بحرين ووتش: عبوات الغاز المسيل للدموع البرازيلية سبب وفاة عبد العزيز السعيد

2015-01-27 - 2:01 ص

رضا الفردان، منظمة بحرين ووتش

ترجمة: مرآة البحرين

في 17 يناير/كانون الثاني 2015، توفي عبد العزيز السعيد في منزله في البلاد القديم بسبب استنشاقه الغاز المسيل للدموع، وفقًا لتصريح أدلت به عائلته. وقد تلت وفاته حملة قمع من قبل الشرطة للمحتجين في المنطقة، المطالبين بالإفراج عن أمين عام جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان. وقد نشر ناشطون فيديوهات تظهر فيها الشرطة وهي تطلق كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع ردًا على المحتجين.


وقد نشر الناشط البارز في مجال حقوق الإنسان نبيل رجب صورة لعبوة غاز مسيل للدموع وجدها أمام عتبة منزل السعيد إلى جانب مخلفات عبوات الغاز المسيل للدموع الموجودة في مكان قريب. وتتناسب هذه المخلفات مع منتجات الغاز المسيل للدموع من شركتي رينميتال دينيل للذخائر الألمانية ( ألمانيا/جنوب أفريقيا) وكوندور نو-ليتال للتكنولوجيا (البرازيل). ومع ذلك، وحدها شركة كوندور تمتلك مقذوفات داخلية تتوافق مع تلك الظاهرة في الصورة التي نشرها نبيل رجب.

غازات 2


 تظهرالصور التي نشرها نبيل رجب الغلافات الخارجية لعبوات الغاز المسيل للدموع من شركتي رينميتال دينيل للذخائر الألمانية ( ألمانيا/جنوب أفريقيا) وكوندور نو-ليتال للتكنولوجيا (البرازيل) قرب منزل السعيد، ومقذوفة داخلية (انظر الصورة أدناه) مع عبوة غاز مسيل للدموع كوندور (البرازيل) على عتبة منزل السعيد (اليمين).

وتحمل عبوات الغاز المسيل للدموع من نوع كوندور، والتي استخدمتها الشرطة البحرينية، علامة GL 203/L Multiple Tear Gas Charge,، والتي تحتوي على 5 مقذوفات في كل عبوة، وعلامة 203 GL/T Triple Tear Gas Charge، والتي تحتوي على 3 مقذوفات في كل عبوة. وكلتا العبوتين مسجلتان على لائحة كوندور للغاز المسيل للدموع Condor's CS gas munitions list .

غاز 44

صورتان لعبوات غاز مسيلة للدموع من نوع كوندور نشرهما @ALSDDY، تظهران مقذوفات داخلية بجانب الغلاف الخارجي. قارن المقذوفتين بتلك الموجودة في الصورة أعلاه.

وقد ظهرت عبوات الغاز المسيل للدموع البرازيلية في البحرين منذ العام 2011. في ذلك الوقت، نفى كل من وزير الخارجية البرازيلي وشركة كوندور قيامهم بتصدير الغاز المسيل للدموع إلى البحرين، ملمحين إلى أنه قد تكون تمت إعادة تصديره إلى البحرين من قبل دولة مجاورة تابعة لمجلس التعاون الخليجي. وفي حين زعم وزير الخارجية البرازيلي أنه يحقق في عملية إعادة تصدير مماثلة، لم يتم الإعلان عن أي نتائج لهذا التحقيق.

غاز 5


عبوات غاز مسيل للدموع تم إطلاقها على المحتجين في البلاد القديم ( الصورة في الأعلى 30 ديسمبر/كانون الأول 2014 ) والدراز (الصورة في الأسفل 2 يناير/كانون الثاني 2015).

في العامين 2012 و2013، كانت أغلب أنواع عبوات الغاز المسيل للدموع الملحوظة من قبل بحرين ووتش هي تلك المُصَنّعة من قبل شركة دايكوينغ الكورية للكيماويات، وشركة رينميتال دينيل للذخائر الألمانية. وفي يناير/كانون الثاني 2014، نجحت حملة "أوقفوا الشحنة#" التي أطلقتها بحرين ووتش في عرقلة تصدير شركة دايكوينغ للكيماويات لكمية غير مسبوقة بلغت 3 ملايين عبوة من الغاز المسيل للدموع إلى البحرين. وفي نهاية العام 2014، لاحظت بحرين ووتش وآخرون ازديادًا في عدد العبوات البرازيلية.

غازات 4


عبوات الغاز المسيل للدموع البرازيلية تم تصنيعها من قبل شركة كوندور في فبراير/شباط 2014 وهي تحمل تسمية CSL-N.

وقد صور محتجون أرقام الأنواع والأرقام التسلسلية لعدة عبوات. وكان أكثر رقم نوع شائع رأيناه مؤخرًا هو CSL-N. والأرقام التسلسلية للعبوتين أعلاه هي AEYR14 و.AFQY14.

ووصف المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة استخدام الحكومة البحرينية للغاز المسيل للدموع بأنه "غير متناسب" و"مفرط" في حين وصفته المنظمات غير الحكومية مثل "أطباء من أجل حقوق الإنسان" بـ "غير مسبوق" و"مميت". وكذلك، كتبت اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق في تقريرها أن الشرطة البحرينية استخدمت الغاز المسيل للدموع بطريقة "غير ضرورية" و"عشوائية". ووفقًا لمنظمة أطباء من اجل حقوق الإنسان، فإن استخدام الغاز المسيل للدموع من قبل الشرطة البحرينية تسبب بـ 39 حالة وفاة على الأقل.

غازات 7

أكثر من 60 عبوة غاز مسيل للدموع من نوع كوندور (الخطوط الزرقاء) استخدمت في أبو صيبع في 17 ديسمبر/كانون الأول 2014 (المصدر @AbusaibaMedia)

كانت شركات الأسلحة تستفيد من الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان بحق الشعب البحريني على مدى السنوات الأربع الماضية. وتدعو منظمة بحرين ووتش البرازيل وشركة كوندور لتوضيح ما إذا كانوا قد سمحوا بتصدير عبوات الغاز المسيل للدموع إلى الشرطة البحرينية، أو ما إذا كان الغاز المسيل للدموع نتيجة لعملية إعادة تصدير غير قانونية من خلال بلد آخر.

في الحالة الثانية، يتوجب على الحكومة البرازيلية وشركة كوندور اتخاذ إجراءات ضد البلد العميل المخالف. تتحمل الحكومة البرازيلية وشركة كوندور مسؤولية أخلاقية وقانونية للتحقيق في الاستخدام الحالي للغاز المسيل للدموع البرازيلي المُصّنع في البحرين. عبد العزيز السعيد هو مع ذلك ضحية أخرى للغاز المسيل للدموع ويجب أن تحث وفاته الحكومة البرازيلية على اتخاذ إجراء فوري والانضمام إلى بلدان أخرى، مثل كوريا الجنوبية، في وقف تصدير الغاز المسيل للدموع إلى الحكومة البحرينية، بهدف الحد من خسارة الأرواح البريئة.


26 يناير/كانون الثاني 2015

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus