ذاكرة 2014: ناصر بن حمد … من المحاكمة في بريطانيا إلى سباق الترايثلون

2015-01-03 - 10:33 م

مرآة البحرين (خاص): كان 2014 عاما عصيبا على نجل الملك البحرني ناصر بن حمد. صورة "أمير التعذيب"، ابن الملك المدلّل، غزت الإعلام العالمي بعد إصدار محكمة بريطانية في 7 أكتوبر/تشرين الأول حكما برفع الحصانة عنه تمهيداً لمحاكمته.

وخلال ساعات من صدور الحكم تناقلت الخبر كبرى وسائل الإعلام العالمية، من بينها صحيفة "الغارديان"، "الإندبدندت"، "التيليغراف"، و"ديلي ميل". وقالت "بي بي سي" إن القرار يفتح الطريق أمام إلقاء القبض على الأمير البحريني.

وفي إشارة إلى عدم اكتراث حكومة ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني بحكم المحكمة العليا في لندن، زار السفير البريطاني في البحرين إيان ليندزي، ناصر بن حمد بعد يومين من صدور حكم المحكمة، وبدا أن الزيارة حملت تطمينات سياسية، بأن الحكومة البريطانية تتعامل مع نجل الملك كشخصية تحمل ثقلاً لدى الخط الدبلوماسي البريطاني.

بدوره، وبعد ساعات من استقباله السفير البريطاني، كتب نجل الملك ناصر بن حمد قصيدة متحديا خصومه واصفاً إياهم بـ"خونة الدار". وفيما يشبه الاعتراف بما ارتكبه من جريمة تعذيب معتقلين سياسيين، قال ناصر إن ما فعله كان لحماية الدار "فأين الغرابة في ذلك"!

تبعات الحكم البريطاني لاحقت ناصر بن حمد إلى باريس، إذ تناولت وسائل الإعلام الفرنسية ردود الأفعال التي أدانت زيارة ناصر لباريس من أجل حضور سباقات النورماندي في أغسطس/آب، كما أثارت صحيفة اللوموند الفرنسية في أكتوبر/تشرين الأول قضية الحصانة الدبلوماسية التي يتمتع بها ناصر في فرنسا، وتساءلت إذا ما كان الحكم البريطاني سيغير في نتيجة الشّكوى التي قدّمتها الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان في فرنسا، بالتّهمة ذاتها، أم أنّ ناصر سيفلت من العدالة الفرنسية.

وكان الحدث الثاني الذي أثار ردود فعل محلية غاضبة بسبب ناصر بن حمد هو سباق الترايثلون الذي أقامه في 6 ديسمبر/كانون الأول 2014. حوّل ناصر بن حمد البلد إلى ساحة لعب كبيرة، لا مكان فيها لغير دراجاته الهوائية. وزارة الداخلية الموظفة إلى مقام سموه، أخلت الشوارع من كل أشكال الحياة بكل طوارئها وضرورياتها وملحّاتها، لأن ابن الملك اختار هذا اليوم ليركض في الشارع.

في مساء اليوم نفسه، جرى تعميم توجيهات رسمية على جميع الصحف الرسمية بأن لا تنشر أي شيء عن الحدث وتبعاته، بعد أن ضجت مواقع التواصل الاجتماعي ساخطة، معتبرة ما حدث استهتارا مترديا بكرامة المواطن واحتقارا مزريا. ضج الجميع (موالون ومعارضون) بما تعرضوا له من تعطيل مضر وسفيه، من أجل نزوة طارئة لابن الملك، اختتم بها عامه العصيب.

 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus