المسقطة جنسياتهم: كل قلوب الناس جنسياتنا... فلتسقطوا عنا جواز السفر

2015-02-01 - 4:09 ص

مرآة البحرين: قال الإعلامي والصحافي عباس بوصفوان المقيم في لندن إن ضميره مرتاح "وأنا وكل من أعرف من ناشطين، مستعدون لمواصلة العمل المناهض للدكتاتورية في البحرين حتى يأذن الله بالتغيير"، وذلك في أول تعليق له على إسقاط جنسيته.

وأوضح في سلسلة تغريدات على حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" إن "إسقاط الجنسية يعكس غياب المبادرة من قبل حكومة البحرين تجاه التأزم المزمن، كما تعكس قائمة الأسماء جملة التحديات التي تواجه حكم آل خليفة". 

بدوره، علق المدون والناشط في منظمة "بحرين ووتش" على عبدالإمام "قبور أجدادي موجودة في مقبرة النبيه صالح وتمتد إلى أكثر من 800 عاما، لكن لا يوجد ذكر لعائلة آل خليفة قبل 300 عاما لا في البحرين ولا في غيرها". وكتب الناقد علي الديري، قائلاً "إن إسقاط جنسيتي لا يعني أني لست ابن صباح عبدالحسين فإنه لا يعني أني لست ابن البحرين".

وكان ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة قد أمر اليوم بإسقاط الجنسية البحرينية عن 72 مواطنا، بينهم ناشطون وإعلاميون يعيشون في الخارج. وتولّت وزارة الداخلية الإعلان عن صدور "المرسوم" الذي لم يحمل رقما ولا توقيعا، بحسب ما تقتضي الإجراءات القانونية.

ونشرت وكالة أنباء البحرين المرسوم الملكي عصر اليوم السبت 31 يناير/كانون الثاني 2015، وقالت إنّه صدر بناء على عرض وزير الداخلية وبعد موافقة مجلس الوزراء، دون أي إشارة للملك. ودستوريا، لا تصدر المراسيم إلا عن الملك أو من ينوب عنه، وهي تذيّل بتوقيعه ومحل الإصدار وموعد التنفيذ.

وقال بوصفوان "تضم قائمة إسقاط الجنسية توجهات عدة: جهاديون، دواعش، معارضون، إعلاميون، سنة، شيعة، عرب، عجم، ما ينبؤك بأن تحديات نظام البحرين كبيرة جدا".

وتابع "ينتشر المسقطة جنسياتهم في طول الأرض وعرضها: البحرين، بريطانيا، استراليا، لبنان، إيران، قطر، ودول أخرى عديدة"، معتبراً بأن "العدد الكبير لإسقاط الجنسية وتنوعهم وانتشارهم في العالم دليل إخفاق جلي للنظام، ولو عدد سكان البحرين ملايين لضمت القائمة عشرات الآلاف". ورأى بأن "منتسبي داعش لا يشكلون خطرا داهما على نظام البحرين، لكن إسقاط الجنسية عنهم جزء من محاولة الانخراط فيما يسمى غربيا الحرب ضد الإرهاب".

وهذه هي الدفعة الثانية من إسقاط الجنسيات في البحرين، منذ العام 2012، فضلا عن تمكين القضاء من الحكم بإسقاط جنسيات متّهمين في بعض القضايا.

وفي حين كانت الغالبية الساحقة من الأسماء في قائمة المسقطة جنسياتهم من المواطنين الشيعة، المعارضين للنظام، كان لافتاً أن من بين القائمة مجموعة من السنّة المتطرّفين، الذين انضمّ بعضهم إلى تنظيم داعش، كـ"تركي البنعلي" أحد أبرز الدعاة المتشدّدين في داعش، وشقيقه محمد البنعلي، ورفاقه، الجودر الذي فجر نفسه مؤخراً في العراق والمرباطي وآخرين.

وأضاف بوصفوان "بأن إسقاط الجنسية من المهاجرين السنة من البحرين إلى قطر يكشف من ناحية ضيق الموالين من حكم آل خليفي الإقصائي"، مشيراً إلى أن "الهجرة السنية من البحرين إلى قطر تعكس التحديات التي تواجه عائلة آل خليفة داخليا وفي علاقاتها الخليجية، خصوصا مع الشقيقة قطر".

وقال إن "العدد الأكبر من إسقاط الجنسية من نصيب المعارضين الشيعة الذين يعرف عنهم أنهم أصحاب رأي، لا سلاح، ويصعب تصنيفهم في خانة العنف"، معتبراً بأن "النظام نجح في تجميع شتات مواطني البحرين، وهذا يوضح أن أزمته مع طيف واسع من الناس وعلى رأسهم الإصلاحيين الشيعة".

وأضاف بأن "قائمة إسقاط الجنسية بين "إصلاحيين" و"ثوريين" في المعارضة، وهذا أدعى لتجميع المعارضين"، على حد تعبيره.
وكتب الدكتور إبراهيم العرادي "بعد إسقاط جنسيتي: لامقارنة بيني وبينكم ياعوائل الشهداء في التضحية بل أنا مرتاح بأني من المضحين ولو بقليل".

فيما استعان الناشط حسين يوسف ببيت شعر لمحمود درويش معلقاً على قرار إسقاط جنسيته "كل قلوب الناس جنسيتي... فلتسقطو عني جواز السفر".

وأضاف المدون علي عبدالإمام في نفس السياق "قام حاكم البحرين بإسقاط جنسيتي البحرينية، بدون محاكمة وبدون تهم واضحة أو أدلة، عائلتي موجودة في البحرين منذ أكثر من 800 عاماً، أي قبل آل خليفة". وقال "اسمي هو علي حسن عبدالله علي محمد عبدالله عبدالإمام المتوج البحراني، أصولي تعود إلى عائلة المتوج من سكنة جزيرة النبيه صالح". وأضاف "قبور أجدادي موجودة في مقبرة النبيه صالح وتمتد إلى أكثر من 800 عاما، لا يوجد ذكر لعائلة آل خليفة قبل 300 عاما لا في البحرين ولا في غيرها". وأشار إلى أنه "لن يغير هذا القرار في داخلي أي شيء، فأنا وقت الجنسية مثل ما بعد الجنسية، أنا من البحرين". وتابع عبدالإمام "إن كان القرار القصد منه رسالة لمن يتحركون في الداخل فالنظام لم يفهم أن من صمدوا أربع سنوات وتقدموا للموت لن يرهبهم التهديد بالجنسية". وقال "البارحة نمت وأنا من البحرين، غدا سأستيقظ وأنا من البحرين، سيكتبون في الأوراق الرسمية "بدون" ولكن جنسيتي هي قلوب أهل أوال لا قصور الرفاع".

وعلق الناطق باسم حركة "حق" عبدالغني خنجر قائلاً "إسقاط جنسيتي يزيدني عزما على مواصلة الطريق نحو الحرية وهو جزء من ضريبة لابد من تقديمها في طريق مقارعة الجور الخليفي فأرجو من الله أن يثبتنا". وأضاف "يعتقد النظام الخليفي المتخلف أن إسقاط جنسية عشرات النشطاء قد يوفر له أوراق ضغط على المعارضة ويوقف الزخم الثوري وهذا اﻹعتقاد هو وهم".

الشيخ محمد علي التل كتب قائلاً "أنا جنسيتي بحراني، وﻻ عبرة بقراراتكم أيتها العصابة المجرمة، وسيأتي اليوم الذي نقول فيه لكم ارحلوا". وأضاف "أتحدى عصابة آل خليفة أن تثبت علنا قبل 250 سنة أين كانت تسكن قبيلتهم؟ كما سأثبت أين كانت تسكن عائلتي؟".

الناشط يحيى الحديد كتب قائلاً "فلتسمع يا حمد.. سلبك لجنسيتي لن يكون عائقا أمام دفاعي عن شعبي المظلوم وعن أرض أوال التي علمتنا معنى الحرية وإليها سنعود". وأضاف "الانتماء للوطن لا يكون ببطاقة وجنسية يا حمد.. البحرين هي أرضنا ووطننا كانت ولا زالت وستبقى".

وفي تعليقها على ذلك، قالت جمعية "الوفاق" الوطني الإسلامية إن النظام البحريني يسعى إلى خلط الأوراق بين المواطنين المعارضين الذين يطالبون بالديمقراطية وحملة السلاح في الخارج من المنتمين إلى تنظيم "داعش". وقالت في بيان اليوم السبت "لوحظ ممن أسقطت عنهم الجنسية هم من حملة السلاح والمحاربين في الخارج يعتقد أن لهم علاقة بداعش في محاولة خلط أوراق بين المعارضين ومن يقومون بأعمال إرهابية في الخارج، وما يقارب 50 مواطناً ممن اختار أن يكون معارضا لأسباب تتعلق بالمطالبة بالتحول الديمقراطي في البحرين".

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus