بعد ستة أيام متواصلة من التعذيب، حسين برويز: اعترفت لأني لا أريد العودة للجحيم ثانية

2015-02-22 - 5:14 م

مرآة البحرين (خاص): لم يكن مكتب التحقيقات الجنائية بخيلا في بسط الحكم على حسين برويز حين طمأنه المحققون: بنعطيك مؤبد. 

ولم يكن حسين بخيلاً في سرد تفاصيل تعذيبه وانتهاكه حين ذكر كيف أنه أكثر من خمس مرات اضطر للتبول على نفسه بسبب منعه الذهاب لدورة المياه، وكيف كان عاريا أمام امرأة تجرأت بلمس أخص خصوصياته وهو مصمد العينين قائلة: خسارة كنت بتستانس لكن ريحة البول منعتني، وكيف رأى عدداً من المعتقلين يصعقون أمام عينيه، وكيف تم تهديده بأن يُسكتَ أصوات المنظمات العالمية التي تطالب بالإفراج عنه وإلا سيتم الاعتداء على أقرب الناس اليه، فيما لم تكفه اللحظات لسرد تفاصيل التعذيب الجسدي التي ربما لم يستوعب أن يتعرّض لها (بهذا المستوى من الفقاعة) ناشط حقوقي، ورئيس منظمة حقوقية، عملها رصد الانتهاكات الحقوقية والدفاع عن المنهكين.

ثمة خطوة تسبق التحقيق في مبنى النيابة العامة، هي مرحلة الاستواء على نار عالية لنزع الاعترافات بمبني "التحقيقات الجنائية" بمنطقة العدلية سئ الصيت. هناك ستكون عاريًا إلا من تحميلك قضية كبرى.

لن يتجمٌل النظام هناك، سيكشف عن كل قباحته وسوداويته، كل الانتهاكات التي وثقها حسين برويز منذ أكثر من أربع سنوات هي عمر الثورة بصفته أميناً عاماً للمنظمة الأوروبية لحقوق الإنسان لم تسعفه لحظتها، بدا كل شئ مختلفًا. ما شهده اختصره بجملة واحدة: "لا أريد العودة للجحيم ثانية"، وذلك رداً على سؤال: لماذا اعترفت بما لم تفعل يا حسين؟

بعد ستة أيام من اعتقاله، وبعد أن تمكنت منه هلوسات التعذيب وهذيانه، تم عرضه على رئيس النيابة. السؤال الروتيني: هل تم تعذيبك؟. يجيب حسين: لا. وكل شئ فيه يقول نعم؛ رائحة البول التي تفوح من ملابسه التي لم تتغير منذ لحظة اعتقاله، أثار الأصفاد بين كفيه، الاعترافات التي لُقنها تحت التهديد والتعذيب، راح يُسَمّعها بشرود ثقيل، مثل طالب مدرسة مجبر ومنقاد. تنطبق عيناه بين الجملة والجملة لفرط تعب حِرمانه من النوم والوقوف لمدة اسبوع، عيناه الزائغة الوجلة التائهة، الصعوبة الشديدة لقيامه بالتوقيع على إفادته، يده المثقلة والبطيئة جدًا في التوقيع على كل ورقة، شعره الكث، وأثار التعذيب المختبئة تحت ملابسه.

بعد ساعتين من التحقيق، أصدرت النيابة العامة أمرها بتوقيفه سبعة أيام على ذمة التحقيق يوم أمس 21 فبراير 2015، ونسبت إليه تهمة "جمع وتلقي أموال من الداخل والخارج وباستخدامه تلك الأموال في دعم وتمويل المجموعات التخريبية في نشاطها". نقل على إثرها إلى سجن الحوض الجاف.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus