بيل لو: البحرين: نظرة إلى الوضع من الخارج

2015-02-05 - 7:05 م

بيل لو، ميدل إيست مونيتور

ترجمة: مرآة البحرين

أجاب خليل المرزوق، وهو من كبار قياديي الوفاق،  أكبر تيار سياسي معارض في البحرين، من دون أي مواربة عند سؤاله عن الطريقة التي يرد بها الغرب على مزاعم الحكومة البحرينية التزامها بتحقيق الإصلاح، إذ قال: "إنّهم يضلّلون أنفسهم ويضلّلون المجتمع الدولي".

في وقتٍ سابق، كان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند قد علّق على مدى الإصلاح الذي تحقّقه المملكة الخليجية. وقد أبدى تعليقاته في مجلس العموم البريطاني في دفاعه عن قرار المملكة المتّحدة بافتتاح قاعدة بحرية في البحرين.

قال هاموند إنّ: "هذه الدولة تسير في الاتّجاه الصحيح". وأضاف أنها "تحقّق إصلاحات مهمّة. وأنّ ولي العهد الذي يتولّى تنفيذ هذه الأجندة، ملتزم بها بشكل مباشر، وقد حقّق تقدّمًا هائلًا في الأشهر القليلة الماضية".

وصرّح المرزوق للميدل إيست مونيتور أنّ: "هذا، في الحقيقة، مخالفٌ لما يحدث في البحرين". فبالنسبة إليه، لم يمنح ولي العهد سلمان والحكومة شيئًا للمعارضة على الإطلاق.

وقال المرزوق: "إذا نظرت إلى القمع الممارس ضد حرية التعبير، ووحشية الشرطة في اعتداءاتها على المتظاهرين السلميين، ومحاكمات الناشطين في مجال حقوق الإنسان، واعتقال الشيخ علي سلمان (أمين عام جمعية الوفاق)، فإنّ ذلك دليل على أن أبسط الحقوق غير موجودة هناك. عندما تنظر إلى هذا الواقع، ترى أنّه لا  إصلاح في البحرين".

والشيخ سلمان، الذي اعتُقل منذ ثلاثة أسابيع، يواجه تهمًا بـ "الترويج للكراهية ضد النظام". ويقول المرزوق إنّ هذه التهم كاذبة وبكل وضوح، مشيرًا إلى أنّ جميع خطابات الشيخ أُلقِيت على مسامع الرأي العام وأنّه كان يدعو باستمرار إلى الاحتجاج السلمي خلال ما يقارب الأربع سنوات، منذ سحق الحركة المطالبة بالديمقراطية على أيدي القوّات الحكومية وجهاز الأمن.

وأردف المرزوق أنّ "هذا الرجل قائدٌ للسلام. وهو الرجل الذي حمى البحرين والمنطقة من موجة شديدة من العنف. لذلك، في حال سمحت بريطانيا والمجتمع الدولي بمحاكمته، فإن ذلك سيُمَكّن النظام الاستئثاري من الاستمرار في قمع البحرينيين. على الجميع، ليس فقط المملكة المتحدة، بل المجتمع الدولي كلّه، المطالبة بالإفراج الفوري عنه، وإسقاط كلّ التهم الموجّهة إليه".

وقال المرزوق إنّ الحرب ضد تنظيم داعش أبعدت اهتمام الغرب عن قضايا حقوق الإنسان والدعوة إلى إصلاح ديمقراطي في البحرين. وهذا، من وجهة نظره، لا يساهم إلا في إذكاء نار الإرهاب الجهادي:

"اثنان من أبرز مصادر التطرّف هما عدم الإنصاف والظلم. الجميع ضد داعش، والجميع يدرك تهديدات داعش، ولكنّ الطريقة الوحيدة لمعالجة الإرهاب هي من خلال اتّباع طريق مواز: العمل العسكري مع إشراك جميع الفئات، واحترام حقوق الإنسان، وجعل الناس يشعرون بارتياح تجاه حكوماتهم. لذا، إن كنتم لا تفعلون ذلك، فأنتم تؤمنون حاضنة للمتطرّفين. وسيزداد عددهم ".

وبالفعل، أدين رجب في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع وحكم عليه بالسجن لمدّة ست أشهر بتهمة إهانة مؤسسة رسمية والجيش في تغريدة له على موقع تويتر. ويستأنف رجب الحكم حاليًا ولكنّه ممنوع من السفر خارج المملكة.

وأضاف المرزوق: "أظن أنّه بالنسبة إلى نبيل رجب وغيره من المتّهمين، مجال العمل يتقلص شيئًا فشيئًا. الناشط الحقيقي الوحيد البارز في مجال حقوق الإنسان الذي لم يدخل السجن بعد أو يطرد من البلاد هو نبيل رجب. لذا، في حال اعتقاله وزجّه في السجن أو ترحيله، لن يبقى أحد ليدافع (عن حقوق الإنسان) في البحرين. وفي ظل كل المشاكل التي تعانيها البحرين، لن يأتي هذا الأمر بالنفع على البلاد".

وأعرب المرزوق عن قلقه من قيام البحرين، في ظل انشغال العالم بتنظيم داعش والحاجة إلى توفير الأمن في الحرب على الإرهاب، بحظر كل الجمعيات السياسية، إذ قال إنّ "مزاج النظام ينذر بالقضاء على مساحة العمل السياسي. وهذا أمر خطير جدًا. لا ينبغي على المجتمع الدولي السّماح بحدوث ذلك (أي الحظر)".

وقال القيادي في جمعية الوفاق إنّ الكثير من الناس في البحرين يشعرون بأنّ العالم الخارجي قد تخلّى عنهم:

"على الرغم من أنّ الناس مواظبون على الدعوة إلى تحقيق مطالبهم، لكنهم يرون أنّ المجتمع الدولي لا يمد يد العون لهم. ويلحظون النفاق في دعم الغرب للأوكرانيين والسوريين أو في حديثه عن ضرورة إشراك الجميع في العراق ولكنهم ( أي الغرب) لا يتحدّثون عن البحرين. يشعر النّاس بنفاقهم".

وأكّد المرزوق أنّ قرار الوفاق بمقاطعة الانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي كان صحيحًا. لقد أغضب قرار المقاطعة الحكومة البريطانية وانتقده كل من الأصدقاء والأعداء على حدٍّ سواء. غير أنّه بقي غير مستعد لتقديم اعتذار:

"لو أنّنا شاركنا في الانتخابات، لشرعن ذلك الوضع الظالم القائم حاليًا. ولا نقطع الأمل في تغييره، لأنّ المجتمع الدولي  لم يرد إعطاءنا أي ضمانات بأنّه سيدعم الإصلاح الحقيقي في حال شاركنا في الانتخابات. أرادوا أن يكونوا قادرين على القول "إنّكم شاركتم والوسائل متاحة لكم داخل النظام لتحقيق التغيير". غير أنّنا جربنا ذلك على مدى 12 عامًا. لم ينجح هذا الأمر حينها ولن ينجح أبدًا. لذا، نعتقد أنّنا اتّخذنا القرار الصحيح ونشعر أيضًا أنّ المجتمع الدولي غير موقفه من دعم الإصلاح إلى دعم النظام".

ومع خروج الوفاق من مجال العمل السياسي وازدياد الشعور بأنّ العالم نسي نضال البحرين لتحقيق الديمقراطية، ما من شيء يدفع خليل المرزوق إلى التفاؤل:

"لا نرى اهتماما لدى الأسرة الحاكمة أو حلفائها الاستراتيجيين بمعالجة الأوضاع في البحرين، وإنهاء الأزمة ومحاولة إيجاد تسوية. كان لدينا بعض الأمل في السنوات الثلاث الماضية ولكنّنا لا نراه الآن. لا يعلم أحد ما الذي سيحدث ولكن ذلك لن يكون إيجابيًا".

النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus