قاسم: الرسائل المُرسلة لعوائل المعتقلين للمشاركة في الانتخابات إمعانٌ في الإهانة، وانتخابات لا تحمل إلا اليأس والتأزيم لا نتحرك إليها

2014-11-21 - 8:05 م

مرآة البحرين: استغرب رجل الدين الشيعي البارز الشيخ عيسى قاسم الرسائل المُرسلة من قبل وزير العدل للمواطنين والداعية للانتخابات قائلاً "من حق المواطن أن يسأل هذا الذي يجري على يد السلطة من الارتباك، أو من سخرية بالشعب؟ استدعاءات تشمل الأحرار والحرائر، وتوقيفات، وتحقيقات، وإهانة وازدراء من جهة، ومن جهة ثانية رسائل للمشاركة في الانتخابات تصل إلى زوج المرأة الموقوفة والسجينة وأبيها وأخيها وأهلها من رجالٍ ونساء بالمشاركة في الانتخابات وكأن هؤلاء النساء الموقوفات والمسجونات من المنبوذات حتى عند أعزّ عزيز عليهنّ، ويأتي مثل ذلك في حق أحبة وأهالي الموقوفين والسجناء من الرجال".

وأضاف قاسم في خطبة الجمعة بجامع الصادق في الدراز اليوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني "هؤلاء السجناء والسجينات ليسوا منبوذين ولا مجرمين، إنهم أحرار طالبوا بحقوق هذا الشعب، وهم محل اعتزاز الشعب الحر، ومحل تقديره، وهم أحبةٌ من الأحبة العظام، وهذه هي شيمة الشرفاء الأحرار وشأن الإنسان المؤمن والمواطن الغيور على وطنه الذي يحب الخير لشعبه وأمته".

واعتبر قاسم الدعوة الموجهة لأهالي المعتقلين من الرجال والنساء بغير حق "دعوة ممعنة في إهانة المواطنين، تريد من المواطن أن يوقع على وضع مؤلم له، ظالم في حقه، مقضّه لمضجعه، ومباركة له وتشجيع، وإعلانٍ لتأييده لاستمرار السجن والأذى والتعذيب لعزيزه وحبيبه من ولدٍ أو أخٍ أو زوجٍ ".

وخاطب قاسم وزير العدل متسائلاً "تدعوني للمشاركة في الانتخابات وابني أو ابن ابني أو ابن ابنتي أو أخي أو أبن عمي سجينٌ ظلماً عندك؟ ماذا تريد أن تقول لي؟، تريد أن تقول لي بأن سجينك البريء ظالمٌ وأنا عادل؟ تريد أن تقول لي أفعل ما أشاء بابنك بابن بنتك، بأخيك، بابن ابنك، بابن عمك، بابن خالك، وعليك أن تذعن وتخضع وتسجد إليّ"، متسائلاً هل هذا الارتباك في الموقف الحكومي بسبب ظروف الانتخابات وما تتوقعه من حجم المقاطعة لها، أم هو المبالغة في السخرية من المواطنين، أم هما الأمران معاً؟.

ورد قاسم على كلام وزير العدل الموجّه له من عبر حساب الوزير في تويتر قائلاً "إن من ديمقراطية السلطة أن تحكم على الكلمة الدينية لنصرة الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدفاع عن حرمة المسجد والقرآن والصلاة، بعقوبة المتفوّه بها، في مسجدٍ من مساجد الله، وتحشّد ضدها كلّ أتباعها من الإعلاميين كما تعدّها تنجيساً للدين لتدخلّها في السياسة، أما الفتاوى التي تعين السياسة لتحقيق مآربها، والمباركة لما تراه السياسة،فهي فتاوى مباركة، ومثابٌ عليها من السلطة، وتًنشر في الصحف شبه الرسمية والموالية ويُروّج لأهلها".

وخاطب قاسم وزير العدل دون أن يسميه بقوله "يا أهل السياسة، خاطبتم الأموات فضلاً عن الأحياء بالمشاركة، وأوصلتم خطابكم بها إلى بيوت السجناء وهم في مقابر السجون، وأنتم لا ترجون النتيجة المطلوبة لكم من ذلك، وما كان هناك حاجة لشيء من هذا كلّه ولا غيره لإنجاح الانتخابات الا النجاح الحقيقي وكثافة المشاركة فيها لو كانت انتخاباتكم غير هذه الانتخابات".

وأضاف قاسم إن انتخابات لا تحمل معها إلا اليأس والبؤس والتأزيم لا يحركه إليها شيء ولو فُرش الطريق إليها بالسجاد الفاخر والرياحين.

واعتبر "إن الوعي والتقدير الدقيق لمصلحة الوطن ومضرّته من هذه الانتخابات هو الذي يحدد موقف الكثيرين من مسألة المقاطعة والمشاركة، مضيفاً "وإذا أعطت تهديدات الدولة للمعارضين للمشاركة، والإشاعات بالأضرار اللاحقة للمتخلّف عنها، دفعاً وانخداعاً تحت عامل الخوف للبعض للمشاركة، فإن الأحرار الناظرين إلى خير الوطن كُثرٌ".

واختتم قاسم حديثه حول الانتخابات بقوله إن الناس "ينتظرون انتخابات يظنّون فيها خيراً غير هذه الانتخابات، ليزحفوا للمشاركة فيها زحفاً، ويتسابقوا مسرعين لها، وهي انتخابات الحل الحقيقي لا غيرها".

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus