ديفنس نيوز: صفقة القاعدة البريطانية في البحرين قد تؤدي إلى صفقات لبيع مقاتلات "تايفون"

2014-12-17 - 3:25 ص

أندرو تشاتر، ديفنس نيوز
ترجمة: مرآة البحرين

تعزّزت آمال بريطانيا في بيع طائرات "تايفون" الحربية ومعدّات دفاعية وأمنية أخرى للبحرين بالاتفاق الذي تمّ عقده مؤخرًا بين البلدين من أجل توسيع منشآت البحرية البريطانية في قاعدة ميناء سلمان البحرية في الخليج العربي، كما صرّح بعض المسئولين التنفيذيين والمحلّلين في قطاع الصناعة العسكرية.

وقال دوغ باري، وهو خبير في الطائرات العسكرية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إنّ: "الجو العام الذي خلقه هذا الاتفاق لإنشاء القاعدة البحرية لا يفيد إلّا العلاقات الدفاعية بين الطرفين. فهذه العلاقة الاستراتيجية الوطيدة بين الحكومتين تعطي فرصة عظيمة للتعاون الدفاعي، بما في ذلك احتمال إبرام صفقات لبيع معدات دفاعية."

وأشار أحد المسئولين التنفذيين في هذا القطاع إلى أنّ الطّائرات الحربية، ومعدّات الأمن البحري، والحماية الإلكترونية، وحماية الحدود هي ضمن قطاعات التصدير التي قد تستفيد من توطّد العلاقات بين البلدين.

ويضيف أنّ "العلاقة المحتملة قد توفّر الكثير من الفرص لنشوء شراكة غير محصورة ببيع طائرات "تايفون" أو صادرات الأسلحة الدفاعية. فهناك احتمال إلى ارتباط أوسع بكثير، وقد جرت الكثير من المناقشات بين القوّات المسلّحة لكلا البلدين بهذا الخصوص."
إذ تمّت مناقشة احتمال بيع ما بين 12 إلى 14 طائرة حربية بريطانية من طراز "تايفون" للبحرين على مدى عدة سنوات، وذلك ضمن صفقة من (حكومة إلى حكومة).

وقد قال ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في مناسباتٍ عدّة إنّه يودّ شراء طائرات يورو-فايتر الحربية. غير أنّ بعض كبار المسؤولين في البحرين يطالبون بإجراء تقييم معيّن لطائرات منافسة.

وصرّح المسئول التنفيذي أنّ "البحرينيين يريدون أن يظهروا على أنّهم يقومون بعمل محترف في إبرام هذه الصفقة. ومن الممكن أن تبرز إشارة واضحة على ما سيحدث لاحقًا بحلول موعد استعراضهم الجوّي في [يناير/كانون الثاني] 2016."

وقد سبق وابتاعت السعودية، وهي أقرب حليف للبحرين، طائرات "تايفون" الحربية.

وقد برزت الرغبة في تعزيز التعاون الدفاعي مع توقيع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند ووزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمّد آل خليفة على هذه الاتّفاقية، التي عقدت لتوسيع تواجد البحرية الملكية بقاعدة دائمة في ميناء سلمان.

وفي حديثه مع منتدى أعمال في المنامة في 10 ديسمبر/كانون الاول، قال السفير البريطاني إيان ليندزي إنّ بريطانيا "شريك استراتيجي مفضّل" للبحرين عقب فترة كانت

العلاقات فيها حرجة بين البلدين خلال العام 2011- في إشارة إلى حملة القمع العنيفة التي شنّتها الحكومة البحرينية ضد المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية، والتي لا تزال مستمرة.

وأضاف أنّ صفقة القاعدة البحرية "من الممكن أن تكون الأهم منذ استقلال البحرين" عن بريطانيا عام 1971.

بيد أنّ ليندزي حذّر من المجهول الأكبر بالنسبة للبحرين وهو احتمال تأثير تدنّي أسعار النّفط على الاقتصاد- 86% من إيرادات الحكومة تأتي من النّفط والغاز.

ولكّن ذلك لن يؤثّر على عملية إنشاء القاعدة البحرية. وعند إتمام عملية البناء، في نهاية العام 2015 تقريبًا، ستمثّل المنشأة الجديدة القاعدة الدّائمة الأولى لبريطانيا في

المنطقة منذ أن خرجت من الخليج العربي عام 1971 كجزء من انسحابها من قواعدها الواقعة شرق السويس.

تملك البحرية الملكية أربع كاسحات ألغام مركزها الدّائم في البحرين، ولكن مدمّراتها وفرقاطاتها في الخليج والمياه المتاخمة تتلقّى الدّعم من هناك أيضًا.

والآن، سيسمح هذا التوسع الذي تبلغ كلفته 15 مليون جنيه استرليني (أي 23.5 مليون دولار أمريكي) لسفن حربية كبيرة بحجم حاملة الطّائرات الجديدة المسماة بـ"الملكة إليزابيث" والتي يبلغ وزنها 65,000 طنًّا بأن ترسو وتتلقى الدّعم من المنشأة البريطانية في ميناء سلمان.

وقد صرّح وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أنّ "هذه القاعدة الجديدة توسع دائم لانتشار البحرية الملكية وستمكّن بريطانيا من إرسال المزيد من السفن الأكبر حجمًا لتعزيز الاستقرار في الخليج."

وقد أفاد متحدّث باسم وزارة الدّفاع أنّ البحرين ستدفع معظم تكاليف توسيع القاعدة، أمّا بريطانيا فإنّها ستتولّى دفع تكاليف التشغيل.

وقد تمّت المباشرة ببعض أعمال بناء منشآت البحرية الملكية، منها بناء مقر جديد للقيادة الميدانية للبحرية البريطانية ومنشأة دعم ومساكن.

وقد صرّح هاموند للصحفيين خلال حوار المنامة، وهو مؤتمر سنوي حول الأمن ينظّمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أنّ أحد الأسباب التي دفعت المملكة المتّحدة إلى تعزيز وجودها في الخليج هو تركيز الولايات المتّحدة الأمريكية على منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وأضاف أنّه يُتوقّع من بريطانيا وشركائها في أوروبا الأخد على عاتقهم المزيد من الحمل في منطقة الخليج بما أنّ الولايات المتّحدة تصب تركيزها على آسيا.

وقد ذكر نائب الأدميرال في البحرية الأمريكية جون ميلر أنّ تعزيز تواجد بريطانيا في الخليج يمثّل أخبارًا سارّة بالنسبة إلى الأسطول الأمريكي الخامس.

إذ صرّح ميلر لديفنس نيوز في المنامة أنّ: "هذه أخبار سارّة جدًّا. بيننا وبين المملكة المتّحدة شراكة وطيدة جدًّا لذلك تعزيز تواجدها يمثّل أخبارًا سارّة لنا جميعًا."

 13 ديسمبر/كانون الأول 2014
النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus