ذاكرة 14 فبراير: بحرينيون في قيادة "داعش"

2015-01-06 - 6:40 م

مرآة البحرين (خاص): حكومة البحرين كانت أول من رحب بالمد الداعشي في العراق. فوزيرة الإعلام البحريني يومها سميرة رجب قالت إن "داعش" اسم يُستخدم للتغطية على إرادة العراقيين في الحرية والكرامة، في حين دعا البرلماني البحريني السابق، السلفي جاسم السعيدي، إلى دعم ما سمّاها "الثورة العراقية"، وهي دعوة كررها النائب الإخواني السابق ناصر الفضالة، في الوقت الذي كانت فيه داعش تتمدّد، وتقتطع مساحات شاسعة من العراق لتؤسس ما سمّتها لاحقا بـ"دولة الخلافة الإسلامية".

وبينما كان العالم يحذّر من "الوحش" الذي يتمدد في العراق وسوريا، ويحشد ضده، كانت أخبار أخرى تنقل من البحرين عن تجنيد مقاتلين لداعش في المحرق، وكتابات مؤيدة للتنظيم في "البسيتين"، ومناهج تدريس موحدة تعتمدها الأوقاف السنية وداعش، كما رفع علم التنظيم في مسجد الفاتح، أكبر مساجد البلاد.

التقارير الأميركية كشفت أن داعيتين بحرينيين هم من بين 131 داعماً ومموّلا للتنظيم، في حين ظلت الأنباء تتوارد على مدى العام المنصرم عن مقتل بحرينيين في صفوف "داعش" وانضمام ضباط منشقين له، وتولي آخرين مناصب قيادية فيه مثل الداعية المتطرّف "تركي البنعلي". واعترف المسؤولون البحرينيون "بعلمهم" بوجود 100 مقاتل بحريني في التنظيم.

واحتلّت شخصية رجل الدين البحريني المتطرّف تركي البنعلي (30 عاما) مساحة لافتة في التقارير والتغطيات التي واكبت تقدم تنظيم "داعش" في سوريا والعراق. وهو يعد حالياً واحدا من أبرز مفتي التنظيم الإرهابي، وقادته الروحيين. وعكس دخول البنعلي في مفاوضات غير مباشرة مع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI في ديسمبر/كانون الأول 2014 بشأن أحد الرهائن الأمريكيين، المكانة الخطيرة جدا التي يحظى بها ومستوى تأثيره في صناعة القرار داخل تنظيم داعش.

هذه المكانة كانت قد برزت بشكل واضح عندما وصل البنعلي إلى سوريا في فبراير/شباط 2014، وساند البنعلي تنظيم داعش في العراق معلقا على إعلان التنظيم عن تنصيب زعيمه أبو بكر البغدادي "خليفة للمسلمين في كل مكان" بـ"أن هذا وعد الله". وتولى البنعلي مهمة الإعلان عن مقتل البحرينيين المنتمين إلى صفوف داعش في سوريا والعراق.

النائب السلفي عادل المعاودة، والذي كان قد دعم تنظيمات متطرّفة تقاتل في سوريا هو الآخر، أكّد أن معظم المقاتلين البحرينيين في سوريا ينتمون إلى داعش فعلا، في حين بث مراسل "سكاي نيوز" شريطا مصورا تظهر فيه  بطاقات إثبات شخصية ووثائق سفر لمسلحين أجانب انضموا إلى قوات داعش في كوباني السورية، من بينها جوازات سفر بحرينية.

كما انتشر فيديو لأربعة مقاتلين من داعش، وجهوا فيه رسالة إلى "أهل السنة" في البحرين، طالبوهم فيها بمقاطعة "طواغيت"الحكم، ودعوا المنتسبين إلى الشرطة في البحرين إلى التوبة.

وفي جو دولي كان يحشد ضد داعش، أحرجت هذه الأنباء النظام البحريني الذي قال إنه يراقب المتعاطفين. وقالت وزارة الداخلية البحرينية إنها استدعت عددا من العناصر العائدة من القتال في سوريا والعراق، ومنعت سفر كل من يثبت تورطه، إلا أنّها لم تعتقل أحدا من هؤلاء، وانتهت تحقيقاتها معهم بما سمّته "برامج مناصحة"!

وفي 23 سبتمبر/أيلول 2014، أكدت البحرين توجيهها ضربات لمواقع لداعش في سوريا، ضمن الضربات التي نفذها التحالف الدولي، الذي انضمّت له بزعامة الولايات المتحدة الاميركية، لكن هذا الإعلان البحريني لم يمنع من توجيه انتقادات داخلية ودولية لسياسات بحرينية صبت في خدمة داعش.

وفي الأسبوع الأخير من ديسمبر/كانون الأوّل، حذّر وزير الداخلية البحريني في اجتماع ضم عدداً من الشخصيات السياسية والمجتمعية الشيعية، من "مخطار محتملة قادمة من داعش"، وأشار إلى أن وزارته تتحسب جيدا لهذه التهديدات. إلا أن تيارات معارضة قرأت في كلام الوزير تهديدات، في حين تخوفت أخرى من تنفيذ السلطة هجمات دموية ونسبها إلى "داعش".

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus