روسيا اليوم: القاعدة البريطانية في البحرين ليست مسألة استقرار وإنما مسألة دور أعظم في المنطقة

2014-12-17 - 2:22 ص

موقع روسيا اليوم

ترجمة مرآة البحرين

قال دومينيك كافاكب، من حركة البحرين للعدالة والتنمية، لموقع روسيا اليوم إن المملكة المتحدة تريد أن تصبح مجددًا لاعبًا دوليًا أساسيًا في الشرق الأوسط، لذا فهي تغض النظر عن انتهاكات حقوق الإنسان والابتعاد الكلي عن أي من أنواع الديمقراطية في البحرين.

يتظاهر الناشطون في البحرين في الوقت الذي تخطط فيه المملكة لاستضافة قاعدة عسكرية بريطانية والتي تم الإعلان عنها في 6 ديمسبر/ كانون الأول. ويقول المتظاهرون إن القاعدة ليس من شأنها إلا أن تخدم مصالح لندن التي تتجاهل انتهاكات حقوق الإنسان في مملكة البحرين. والجدير بالذكر أن معظم قواعد المملكة المتحدة سيق أن  ألغيت في السبعينيات ولكن يبدو أن لندن تريد الآن أن تستعيد نشاط هذه القواعد. وقد أظهرت البحرين اهتمامًا كبيرًا بهذا المشروع وقررت أن تدفع جزءًا من تكاليف بناء القاعدة، وفي المقابل تنوي المملكة المتحدة أن تمد البحرين بالأسلحة.

روسيا اليوم: لماذا تحتاج المملكة المتحدة هذه القاعدة؟ ولماذا تحرص البحرين أن تستضيفها على أراضيها؟

دومينيك كافاكب: لا نعتقد أن بريطانيا تحتاج مثل هذه القاعدة في الواقع. إنها خطأ فادح وخطوة صادمة مخيبّة للآمال. إنها بمثابة صفعة في وجه كل مواطن في البحرين يسعى من أجل الديمقراطية ويريد أن يرى حقوق الإنسان. تشرعن هذه الخطوة الديكتاتورية البحرينية بشكل مطلق، و أي نوع من الشرعنة يعطيها المجتمع الدولي للبحرين يعتبر مسمارًا آخر في نعش أي فرصة للديمقراطية وحقوق الإنسان. لذا، فمن الواضح لماذا يعارض البحرينيون إنشاء القاعدة ولكنه من الصعب أن يفهم الفرد لماذا تحتاجها بريطانيا. نظن أنها موضة سبعينيات "شرق السويس"، فبريطانيا تريد أن تجرب هذا الدور الجديد والعظيم في المنطقة وأن تكون مجددًا لاعبًا دوليًا أساسيًا في الشرق الأوسط، ولكن لسوء الحظ هي تتجاهل تمامًا كل ما يحدث من انتهاكات لحقوق الإنسان في المنطقة وتتجاهل كذلك الابتعاد الكلي عن أي من أنواع الديمقراطية.

روسيا اليوم: ما هي ذريعة السلطات البريطانية للشعب؟ وكيف تفسر البحرين حاجة هذه القاعدة لمواطنيها؟

دومينيك كافاكب: من بين الأشياء التي ذكرتها الحكومة البريطانية في بيانها أن هذه الخطوة ستعنى بشأن الاستقرار في المنطقة وأنها تتعلق بمكانة بريطانيا في العالم. ولكن لا أعتقد أن أحدًا في بريطانيا؛ أي دافع ضرائب بريطاني، يمكن أن يبرهن أن هذه القاعدة تفيد الشعب بأي شكل من الأشكال. أعتقد أننا بحاجة أن نرى الآن بريطانيين عاديين وبرلمانيين ومنظمات غير حكومية وناشطين يجتمعون للقول إن هذه القاعدة لا تبنى باسمهم؛ هذه القاعدة البحرية لا تبنى باسم الشعب البريطاني، بل هي لعبة محللين محضة، يحضّرها هؤلاء الذين يحكمون هذه البلاد، وإنها بالتأكيد لا تعود بالفائدة على السكان العاديين.

روسيا اليوم: يقال إن البحرين قد تستورد أسلحة بريطانية أيضًا. لماذا تحتاج البحرين إلى أسلحة؟ لماذا تحتاج أن تبني ترسانتها؟

دومينيك كافاكب: إنها حقًا مسألة مرتبطة بالشرعية. فالدول الخليجية تبني هذه الترسانات منذ سنوات عدة وإذا نظرت إلى السعودية تجد أن وضعها مشابه لوضع البحرين تمامًا، فالسعودية تملك كميات ضخمة من الأسلحة البريطانية والأمريكية، مع العلم أنه لا يبدو أنها ستسخدم هذه الأسلحة؛ الأمر يتعلق أكثر بموقفهم ومكانتهم في العالم. وكما قلت سابقًا، أحد الحجج التي تذرعت بها بريطانيا هي الاستقرار في العالم. ويمكن الجزم تمامًا أن أي نوع من شرعنة هذه الديكتاتورية لن يحدث استقرارا في البحرين وقد شهدنا هذا الأمر منذ أسابيع مضت عندما طبّل السفير البريطاني للانتخابات في البحرين. ولكن هل أحدثت الانتخابات استقرارًا في البحرين؟ بالتأكيد لم تفعل. فبعد بضعة أيام من الانتخابات شهدنا هجومًا على منزل أحد كبار رجال الدين الشيعة في البحرين، الشيخ عيسى قاسم. لذلك، فإنه من الواضح أن هذه التكتيكات التي تستخدمها بريطانيا لا تحقق الاستقرار ويجب أن نكون واضحين جدًا حول هذا الأمر، فاذا أراد البريطانيون أن يلمسوا استقرارًا في المنطقة، يجب أن يعززوا الإصلاح السياسي وحقوق الإنسان ويحاولوا أن يضغطوا على من يسموهم بالحلفاء لتحقيق هذه الأمور، هذه هي الطريقة الوحيدة التي نحقق الاستقرار من خلالها.

النص الأصلي

بتاريخ: 16 ديمسبر/  كانون الأول 2014    


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus