موقع الجزيرة: البحرين تتّبع أسلوب داعش في عمليات الاختطاف

2015-02-20 - 3:56 ص

جوزيف سابروسكي، موقع الجزيرة أمريكا
ترجمة: مرآة البحرين

تواصل حليفة الولايات المتحدة الرئيسية انتهاكها لحقوق الإنسان من دون محاسبة حفاظًا على "العلاقات الأخوية" على حد زعمه، تعهّد نظام آل خليفة الديكتاتوري في البحرين بتقديم دعم من قوّات الدفاع البحرينية للأردن في حربها على تنظيم داعش. ولكنّ اختطاف النظام للناشط البحريني في مجال حقوق الإنسان، حسين جواد، يوم الاثنين، يشير إلى أنّ الأسرة الحاكمة قد يكون لديها الكثير من القواسم المشتركة مع الخطر الجهادي الذي تدّعي أنّها تحاربه.

واستنادًا إلى تقرير لمنظّمة العفو الدولية، كان أمين عام المنظمة الأوروبية البحرينية لحقوق الإنسان، حسين جواد، مهدّدًا بالتعرّض للتعذيب. وعقب اختطافه من منزله على يد رجال شرطة ملثّمين، تمّ اصطحابه إلى مديرية التحقيقات الجنائية-وهي فرع من فروع وزارة الداخلية السيئة السمعة لقيامها بتعذيب المعتقلين الذين لا يزالون ينتظرون صدور الأحكام ضدّهم.

المنظمة الأوروبية البحرينية لحقوق الإنسان

اعتقل أمين عام المنظمة الأوروبية البحرينية لحقوق الإنسان حسين جواد فجر اليوم وهو لا يزال ينتظر محاكمته في 25 فبراير في قضية أخرى بتهمة إهانة الملك. #البحرين

16 فبراير/شباط 2015

المنظمة الأوروبية البحرينية لحقوق الإنسان

قلق على سلامة المدافع عن حقوق الإنسان وأمين عام المنظمة الأوروبية البحرينية لحقوق الإنسان السيد حسين جواد عقب اعتقاله بمداهمة منزله فجر اليوم. #البحرين

16 فبراير/شباط 2015

ظهرت تقارير، يوم الأربعاء، تفيد بأنّه سيطلق سراح جواد، وفقًا لمحاميته ريم خلف. ولكن عند حلول موعد النشر، لم يعد جواد إلى منزله وعائلته بعد.

لم تكن هذه المرّة الأولى التي يقوم فيها النظام باختطاف معارض سياسي وتعذيبه. البحرين، المحبوبة من قبل الغرب لاستضافتها الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية ولعدائيتها تجاه إيران، ولأسباب أخرى أيضًا، تقمع التظاهرات السلمية والمعارضة السياسية بشكل عنيف في حين لا تقوم بتحقيق الإصلاحات التي أوصت بها اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق إلا تدريجيًّا، وفقًا لتقرير نشر على موقع المونيتور. وفي 14 فبراير/شباط، كانت الذكرى الرابعة لانتفاضة البحرين، التي فشلت واتّسمت، كما كان متوقعًا، باشتباكات عنيفة بين القوى الأمنية والمتظاهرين الذين باتوا مستائين من الحدود المفروضة على التعبير السلمي عن الرأي السياسي.

زوجة جواد، أسماء درويش، رئيسة قسم الإعلام والمعلومات في المنظمة الأوروبية البحرينية لحقوق الإنسان، استعانت بموقع تويتر يوم الاثنين للإعلان عن اختطاف زوجها، وحذا حذوها الكثير من الناشطين في مجال حقوق الإنسان. وقالت المنظمة الإيرلندية لحقوق الإنسان، فرونت لاين ديفندرز، إنّ "رجالًا ملثّمين بلباس مدني" اختطفوا جواد واحتجزوه من دون إمكانية للتواصل لمدّة عشر ساعات قبل أن يسمحوا له بالاتصال بزوجته عبر الهاتف.

واستنادًا إلى تغريدات درويش حول حديثها الهاتفي مع زوجها، من الممكن أن يكون قد تعرض للتعذيب.

أسماء درويش

بدا صوته ضعيفاً جدًا ومتألمًا وقال فقط 4 كلمات. أنا واثقة من أنّه تعرّض للتعذيب وسوء المعاملة. #البحرين

16 فبراير/شباط 2015

أسماء درويش

اتصل زوجي #حسين_برويز للتو لأربع ثوانٍ فقط وقال إنّه بخير. وعندما سألته إن كان قد تعرض للأذى أجاب بنعم. هو الآن في مبنى التحقيقات الجنائية. #البحرين

16 فبراير/شباط 2015

يذكرنا الرّوع الذي يشعر به أحبّاء الضحايا في حوادث مماثلة بالألم الذي تعيشه أسر ضحايا تنظيم داعش.

قالت لي درويش عبر سكايب إنّ: "مداهمة رجال ملثمين لمنزلك عند الفجر أمرٌ مخيف، خاصّة وأنت تحمل طفلك البالغ سنتين من العمر بين يديك. أنا قلقة للغاية. عندما اتّصل بي حسين، تلك المكالمة الوحيدة...سمعت ضجيجًا وأصواتًا غريبة. بالكاد تكلّم. تركني منكسرة على نحو لا يمكن جبره-ومع ذلك، أشعر بالمزيد من العزيمة للقتال من أجل استعادة زوجي".


عندما قام رجال ملثّمون من داعش باختطاف سجنائهم وتعذيبهم، كانت للولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة الرّيادة في شجب هذه الأعمال بأشد العبارات. ولكن عند قيام الديكتاتوريات العربية المُفَضّلة لديهم، التي تربطهم بها كل أنواع التّرتيبات المريحة والمصالح الجيوسياسية المتبادلة، باستخدام عنف مماثل وتكتيكات وحشية لقمع الحريات السّياسية، يغض الغرب طرفه في حين يقوم بترسيخ أهدافه السّياسية والعسكرية المكتسبة.

في مقال نُشر مؤخرًا على موقع الميدل إيست آي، كتب حسين عبد الله أنّه يبدو أنّ "الدّول الغربية تلجأ إلى استخدام "نهج الاستقرار مقابل الديمقراطية في الخليج"، إذ يبدو أن ألأولوية الأكبر هي محاربة داعش.

قدّرت الولايات المتحدة الأمريكية تمركز أسطولها الخامس في البحرين، قبل فترة طويلة من ظهور داعش. لكن، وكما يوضح عبد الله، من خلال إظهارها الدّعم للبحرين وغيرها من حلفائها من الديكتاتوريات العربية باسم محاربة داعش، فإن الولايات المتحدة تضمن نوعًا ما نشوء جماعات متطرفة مستقبلية في البحرين من خلال سماحها للنّظام بمواصلة ممارسة انتهاكاته الوقحة لحقوق الإنسان.

بعد سجنه لمدة سنتين بسبب تغريدات كتبها خلال الانتفاضة، حُكَم على الناشط البحريني في مجال حقوق الإنسان نبيل رجب بالسّجن ستة أشهر بعد نشره تغريدة مفادها أن " "الكثير من الرّجال البحرينيين الذين انضمّوا إلى #الإرهاب و #داعش أتوا من أجهزة الأمن وتلك الأجهزة هي الحاضنة الأيديولوجية الأولى لهذه العقيدة."

وكما لو أنّه حريص على الدّفاع عن مزاعمه، قرّر النّظام أن أفضل خطوة يمكن اتخاذها تتمثل في الاقتداء بداعش أي سجنه في قفص لارتكابه الجريمة الأكبر وهي التّجديف بحق الدّولة.

اعتُقِل حسين جواد سابقًا عدة مرات من قبل السّلطات وهو يواجه فعليًا الاتهام بإهانة الملك، وفقًا لتقرير ورد على موقع الميدل إيست آي. يبقى أن نشهد عملية توجيه اتّهامات جديدة له على علاقة باعتقاله مؤخرًا. وتبقى قضيته، مهما بلغ مدى انزعاجنا، واحدة على لائحة طويلة من قضايا الضّحايا الذين كان لديهم الجرأة على التّحدي ومساءلة الديكتاتورية البحرينية، المدعومة من قبل الولايات المتحدة. في أثناء ذلك، يمكن للبحرينيين الاطمئنان إلى أنّ الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي، في أي مكان تواجد فيه ملثمون يلقون الأبرياء في الجزء الخلفي من السّيارة، طالما يتعلق الأمر بالنّوع الصحيح من الأشرار خلف القناع.


النيابة العامة أمرت بالإفراج عن أمين عام المنظمة الأوروبية-البحرينية لحقوق الإنسان حسين جواد منذ حوالي 8 ساعات. لم تتصل مديرية التّحقيقات الجنائية بعائلته لاستلامه بعد.

*جوزيف سابروسكي صحافي مستقل يكتب عن السّياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية والشّرق الأوسط.


18 فبراير/شباط 2015
النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus