شجرة شيخ علي سلمان

2015-01-06 - 7:01 م

محمد البحراني*

مع الحياة السياسية، وفهمه مزاج السلطة بالدقة، وخبرته المديدة في فهم الاتجاهات الدولية، غير أنه كان ذا خطاب أخاذ نافذ الكلمة الى القلب، يعمر قلبه حب لشعبه ووطنه، تحركت الجماهير لتعتصم حول بيت الشيخ في منطقة البلاد القديم، تدخل وجهاء البحرين الممثلون في علماء ثلاثة ، هم المرحوم الشيخ منصور الستري، المرحوم الشيخ أحمد ال عصفور ، المرحوم الشيخ سليمان المدني، خاطبهم الحاكم قائلا : لدينا قوة تخمد أي تحرك شعبي يطالب بالإفراج عن الشيخ، الثلاثاء عصرا الموافق 13 ديسمبر 1994.

وبعد أن سربت اللجنة الثلاثية للشعب ماجاء من قبل السلطة من رد يحمل استخفافا وتحديا، انفجرت الثورة، وفي غضون ساعتين انقلبت العاصمة رأسا على عقب، ثم تلتها تظاهرة في قرية الدراز يوم الاربعاء الموافق 14 / ديسمبر1994 أعقبتها تظاهرة كبيرة في منطقة سترة عصر الخميس صادف 15/ ديسمبر 1994، غير أن الجمعة السادس عشر من ديسمبر 1994 كان يوما فارقا في تاريخ الحراك، إذ خرجت تظاهرة كبيرة ومجلجلة من جامع الإمام الصادق ، شاركت فيها الحشود، كان ذلك بعد صلاة الظهرين، حتى أجبرت السلطة على الاعتراف بالاحتجاجات، التي غطتها وسائل إعلامها على نحو سلبي.

بدأت قافلة الشهداء يوم السابع عشر من ديسمبر 1994م السبت ظهرا عندما سقط الهانئان شهيدين ، هاني الوسطي وهاني خميس في منطقة السنابس ، بعد التظاهرة التي خرجت ، من السنابس والديه وجدحفص، لم تكن هذه القسوة من قبل السلطة والتي اعتقلت الشيخ علي سلمان فجر الاحد الخامس من ديسمبر الا غضبا على الشيخ الذي انحاز الى شعبه وكانت مطالبه مساعدة الشباب في تأمين لقمة العيش ، وكيفية إرشادهم الى البحث عن الوظائف والطريقة المثلى الى ذلك وعلى المستوى السياسي المطالبة بتفعيل دور دستوري معلق وهو الحياة النيابية ، التي علقت في 1975 م .

بعد تلك الاحتجاجات التي ألمت بالبلاد عجزت السلطة عن الاحتفاظ بالشيخ ، وكانت شجاعتهم المعنوية قاصرة عن إطلاق سراحه، فعمدت السلطة إلى نفيه، مع السيد حيدر الستري والشيخ حمزة الديري في 5 يناير 1995م إلى الامارات، ثم بعيد ذلك بيومين غادر السرب المهجر إلى بريطانيا، كانت تلك تجربة مريرة للسطلة، لكنهم لايعتبرون، مع انفتاح العالم وقدرة المعارضة المتنامية في ايصال صوتها لآخر الدنيا، ومكانة الشيخ السياسية في البحرين وخارجها، هم غير قادرين على أن ينسجموا مع واقع مغاير، لذلك أرادوا أن يحجبوا أيقونة الثورة (الشيخ علي سلمان) وغاب عن إداراكهم أن الشيخ قد زرع شجرة للحرية في قلب كل بحريني حر.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus