راديو سوا: ثلاثة إجراءات لحل الأزمة السياسية في البحرين

2015-01-23 - 8:41 م

مرآة البحرين: قال راديو سوا إن محكمة بحرينية قامت في 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بتعليق أنشطة "جمعية الوفاق" (أكبر تنظيم شيعي معارض في البحرين) لمدة ثلاثة أشهر، وجاء القرار قبل أسابيع من موعد إجراء الانتخابات البرلمانية في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، غير أن "الوفاق" استبقت الإجراء وأعلنت عن مقاطعة الانتخابات احتجاجا على عدم إحراز تقدم في مباحثات الإصلاح السياسي التي تجريها مع الحكومة.

وأضافت الإذاعة إن المنظمة الدولية للأزمات أصدرت تقريرا تحت عنوان "التحدي الطائفي في البحرين" أعلنت فيه أن البلد يواجه مرحلة خطيرة من عدم الاستقرار إن لم يتم وبشكل عاجل اتخاذ خطوات لمعالجة الوضع.

واعتبرت الإذاعة أن هناك ثلاثة إجراءات قد تقود للانفراج السياسي في البحرين "التي تعيش غليانا سياسياً منذ 2011" تتمثل في وقف الاعتقالات، فك الارتباط بالسعودية وإيران، ووقف الهجمات على الشرطة.

ونقلت الإذاعة عن منظمات حقوقية قولها إن الاحتقان وفشل الحوار الوطني بين الحكومة والمعارضة في 2013 أدى إلى تواصل اعتقال النشطاء والحقوقيين ورجال الدين الشيعة واعتقال قادة بارزين في المعارضة السياسية، حيث اعتقلت السلطات في 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي زعيم جمعية "الوفاق" الشيخ علي سلمان بتهمة "التحريض على كراهية النظام". واعتقلت أيضا في 14 يناير/كانون الثاني الجاري القيادي في جمعية "الوفاق" السيد جميل كاظم بتهمة "التشويش" على الانتخابات.

وفيما يخص فك الارتباط بالسعودية وإيران قالت الإذاعة إن السلطات البحرينية ترى أن "التيار الشيعي يخضع لأجندات خارجية ويسعى لاستهداف المنطقة بالتمزيق والفتن". وكانت وزيرة الإعلام البحرينية السابقة سميرة رجب قد صرحت لـ "راديو سوا" في مناسبات متكررة إن "التيار الشيعي يستهدف المنطقة بالفوضى والحروب الطائفية والفتن وتمزيق النسيج الوطني"، واصفة إياه بـ"التيار الموالي لولاية الفقيه".

في المقابل، تتهم جمعية "الوفاق" السلطات بـ"الهروب إلى الأمام والتنصل من التزامات سابقة". ووصف القيادي في تكتل "الوفاق" النائب السابق عبد علي محمد، في تصريح سابق لـ"راديو سوا"، من يتهمون حركة "الوفاق" بـ"الموالاة لإيران وممارسة الإرهاب" بـ"غير العقلاء"، معتبرا أن هؤلاء يشكلون "فئة تقتات من التفرقة"، مضيفاً أن "النظام يحتاج إلى أناس عقلاء وهم موجودون في السلطة وليس لمن يقتاتون من المشاكل الطائفية ويؤججون التفرقة بين أبناء الشعب: سنة وشيعة".

وتنفي وزارة الخارجية الإيرانية هذه التهم عبر الوكالة الرسمية للأنباء، غير أن طهران تسلط الضوء باستمرار على الأزمة في البحرين وتحاول تدويلها عبر آلتها الإعلامية.

وتدعو بعض الأصوات المعتدلة في البحرين قادة المعارضة إلى أخذ مسافة من طهران لطمأنة ملايين السنة في الخليج. وقد تؤدي هذه الخطوة إلى تقارب وجهات النظر بين المعارضة والحكومة، ما قد يعجل في حل القضية داخليا، وقطع الطريق أمام التدخلات الخارجية.

يذكر أنه مرت أربعة أعوام حتى الآن على دخول قوات "درع الجزيرة" إلى مملكة البحرين. ففي 14 آذار/مارس 2011 عبرت مدرعات عسكرية سعودية تحمل ألف جندي سعودي مُساندة بـ 500 رجل شرطة إماراتي، جسر الملك فهد الرابط بين المملكتين بدعوة من الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

ويعتبر المساندون لمجيء قوات "درع الجزيرة" أن الأمر كان إيجابيا لأنه ساهم في الحفاظ على استقرار البلد وحمايته من "المؤامرات الخارجية"، في حين يرى المعارضون أنها "قوات احتلال" يجب أن تغادر البلاد، وفق الإذاعة.

وفيما خص مهاجمة الشرطة قال راديو سوا "إذا كان قطاع عريض من المعارضة البحرينية يرفض العنف، فهناك جماعات غامضة تتبنى بين الفينة والأخرى الهجمات على الشرطة. وقد ترتفع أعداد المنخرطين في استهداف قوات الأمن والمباني الحكومية في حالة انسداد الأفق أمام المصالحة الوطنية".

ونقلت الإذاعة عن رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان نبيل رجب قوله لموقع فايس نيوز الناطق بالإنجليزية، إن "السبب الذي دفع مع الأسف بعض الأشخاص إلى العنف هو اليأس"، مضيفا أن "العالم يواجه الشيعة في البحرين بالكيل بمكيالين. فالمصالح تأتي قبل المبادئ عندما يتعلق الأمر بمنطقتنا".

وتساءل "كيف تريد من الرأي العام والمجتمع الدولي أن يصدقك حينما تدافع عن الديموقراطية وأنت تتجاهل كفاح هذا الجزء من العالم".

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus