كاتب فلسطيني: عندما قوطعت الانتخابات البحرينية.. واقترع فيها المقيمون الأجانب!!
2014-11-26 - 5:04 ص
مرآة البحرين: نشرت صحيفة "رأي اليوم" الألكترونية التي يرأس تحريرها الصحافي عبدالباري عطوان، مقالاً للكاتب الصحافي خالد الجيوسي، تحدث فيها عن الأزمة البحرينية والانتخابات البرلمانية التي قاطعتها المعارضة.
وقال الجيوسي في مقاله «الجميع يعلم وإن كان مختلفاً معها أن الثورة البحرينية في العام 2011، قمعت أو أجهضت، وأن رمزها دوار اللؤلؤة في العاصمة المنامة هدم من أساسه ، ولم يبق من أثره إلا ذكريات ورفات من وقفوا عليه مطالبين بأدنى مستويات الإصلاح ، والحريات والمشاركة السياسية العادلة ، وكذلك نعلم أن قوات خليجية "سعودية" وغيرها من دول صديقة من باب المعاهدات الدفاعية المشتركة شاركت في الحلف الخليجي الذي هب لنجدة النظام البحريني القائم ، والذي يشمل في معظم تكوينه الحاكم الطائفة السنية ، وقضوا على "الثائرين" السلميين المطالبين بالإصلاح في مهدهم ، هؤلاء الذين تحولوا بقانون مملكتهم بين ليلة وضحاها إلى "إرهابيين" خارجين عنها ، يريدون إسقاطها وزعزعة أمنها واستقرارها!».
وقال إن «الحكومة البحرينية "النظام" تعتبر أن كل مكونات الشعب الثائرة سلمياً، والمطالبة بالإصلاح والتغيير السياسي ، تابعة ودخيلة وتتبع لطائفة غير طائفتها ألا وهي الطائفة "الشيعية" الكريمة الذين يمثلون 50 إلى 70 بالمئة من تعداد الشعب البحريني ، ويحملون جنسيته، وجذور أجدادهم من هذه الأرض ، يعني أنهم الأكثرية ويحق لهم تولي الحكم وثرواته وتقسيمه وتوزيعه بعكس الوضع القائم حسب الأعراف دون ظلم للأقليات ، إلا أن تعليمات إصلاحهم بحسب مزاعم نظام بلادهم السني تأتي من دول إقليمية أول حرف من اسمها جمهورية إيران الإسلامية بحكم الطائفة والتبعية الدينية التي تجمعهم فيها تقول حكومتهم!».
وتابع «بغض النظر عن مدى صحة هذه الاتهامات التي يعيدها ويكررها نظام البحرين الملكي ، فالأخير على لسان ولي عهده سلمان بن حمد آل خليفة، دعا إلى حل الخلافات العالقة والمشاكل المستعصية بين أبناء الشعب الواحد عن طريق طاولة الحوار، هذه الطاولة التي صنعها على طريقته بنظر المعارضة، وفصلها على مقاسه ، وجاءت فقط لتلبي المصالح في ترسيخ أساس وقواعد أركان حكم والده ، فالملك حمد يتولّى تعيين جميع الوزراء ، وفي هذا الإطار يعهد بالحقائب الوزارية الأهم إلى أفراد من أسرته ، كما أنه يُعيّن مجلس الشورى "الذي يملك أعضاؤه الأربعون ثقلاً موازياً للنواب المنتخبين وعددهم أيضاً 40″ والقضاة ، ومن المستبعد أن يتخلّى الملك تدريجياً عن سلطاته».
وأشار الجيوسي إلى أنه «لم ينتج عن الحوار تقول المعارضة إلا المزيد من القتل والتنكيل والظلم وعدم المواساة بحق "الشيعة" ، وترتب عليه حظر جمعية الوفاق البحرينية لثلاثة أشهر قبيل موعد الانتخابات التشريعية والبلدية ، باعتبارها مخلة تقنياً بأوضاع الجمعيات، وهي تعتبر أكبر حزب شيعي معارض بالبلاد ، في خطوة استباقية اعتبرتها الجمعية تضييقاً للخناق عليها، واستمراراً لنهج هذا الحوار الصوري برأي المعارضين ، وتماشياً مع الديمقراطية الوهمية، شهدت البحرين خلال اليومين الماضيين انتخابات تشريعية وبلدية قاطعتها المعارضة ولم يحضرها إلا أعداد قليلة محسوبة على تيارات سلفية وإسلامية سنية مقربة من النظام»
وقال الجيوسي «المتابع للنظام الانتخابي البحريني الأخير، وصناديقه الاقتراعية التي ظهرت على شاشات التلفزة يستطيع أن يرى بكل وضوح، وإن كان سيراها البعض بشكل آخر يناسبه ، تأثير مقاطعة المعارضة عليها وهشاشتها ، وثبات تفوقهم العددي كأكترية شيعية مؤثرة أمام أقلية سنية حاولت إثبات وجودها على الأقل خلف عدسات الكاميرات ، فتحولت انتخاباتها لمجرد أسلوب صوري يتبادل الاتهامات مع مشككيه».
وأكد أن «النظام البحريني حاول جاهداً إظهار نزاهة انتخاباته، والإقبال الكثيف على صناديقه ، وبرر قلة أعداد الناخبين ببعض الدوائر لعدم شعورهم بالأمان خوفاً من هجمات محتملة مفتعلة، وانتقالهم لغيرها الآمن ، في المقابل أظهرت بعض الفيديوهات والصور المتداولة مشاركة المقيمين من حاملي الجنسية الهندية والباكستانية في الاقتراع البحريني، الذي يذكرنا بأقاويل تؤكد تعمد النظام البحريني منح جنسيته للمقيمين الأجانب من باب زيادة الكثافة السكانية المؤيدة له أو المستفيدة منه ، فتلتف حوله وتدعم ركائز حكمه ووجوده ، مما دفع ببعض المعارضين إلى السخرية وتوجيه شكرهم ومباركتهم إلى الدول المشاركة باقتراع انتخابات بلادهم !».
وأعرب الجيسوي عن اعتقاده أعتقد«أن المعارضة البحرينية كانت محقة في عدم المشاركة بهذه الانتخابات ، فمشاركتها كما عدمها لأن الدعم الملكي للنواب المستقلين شكلياً بالمجلس سيزيد من تعقيد وسوداوية شكل المنظومة التي تستفرد بالحكم ، وتدعمه بشكل أو بآخر ، وهي أيضاً لن تستطيع أن تقر القرارات التشريعية الصادرة عنه أي مجلس النواب ، هذا إن ضمنت مكاناً لها فيه ، فمجلس الشورى المعين بحسب القوانين يستطيع أن يعرقلها ، وبهذا كأنك يابو زيد ماغزيت».
- 2024-12-23علي حاجي: انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في سجن جو المركزي بعد فض الاحتجاجات
- 2024-12-21“سلام” تطالب بالتدخل العاجل لوقف الانتهاكات المتفاقمة في سجن جو المركزي بعد الأحداث الأخيرة
- 2024-12-18ندوة "حقوق الإنسان تحت التهديد": البحرين لم تغيّر منهجها في القمع بل ابتكرت أساليب جديدة للتحايل على المنظمات الدولية والإعلام العالمي
- 2024-12-14السيد عبدالله الغريفي: ما حدث في سوريا فتح شهية الكيان الصهيوني للتوسع والتمدد
- 2024-12-13المرشد يوقع "صعصعة محارب عابر للزمن" في لندن: نحن في حرب هويات