مرآة البحرين (خاص): دعت رابطة عوائل الشهداء دور النشر إلى مقاطعة معرض البحرين الدولي للكتاب المزمع عقده مطلع العام المقبل، مشيرة إلى أن النظام تورط في قتل وسجن الناشرين وأصحاب الرأي ومن بينهم مقتل الشهيد عبدالكريم فخراوي والمدون زكريا العشيري تحت التعذيب.

الرسالة التي جاءت تحت عنوان "لا تزيفوا آلام الشعب البحريني" قالت إن النظام لم يعد يهتم بالثقافة وإنما يريد من خلال هذا المعرض التغطية على الجرائم التي ارتكبها بحق شعبه... وفيما يلي نص الخطاب الموجه لدور النشر:

يعاود معرض البحرين الدولي للكتاب دورته في البحرين، لكن الكتاب بعد الثورة يختلف عن الكتاب قبل الثورة، ذلك مايدخل على معادلة الثقافة حكاية جديدة وفصل جديد، هو فصل الدم، ذلك الدم الذي ينزف في البحرين من المثقفين ومن الناشرين ومن الشعب المضحي.

تعيد السلطة في كل دورة برنامج الثقافة بعناوينه المختلفة، لتقول إنها تقدر الثقافة، وتحترم المثقفين، لكن الحقيقة المرة التي لا تستطيع السلطة إنكارها، أنها قتلت اثنين على الأقل من عشاق الكلمة، أحدهما ناشر كتب هو .. كريم فخراوي ، وناشط مدون هو زكريا العشيري، هذان الشهيدان قتلا تحت سياط التعذيب في بلدٍ يدعي إحترام الثقافة، وفي بلدٍ يدعي إحترام الكلمة، وفي بلدٍ الأجدر أن يُكرم المثقفون فيه بدل أن يودعوا السجن وينتهي السجن بهم إلى الموت.

في البحرين يرادُ صناعة المشهد الثقافي بصورة يتناسى فيها الألم، هذا مايدعونا كرابطة لعوائل الشهداء أن نوجه نداءنا إلى جميع دور النشر والمكتبات في البحرين وخارج البحرين، لنقول لهم لا تكونوا أدوات تجميلٍ لأنظمةٍ لا تحترم رسالتكم ولا تحترمكم، هي تريد منكم أن تغطوا على جريمتها، لا تريدكم ولا تريد ثقافتكم بل تريد تلميع مكانتها الثقافية، منعت بعض كتبكم من دخول البحرين في أزمنةٍ متعددة، اليوم أيضاً البحرين تمنع بعض الكتب بحجج واهية، وذلك يعني أنها تخاف من الكلمة الحقة.

الدعوة لكم يا أصحاب الضمائر الحية، وأصحاب الكلمة الواقعية، يا زملاء كريم فخراوي .. الذي كان علامة من علامات معارض الكتب، حين كانت شعارات المعارض من أجل الإنسان، لا من أجل التغطية على انتهاكات حقوق الإنسان.

يا ناشري الكلمة، لا تكونوا شركاء في الجرم بإسم الثقافة وتذكروا زملاءكم، الشيخ عبد الهادي المخوضر صاحب دار العصمة المحكوم بالمؤبد، تذكروا الأستاذ رضي الحجيري صاحب مكتبة طاهرة المعتقل بقضية نشر مفبركة، تذكروا الناشر الشهيد كريم فخراوي المعذب بالسجون البحرينية حتى القتل ظلماً، تذكروا المدون زكريا العشيري الذي عذبته السلطة حتى الموت، لإنه كان يرفع صوته قائلا "أنا إنسان قبل أن أكون شيعياً". تذكروا المصور الإعلامي الشهيد أحمد إسماعيل، لقد واجهوا ضوء كاميرته بنار رصاصهم.