر. وقد بدأت محاكمته على خلفية هذه التّهم، مع تحديد موعد الجلسة المقبلة يوم الأربعاء، 25 فبراير/شباط.

تحول الأسبوع الماضي إلى فترة انتظار مؤلمة بالنّسبة لعائلة حسين جواد وأصدقائه. فعلى الرّغم من ادعاء السّلطات البحرينية تصديها للانتهاكات في نظام العدالة الجنائية من خلال إنشاء مكتب أمانة تظلمات، للتّعامل مع الشكاوى، ما يزال لإدارة التحقيقات الجنائية صيت في التعذيب.

تقول أسماء إن المدعي العام أمر فعليًا بالإفراج عن زوجها بعد قضائه 48 ساعة في إدارة التّحقيقات الجنائية، لكنه بقي هناك، في معزل عن العالم الخارجي. وتقول إنه لم يُسمَح لها أو لمحاميه برؤيته. اتصلت أنا بالتّحقيقات الجنائية عدة مرات الأسبوع الماضي، وأجابني أحدهم أخيرًا يوم السّبت، مؤكدًا أن جواد موجود هناك، لكنه لم يعطني أي تفاصيل إضافية.

في وقت متأخر من ذلك النّهار، قالت أسماء إنّه مثل أمام النّيابة العامة "في حالة جسدية سيئة للغاية". وتقول إنّه أُجبِر على الاعتراف بجرائم لم يرتكبها، وتعرض للاعتداء الجسدي والجنسي. وتقول إنّه أكد لها أنه "جُرّد من ملابسه بالكامل. وأُبقِي معصوب العينين، ومقيد اليدين من الخلف، في حين قامت امرأة لم يرها بإمساك أعضائه التّناسلية والتًلاعب بها بطريقة مذلة ومهينة"، وأضافت أنّه "أُجبِر على الاستماع إلى معتقلين آخرين يتعرضون للتّعذيب بالصّدمات الكهربائية. لقد تم عصب عينيه وتقييد يديه طيلة فترة الاعتقال كما تعرض لتهديدات بالقتل".

السّلطات البحرينية أكّدت أنّها فتحت تحقيقًا "بخصوص فرد يجمع الأموال في البحرين والخارج لمساعدة المخربين وتحريضهم".

محامية جواد، ريم خلف، أخبرتني أنها كانت معه لدى مثوله في مكتب المدعي العام، حيث قال إنّه لم يتعرض للتّعذيب، لكنّه أخبرها لاحقًا أنّه تم تهديده في إدارة التحقيقات الجنائية بعدم ذكر أي تعذيب وإلّا "سيأخذونه إلى الجحيم، ويعيدونه منها". وقد نُقِل الآن إلى سجن الحوض الجاف في البحرين.

من خلال رمي منتقديها السّلميين في السّجن، تقوم البحرين فقط بتشجيع أولئك الذين يرون في العنف حلًا للأزمة السّياسية في البلاد.

منذ بضعة أسابيع، أخبرني جواد أنه أمل أن تهتم الحكومة الأمريكية بقضيته وأن تبعث أحدًا ما لمراقبة محاكمته على خلفية تهم إهانة الملك.

في حال كانت كلمات الرّئيس أوباما عن الإرهاب أكثر من مجرد خطاب، تحتاج الحكومة الأمريكية إلى التكلم بصوت عال عن قضية حسين جواد وإلى تذكير حليفها العسكري، أي البحرين، بأن إسكات المعارضة تغذية للتّطرف العنيف.

التاريخ: 23  فبراير/شباط 2015

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus