في أول رد منه على السلطات... الشيخ عيسى قاسم: عالم الدين الحقيقي لا يوقفه تهديد

2014-11-28 - 9:10 م

مرآة البحرين (خاص): احتشد آلاف المواطنين اليوم في الدراز استجابة لدعوات إلى صلاة مركزية خلف عالم الدين الشيعي الشيخ عيسى قاسم، وخرجوا لاحقا في تظاهرة حاشدة نددوا فيها باستهداف الزعيم الديني الكبير.

وفرضت السلطات طوقا أمنيا على الدراز، عبر نقطتي تفتيش، وتمركز العديد من مركبات الأمن قرب مداخل المنطقة، لكن الآلاف تمكّنوا من الوصول رغم ذلك، ولم تسجّل أية مناوشات أمنية لاحقا.

وفي أول رد منه على السلطات، قال قاسم في خطبة الجمعة إن عالم الدين الحقيقي لا يوقفه تهديد، وأن على السلطة أن تيأس من حصول ذلك، في أبرز إشارة على تحديه ممارسات السلطة ضده، منذ اقتحام منزله الثلاثاء الماضي.

وتفاعلا مع خطاب قاسم رفعت الجماهير هتافات غاضبة خلال الخطبة " ثورة ثورة حتى النصر" و"بالروح بالدم نفديك يا فقيه".

وحول الانتخابات، قال قاسم إن نسبة المشاركة في الانتخابات التي أعلن عنها النظام لا بد وأن تعطيه    طمأنينة كاملة بأن يقدُم بشجاعة على قبول أي مقترحٍ باجراء استفتاء أو انتخاب مضمون النزاهة، وباشرافٍ مشتركٍ بينها وبين الشعب، أو باشرافٍ أو رقابة دولية في أي موضوعٍ من الموضوعات.

وأضاف أن ذلك لا بد أن يدفعها لطرح هذا الأمر على المعارضة تحدّياً منها لها، وإثباتاً على أن الإرادة الشعبية متفقةٌ في أغلبها مع سياستها، معتبرا أن قيام السلطة بذلك سينهي الخلاف.

وأوضح قاسم أن الحكومة تعلم تماماً أيهما أظهرت الانتخابات أنه رأي أغلبية الشعب، وأن النتيجة جاءت كما تعلمها الحكومة تمام العلم، وبلا فتوى دينية.

وجزم قاسم بأنه لو كان الرأي الشرعي عند علماء المعارضة هو استحباب المشاركة، لا ضرورتها ولا وجوبها، لما تخلّف عنها إلا النزر اليسير.

ورأى أن من كان من علماء الدين الحقيقيين لا يتاجرا بدينه مع شعبٍ أو سلطة.

وقال إن  الدولة ينبغي أن تيأس من أن يتاجر أحد علماء الدين الحقيقيين بدينه من أجل مالٍ أو يتوقف عن ذلك من أجل تهديد.

وحول الحراك الشعبي، واستمراره، قال قاسم إن الشعب حين بدأ حراك لم يكن يضع في باله أن الحكومة ستبادر مسرعة للإصلاح، والاستجابة للمطالب بمجرد التحرك.

كما أن الشعب، بحسب قاسم، لم يكن يرى السلطة رؤوفة بالشعب، حريصة على دمه وحرماته ومقدساته، وأنه لا زال يعرف أن لدى الحكومة من قوّة التدمير المشتراة بأمواله ما يكفي لإثمانه، وأنها مستعدةُ بأن تُقدم على كثيرٍ من التدمير كلما سمحت لها الظروف العالمية وأوضاع الأمم والشعوب اليوم بذلك.

وأكد الشيخ قاسم على أن منطلق الحراك، من أوّله وإلى الآن، الشعور بالظلم والذل وسلب الحرية، والتهميش والحرمان والإضعاف وطمس الهوية الإسلامية العامة.

وقال إن الشعب لم يضع لنهاية هذا الحراك سقفاً زمنياً دون لحظة الحل المطلوبة، ولا حداً من المتاعب قبل ذلك الحل "نهاية الحراك أن يتحقق الإصلاح وتبدأ مرحلة جادة من مسيرة العدل الجدي المتطلع إليه وذات سقفٍ مقنعٍ ومتطور".

وقال "مضى من عمر الحراك ما يقارب 4 سنوات، وتصميم الشعب أن يستمر حراكه لأربعٍ وأضعاف الأربع من السنين حتى يتحقق مطلب الإصلاح"

من جانب آخر خاطب قاسم الشعب بقوله "أيها الشعب الكريم.. أيها المؤمنون الأعزّاء.. حقّ لكم على السلطة أن تنصفكم وتستجيب لمطالبكم العادلة" مضيفا "وحقّ لكم على أصحاب المواقع القيادية في حراككم، وعلى الأخوة العلماء الأجلاء أن يقابلوا إخلاصكم بالإخلاص، ووفاءكم بالوفاء، وأن يشاركوكم التضحية، ويكونوا من رموز الفداء".

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus