"بلومبرغ": انتخابات البحرين تجرى وسط مقاطعة المعارضة وهي لن تكسر الجمود السياسي

2014-11-22 - 6:42 م

مرآة البحرين (خاص): تنطلق انتخابات البحرين التي تقاطعها كبرى الجماعات الشيعية المعارضة، بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحملة الدموية على الاحتجاجات في البلد الخليجي الذي يحكمه السنّة.

وقالت الهيئة المشرفة على الانتخابات عبر موقعها الإلكتروني أن 419 مرشحاً ومرشحة سيتنافسون على المقاعد البلدية والنيابية اليوم، وأظهر التلفزيون الحكومي الناخبين يتدفقون على مراكز الاقتراع على خلفية الأغاني الوطنية وفي غياب أي ذكر لمقاطعة الوفاق، أكبر تكتل شيعي في البلاد.

وقال رئيس الأمن العام طارق الحسن إن الشرطة تراقب الجماعات والأفراد التي تحاول عرقلة عملية الاقتراع أو تهدد الأمن.

وواجهت البحرين التي تستضيف الأسطول الخامس للبحرين الأمريكية، أعنف مظاهرات مقارنة بباقي بلدان مجلس التعاون الخليجي خلال الربيع العربي في 2011، من قبل المحتجين الشيعة الذين يطالبون بقدر أكبر من الحقوق والديمقراطية. وقامت قوات الأمن المدعومة من دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى بحملة عنيفة على المحتجين أسفرت عن مقتل 35 شخصاً منذ ذلك الحين، فيما واصلت السلطات قمع المظاهرات بانتظام واعتقال الناشطين.

وقالت المحللة في شؤون الشرق الأوسط باتريشا لاتايف أن "الحكومة قامت بتنازلت طفيفة للمعارضة في محاولة منها لإخماد الاضطرابات وإجراء المصالحة، لكنها لم تقم بأي إصلاح سياسي موضوعي" مضيفةً أن "الحكومة لم تضع خطة لإيجاد حل سياسي دائم، وصار من الواضح وجود عقبات كبيرة تحول دون كسر الجمود في عملية الحوار الوطني".

وأعلنت الوفاق قبل شهر مقاطعتها للانتخابات التي تجري اليوم، بعد مرور أكثر من أسبوعين على قرارها، أقدمت وزارة العدل على تجميد أنشطتها لمدة ثلاثة أشهر، قائلة أن الوفاق لم تمتثل لضوابط عقد اجتماع الجمعية العمومية.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جينيفر بساكي في ذلك الوقت أن الحُكم ضد الوفاق "يتعارض مع تهيئة بيئة للاندماج السياسي".

وقالت الهيئة المشرفة على الانتخابات أن مراكز الاقتراع ستكون مفتوحة منذ الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساءً في أكثر من 50 موقعاً، وأن 153 مرشحاً للمجالس البلدية و 266 مرشحاً للبرلمان سيتنافسون على 40 مقعد، فيما مجلس الشيوخ (الشورى) يتشكل من 40 عضواً يتم تعيينهم من قبل عائلة آل خليفة الحاكمة.

اندلعت العديد من المواجهات بين الأغلبية الشيعية و قوات الأمن مراراً منذ عام 2011، وقام محتجون بالعديد من الفعاليات ضد آل خليفة، ووُجعت أصابع الاتهام إلى إيران بتحريض الشيعة على القيام بهذه المظاهرات، فيما إيران تنفي هذه الاتهامات.

في الشهر الماضي دعت 40 منظمة حقوقية وإعلامية المجتم الدولي إلى "إدانة الحملة المستمرة ضد المدافعين عن حقوق الإنسان في البلاد". وقالت في بيان لها على الإنترنت في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي "في حين تستمر حكومة البحرين بالترويج علناً لجهود الإصلاح فإن الحقائق على الأرض تتحدث بعكس ذلك".

وقد شهدت الفترة الماضية توتراً للعلاقة بين الحكومة البحرينية والولايات المتحدة، حين أعلنت وكالة أنباء البحرين الرسمية في شهر يوليو/تموز الماضي طرد توم مالينوفسكي مساعد وزير الخارجية لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، حين طالبته بمغادرة البحرين لأنه قام بما أسمته "تدخل فاضح" في شؤون البحرين الداخلية، وانحاز لحزب معُيّن على حساب آخرين بدوافع شخصية وأعلنته شخصاً غير مرغوب فيه.

وتقول باتريشا لاتايف تعليقاً على الموضوع "بينما توترت العلاقات بعد طرد البحرين للمسؤول الأمريكي، فإنه لايزال هناك تعاون عسكري قوي، ومن غير المرجح أن يؤثر الحادث على العلاقات الاستراتيجية بين البلدين"، مضيفة أن "الولايات المتحدة ترى أن إجراءات الحكومة البحرينية تعرقل المصالحة وتوتر العلاقة بشكل دوري".

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus