الغريفي: لا جدوى من لقاءات لا ترتقي لمستوى الحوار الجاد

2014-12-27 - 3:57 م

مرآة البحرين: اعتبر رجل الدين الشيعي البارز السيدعبدالله الغريفي إن "الإصرار على تغييب الحوار الحقيقي راكم التعقيدات، وأبقى الأوضاع المأزومة في البحرين "فلا جدوى في لقاءات لا ترقي إلى مستوى الحوار الجاد" مؤكداً أن "الأزمة البحرينية «سياسية بحتة»، وأنه يجب معالجة الأسباب الحقيقية للأزمة".

وشدد الغريفي في خطبته يوم أمس الجمعة 26 ديسمبر/كانون الأول بجامع الإمام الصادق في الدراز على أن "الحوار الحقيقي الجاد والصادق هو القادر على إنتاج «رؤية مشتركة» قادرة على أن تقارب الأزمة بكل موضوعية، وبعيداً عن كل أشكال التخندق والانحياز، وأن تكتشف الأسباب، وتضع العلاجات"، على حد قوله.

وأضاف، بحسب الوسط "لا نريد لهذا الوطن أن يعيش هذه المخاضات القاسية، والأوضاع المأزومة، والمنعطفات الصعبة. ولا نريد لهذا الوطن أن تزهق فيه أرواح، وتسفك فيه دماء، ويسقط فيه ضحايا وجرحى ومعلولون، ولا أن يكون فيه سجون، ومعتقلات وزنزانات، ولا أن يكون فيه عنفٌ وإرهابٌ وتطرف، ولا أن يكون فيه تمييز أو طائفية أو مذهبية، ولا نريد لهذا الوطن أن يكون فيه عاطلون ومفصولون ومحرومون، ولا أن يكون فيه كل ما يسيء إلى سمعته ودينه وتاريخه وأصالته".

وتسائل هل في هذا الوطن أزمة؟ مجيباً "كل المتابعين لأوضاع هذا البلد يقولون هناك أزمة؟ النظام يقول إنها أزمة أمنية، وهي إنتاج قوى معارضة، وعبث شارع، وخطابات فتن، وممارسات تأزيم، فيجب أن تتوقف هذه المنتجات بكل معطياتها المتحركة على الأرض من احتجاجات ومسيرات وأعمال شغب، لكي تتوفر الأجواء الملائمة لانطلاق العملية الإصلاحية السياسية. وفي المقابل تطرح قوى المعارضة وقوى الشارع رأياً معاكساً، يقول: إن الأزمة في هذا الوطن هي أزمة سياسية بامتياز وهذه الأزمة إنتاج النظام، وقد أنتجت الأزمة السياسية تداعيات أمنية ومواقف قوى معارضة، واحتجاجات شارع".

ورأى أنه "من الخطأ الفاحش التعامل مع هذه التداعيات والمواقف والاحتجاجات كأسباب للأزمة السياسية، في حين هي من منتجاتها، فالمنطق الرشيد يفرض أن تعالج الأسباب قبل النتائج، وإذا انعكس الأمر فسوف تبقى الأسباب وتبقى منتجاتها، وتبقى الأزمة السياسية".

وأكد على ضرورة "أن تتجه المعالجات إلى أسباب الأزمة الحقيقية وهي أسباب سياسية بحتة وعندها تنتهي التداعيات والاحتجاجات بلا حاجة إلى هذا الكم من العنف الأمني الذي كلف هذا الوطن أثماناً باهظة من دماء وأرواح، واعتقالات، وملاحقات، واستنفارات، وخسائر مادية، وعرض سمعة الوطن إلى الكثير من الاهتزاز، وإلى الكثير من النقد، وأدخل البلاد في مآزق سياسية واجتماعية واقتصادية، وعقد مسارات الإصلاح، وعطل أشواط الحل، وغيب خيار المصالحة" على حد قوله.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus