حرب أهليّة في فلك الجهاديّين.. وبحرينيّو "داعش" خرجوا من "النصرة" ثم أصبحت "خُسرة"

"داعش" بيننا: من علم "الجولاني" إلى علم "البغدادي" «3»

- 4 من المتشددين البحرينيين المنضوين في تنظيم «داعش» أثناء تسجيلهم رسالة إلى شعب البحرين - سبتمبر 2014
- 4 من المتشددين البحرينيين المنضوين في تنظيم «داعش» أثناء تسجيلهم رسالة إلى شعب البحرين - سبتمبر 2014

2014-11-20 - 12:07 ص

لتحميل الحلقة الثالثة "داعش" بيننا: من علم "الجولاني" إلى علم "البغدادي" PDF

مرآة البحرين (خاص): حتى مطلع العام 2013 لم تكن تُلحظ بوادرُ انقسام على تيار الإسلام الجهادي في البحرين. وكان الوجهان البارزان له، الشيخ عادل حسن الحمد وتركي بن مبارك البنعلي، يتشاركان معاً محض التأييد والولاء لتنظيم جبهة "النصرة" الذراع العسكرية لتنظيم "القاعدة" في بلاد الشام.

لم يكن أمير"الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي قد أقدم وقتئذ على حلّ جبهة "النصرة"، كما لم تكن الخلافات بين التنظيمين المتشدّدين قد برزت إلى السطح واتّخذت مساراً تضخمياً بلغ حدّ الاقتتال.

تبعاً لذلك، فقد جاءت مشاركة الجهاديين البحرينيين الذين غادروا في البواكير الأولى للأحداث في سوريا بين عاميّ 2012 و2013 ضمن صفوف جبهة "النصرة"، بمن فيهم أوائل الذين لقوا حتفهم وأحدهم ابن الشيخ الحمد نفسه، عبدالرحمن عادل الحمد1. وكذلك الحال مع ابن أمين عام جمعية "العدالة"، إبراهيم محيي الدين خان2، إذ تدلّ معظم التقارير على مقتلهما، وكذلك أربعة آخرين من رفاقهما البحرينيين3، في صفوف جبهة "النصرة".

لكنّ هذا الأمر سيتغيّر كليّاً مع تقدّم تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" في الأشهر التالية على أرض المعارك. فمع إعلان البغدادي عن "حلّ جبهة النصرة" ودمجها في "دولة العراق الإسلامية" تحت اسم جديد هو "الدولة الإسلامية في العراق والشام" الذي اشتهر لاحقاً باسم "داعش"4، تحوّل ولاء العديد من الجهاديين الأجانب، بمن فيهم البحرينيون، فسارعوا إلى الالتحاق بركب الكيان الجديد.

ويُلحظ هنا أنه على العكس من مصير الجهاديين الأوائل، فإن جميع البحرينيين الذين قتلوا نهاية العام 2013 والعام الجاري 2014 قد قتلوا حصراً في صفوف تنظيم "داعش" بسوريا والعراق5.

واظب الشيخ الحمد بتصريح من وزارة العدل البحرينيّة على إلقاء خطاب إسبوعي في جامع "النصف" بالرّفاع جنوبي المنامة، لغاية أغسطس/ آب 2014، وغالباً ما ضمّنه رسائل صريحة تدعو الشباب لانتهاز الفرصة بالجهاد في سوريا. إلا أنه كان يتلافى الإشارة الصريحة إلى تنظيم جهادي معيّن، فهذه واحدة من "المسكوتات عنها" في خطابه، استثناء طالبان التي يقول عنها "لم يحكم الإسلام في دولة إلا مع طالبان حين حكمت بالإسلام". لكن لا يعدم المتتبع لصفحته الشخصية على موقع "تويتر" ملاحظة اقتصاره على تمرير أخبار "جبهة النصرة" حصراً على عداها من الفصائل الجهادية الأخرى.

كان حثه على الجهاد الذي أفرد له متوالية من الخطب بين مارس/ آذار 2012 لغاية يوليو/ تموز 2013، يأخذ الصبغة العمومية، كالتعريف بـ"الاستعداد للجهاد في سبيل الله"6  و"دوافع الجهاد في سبيل الله"7  و"فضل الشهيد في سبيل الله"8  و "مكانة الجهاد في الإسلام"9  و"دلالات الهجرة للجهاد في سبيل الله"10  و"عبادة الجهاد في رمضان"11  والتعريف بـ"ساحات الجهاد"12  التي تمثل سوريا تجلّيها المعاصر، لكن من دون أن يهمل إقامة إسقاطات لها تتعلق بالبحرين.

إذ يقول في إحدى خطبه (16 مارس/ آذار 2012) "الشيعة يتقدمون خطوات عملية في تصعيد الموقف بينما السنة ما يزالون يعلقون آمالهم على الدولة"، إلى أن يقول "المطلوب بوضوح هو الاستعداد للجهاد في سبيل الله. كل الأفكار الجاهلية الوثنية كالقومية والوطنية ما رفعتكم".

أما قائمة "الكفّار" الواجب قتالهم، فهم حسبما يتّضح من خطبه أمريكا، الدول الأوروبية، المسيح، اليهود، الشيعة والنصيرية. ويقول في هذا السياق "إذا لم تكن أمريكا من الكفار، ولم تكن الدول الأوروبية من الكفار، إذن من هم الكفار الذين يقول الله إنه يجب علينا أن نقاتلهم". كما يقول في خطبة أخرى (24 مايو/ أيار 2013) "حرضوا الناس على الجهاد، قاتلوا مجوس هذه الأمة، الرّافضة والنصيرية في كل مكان"، على حد تعبيره.


لسان الابن يشي بـ"مسكوتات" الأب

عادل حسن الحمد

- الشيخ عادل حسن الحمد


على أن "المسكوت عنه" في خطاب الحمد ستظهره الشذرات التي يتركها ابنه عبدالرحمن قبل مقتله في حسابه على "تويتر". إذ تكشف عن تبنيه لمعجم المفردات "الجهادي" العائد على وجه التحديد إلى المدرسة الأفغانية برموزها المتمثلة في الشيخ عبدالله عزام وطالبان وأسامة بن لادن وأيمن الظواهري، وبذرتها المستأنفة على الأرض السورية المتمثلة في جبهة "النصرة".

بل أن الحمد الابن يتفوق على والده في تمثّل القائمة "البنلادنيّة" الخاصّة بـ"أعداء الدين" التي تضم الطواغيت والكفار وأمريكا والصليبيين أكثر مما تضم الشيعة الذين يحوزون على الأولوية في المعجم "الجهادي" العائد إلى المدرسة العراقية منذ أن أسسها الزرقاوي وصولاً إلى "داعش".

ثمة فروقات غدت مشهورة بين المدرستين، إحداها أن المدرسة "البنلادنية" لا تعتبر قتال الشيعة أولوية، على ما فعل لاحقاً الزرقاوي؛ بل لا يُعرف أي خطاب لزعيم تنظيم "القاعدة" هاجم فيه الشيعة.

وعلى ما يفيد عبدالباري عطوان في كتابه "القاعدة التنظيم السري" (2007)، فإن ذلك شكل أحد أبرز الاختلافات بين بن لادن والزرقاوي التي أدت إلى تأجيل الأخير إعطاء بيعته إلى مؤسس "القاعدة" حتى وقت متأخر قبل مقتله.

وهو ما سيتكرّر مع "البغدادي"؛ حيث سيرفض هو الآخر إعطاء "البيعة" للظواهري، لأسباب من بينها حث الأخير على عدم قتال الشيعة. الأمر الذي ستتكشف معنا بعض فصوله على نحو جلي فيما سيلي من أسطر.

وسط هذا الجدال المحتدم بين التنظيمين المقتتلين على تمثيل "الأصْل"، كان لافتاِِ قيام الشيخ الحمد بتمرير مقالة أعدّها المشرف العام على مؤسسة الدرر السنية، علوي بن عبدالقادر السقاف، تحت عنوان "إعلان الخلافة الإسلامية.. رؤية شرعية واقعية" على حسابه في "تويتر" عقب إعلان "داعش" عن إقامة "الخلاقة الإسلامية". وتقول المقالة التي وصفها بـ"الممتازة جدا" إن "الولايةَ التي لا تجتمع الأمةُ عليها، ليستْ ولايةً عامَّة، ولا يجوز أن تُسمَّى خلافة وإنْ أعلنها مَن أعلنها".

وتضيف "إنْ بايع عمومُ المسلمين في شتَّى الأقطار واحدًا منهم، فهو خليفتُهم، وتلك الولاية خِلافة، وإلَّا فهي مجرَّد إمارة من الإمارات، ووليُّ أمْر تلك البُقعة ما هو إلَّا حاكمٌ، أو أميرٌ عليهم".

وطبقاً لهذه التخريجة بيّن الحمد عدم موافقته على الخلافة التي أعلن عنها تنظيم "الدولة الإسلامية"، بزعامة أبي بكر البغدادي، فهي "مجرد إمارة من الإمارات، ووليُّ أمْر تلك البُقعة ما هو إلَّا حاكمٌ، أو أميرٌ عليهم"، على ما يقول "المقال الجميل". لكن الحمد يعود بدءاً من سبتمبر/ أيلول 2014 ليعتمد المقاربة نفسها التي اعتمدتها جبهة "النصرة" وقادة الإسلام الجهادي، بمن فيهم المختلفون مع "داعش"، في رفض الحرب التي أطلقتها الولايات المتحدة ضدها على أساس أنها "حرب ضد أهل السنة". ويقول في هذا السياق إن "اجتماع قوى المجرمين في تحالف دولي عالمي للقيام بالحرب على أهل السنة (....) سيؤول إلى صناعة الجهاد في العالم كله"، وفق تعبيره. ويضيف "إذا كان بيان خطر داعش تأخر عند كثير من العلماء لاشتباه الأمر عليهم فهل اشتبه عليهم حكم المشاركة في الحرب على أهل السنة مع الكفار".

وهو ذاته الموقف الذي تبنته جمعية "العدالة" البحرينيّة التي تضم قدامى المجاهدين في أفغانستان، إذ اعتبرت في بيان (1 أكتوبر/ تشرين الأول 2014) أن "هذه الحرب موجهة لضرب الفصائل السنية وإضعافها والتمكين للعدو المتربص في المنطقة لفرض قوته وسيطرته". ورأت أن "مشاركة البحرين في هذا التحالف خطوة غير مدروسة وقد تفتح لنا جبهات جديدة وتدخلنا في دوامة مع أطراف غير محددين".


"اتفاق" مرحلي يليه انقسام

تتفق بدايات التحام تركي البنعلي مع الإسلام الجهادي إلى حدّ كبير، لكن ليس على الإطلاق، مع الشيخ الحمد، في استدعاء "المدرسة الأفغانية" ورفعها إلى مقام المثال13.

ويقول في إحدى فتاواه التي نشرها على "منبر التوحيد والجهاد" العام 2009 والتي أعاد تجميعها لاحقا في كتاب تحت اسم "مجموع فتاوى الشيخ أبي همّام الأثري" إن "تنظيم القاعدة كان ولا يزال العدو الأبرز لطاغوت العصر أمريكا (...) فهم طليعة الأمة الإسلامية وفخرها في هذا الزمان".

ويضيف رداً على سؤال في سياق آخر "أما تنظيم القاعدة: فهم رأس الحربة الإسلامية التي نطاعن بها أمم الكفر، وأما الطالبان فهم الظهر والسند، والنصرة والمدد" ، وفق تعبيره.

كما يتشارك مع الشيخ الحمد أيضاً تأييده لـ"جبهة النصرة" في الأشهر الأولى لبروزها على مسرح الأحداث في سوريا. ويظهر شريط فيديو يعود تاريخه إلى مارس/ آذار 2013 البنعلي مترنماً في مجلس بحريني إلى جانب رفيقه أبي لادن البحريني الذي سيمضي في أثره ويلتحق بـ"داعش" تالياً، بأبيات أنشودة تقول "سلامي على النصرة/ عالكفر منتصرة/ قايدها جولاني/ نهديه ألحاني/ يا جبهتي سيري/ لك كل تقديري".

ويتعدّى ترنمه المجازي بإحدى الأناشيد ما اعترف به البنعلي نفسه في سلسلة تعليقات صريحة على حسابه في "تويتر" لاتترك مجالاً للشك حول تأييده باديء ذي بدء لجبهة "النصرة". إذ يقول "كان للعبد الفقير موقفه من أول يوم أعلنت فيه جبهة النصرة من تأييد لها ونصرة، في وقت كان يلهج الجميع فيه باسم الجيش الحر".

ويضيف في السياق نفسه موضحاً "عندما كان الكلام في نصرتكم يُعد شذوذاً، ويسميه البعض بالسباحة عكس التيار، في تلك الحقبة وما بعدها كنا ننافح عنكم ونذب ونحاور ونناقش؛ حتى أوذينا بسبب ذلك وتهجم علينا بعض الأغرار"، على حد تعبيره.

لكنّ البنعلي لن يلبث ويلتقط في الأشهر القليلة التالية إشارات "الحرب الأهليّة الجهادية" التي اندلعت بدءاً من أبريل/ نيسان 2013 بين تنظيمي "داعش" و"النصرة" بعد رفض الأخيرة قرار حلها ، ووصلت إلى الاقتتال المباشر في أغسطس/ آب 2013.

وقد بلور البنعلي تحت تأثير هذه الحرب مقاربته "الانقساميّة" النهائيّة التي سيبدّل فيها الولاء من أمير "النصرة" إلى أمير "داعش". لينتهي غضون ذلك إلى واحد من أبرز "الشرعيين" في تنظيم "داعش" الذي أزاح بقسوته كل منافس من طريقه.

على هذا، ستتحوّل "جبهة النصرة" في خطاب البنعلي إلى "الجبهة اللا إسلامية"؛ بل "جبهة الخسرة". يقول "أما خصوم الدولة الإسلامية من الجبهة اللا إسلامية وجبهة الخسرة فقد سجل عليهم التاريخ أنهم يعطلون أحكام الله تعالى بحجة التدرج حيناً، وبحجة أن حدود الله لا تقام في دار الحرب أحياناً".


الانقسام أصبح واضحاً


يتمشّى البنعلي صعوداً في التأكيد على هذا "الانقسام" كاشفاً عن أصوليّة ماحقة إلى حد مضاهاة الظواهري زعيم "القاعدة" تطرّفاً والذي تحوّل عنده إلى "منحرف المنهج" بعد خطابه الذي دعا فيه تنظيم "الدولة الإسلاميّة" إلى حصْر نطاق عمليّاته على العراق وإخلاء الساحة في سوريا لـ"النصرة". الأمر الذي لن يتوافق مع هوى تنظيم "داعش" المنتشي بـ"النجاحات" الميدانية، وهو قد أصبح الآن واحداً من شرعييه.

ويقول البنعلي حول ذلك في رسالته إلى شيخه أبي محمد المقدسي الموسومة "شيخي الأسبق هذا فراق بيني وبينك"، مشخصاً أصل الخلاف "أما أخطاء الدكتور أيمن الظواهري فهي تمس الاعتقاد، وتتعلق بالمنهج". ويمضي شارحاً أوجه اختلافه مع الظواهري التي من بينها مؤاخذة "ساذجة" تتعلق باستخدام الأخير كلمة "مستر" لدى حديثه عن الرئيس الأميركي باراك أوباما.

تركي البنعلي

- تركي البنعلي

إذ يعلق على ذلك "فتأمل شيخي في قول الشيخ أيمن عن أوباما أو بوش مستر"، مضيفاً "هذه حيدة كفلق الصبح! فانتقادنا متجه لمصطلح مستر، أي: سيد، مخاطباً به إمام الكفر وقائد الصليبين أوباما أخزاه الله"، على حد تعبيره. قبل أن يقرّر "هذا قول محرم، لا علاقة له لما قبله أو بعده من تهديد أو وعيد".

ويتابع في سياق متّصل عارضاً مؤاخذة أخرى "من حيداته أيضاً ثناؤه عن الطاغوتين هنية ومرسي، غافلاً عن حكمهما الذي لا يخفى على مثله".

كما يشير في الرّسالة إيّاها إلى قضيّة ذات دلالة من قضايا خلافه مع زعيم "القاعدة" التي يعتبرها "تتعلق بالمنهج"، وهي استهداف الشيعة.

ويقول مستفيداً من رسالة سابقة للمتحدث باسم "داعش" أبي محمد العدناني "عدم استجابتنا لطلبك المتكرر بالكف عن استهداف عوام الروافض في العراق؛ بحكم أنهم مسلمون يُعذَرون بجهلهم، فلو كنا مبايعين لك: لامتثلنا أمرك، حتى ولو كنا نخالفك الحكم عليهم والمعتقَد فيهم، هكذا تعلّمنا في السمع والطاعة، ولو كنت أمير الدولة: لألزمتها بطلبك، ولعزلتَ مَن خالفك، بينما امتثلنا لطلبكم بعدم استهدافهم خارج الدولة في إيران وغيرها".

ومن الظواهري "الرّأس" تتنزّل تحفظات البنعلي بالتدرج إلى ذراعه في بلاد الشام، جبهة "النصرة". فيتساءل في واحدة من تغريداته في مقام الإنكار "لم سكت جنود الجولاني في العراق عن الأمريكان وعن الرّافضة وعن الصحوات الذين أقر بوجودهم، ولم يتحركوا إلا لقتال الدولة الإسلامية (...) أين هم طوال عقد من الزمن تحت قهر الأمريكان والرافضة".

الطريف في هذا - وهذه مصادفة ذات مغزى - أنها المؤاخذات إياها التي يهمس بها أنصار الظواهري بشأن البنعلي نفسه "لم يتحدث بلفظة واحدة في حق طاغوته وولي أمره ملك البحرين"، كما يقرّر الداعية المتشدد طارق عبدالحليم.

الحاصل الذي يمكن استنتاجه من ذلك هو أن انقسام أمراء الجهاد الخارجيين الذي أفرزته تطورات الأحداث في سوريا والعراق سينعكس بدوره على "الأطراف" في شكل انقسامات مماثلة. وهو ما يتّضح - كأحد الأمثلة على ذلك - من انقسام رمزَيّ "الجهاد" في البحرين في النظر إلى الإعلان عن إقامة "الخلافة" وتنصيب البغدادي "أميراً للمؤمنين".

ففيما يواصل الشيخ الحمد، ومعه جيل الجهاديين القدامى الذين قاتلوا في أفغانستان، التمسّك بالولاء للجناح القديم المؤسس في "القاعدة"، إذ لايُعرف له موقف واحد ناقد لزعيمها أسامة بن لادن أو خليفته الظواهري، رافضاً في الوقت نفسه "الولايةَ التي لا تجتمع الأمةُ عليها، ولا يجوز أن تُسمَّى خلافة وإنْ أعلنها مَن أعلنها".

يكشف البنعلي في المقابل، ومعه الجيل الجديد المتحمس للمشاركة في ساحات القتال الخارجية، عن طبيعة متمرّدة على علاقات الجهاد القديمة تتناسب مع حداثة سنهم (البنعلي من مواليد 1984)، ذلك أن "التمكين الكامل على سائر ديار المسلمين - بحسب البنعلي - ليس شرطَ صحة للخلافة بقدر ما هو شرط كمال". كيف وقد أصبح الآن "شرعياً" بارزاً في "دولة الخلافة".

النسخة الانجليزية

 

اقرأ في الحلقة المقبلة:

- مسلسل الإنكار الطويل للحكومة البحرينية بخلايا التنظيمات المتشددة والاعتراف المتأخر جداً لكن بعد فوات الفوت

- "سميرة" على نفس الخط مع "ثورة العشائر".. و"الفيحاني" وراءها وكتب "داعش" في المناهج البحرينية

- حسابات "المشير" وأدواته.. "ويكيليكس" وقلق السفير و"اعتراف" وزير الخارجية: نعم نحن نسلح الثورة السورية

- تصريحات رسمية ووعيد في الهواء ضدّ التنظيمات التكفيرية منذ 2011... والمتهم الوحيد أمام المحاكم نبيل رجب.

اقرأ أيضاً:

"داعش" بيننا: تحوّل نوعي في تكتيكات "الأصالة" «1»

"داعش" بيننا: من ألعوبة بيد الدولة إلى التمرّد عليها «2»

___________________________________________________

الهوامش :

1. قتل عبدالرحمن عادل حسن الحمد (19 عاماً) في سوريا 27 مايو 2013.

2. قتل إبراهيم محيي الدين خان (19 عاماً) في منطقة أريحا بسوريا 4 سبتمبر 2013.

3. عرف منهم: عبدالعزيز العثمان (17 عاما - عراد) وعبدالرحمن العثمان (21 عاما - عراد) وعبدالمنعم علي ( 25 عاماً - المحرّق من أصول سورية).

4. في 9 أبريل 2013، أعلن البغدادي حلّ جبهة النصرة، ودمجها في دولة العراق الإسلامية تحت اسم جديد هو "الدولة الإسلامية في العراق والشام". ما اشتهر لاحقاً باسم "داعش".

5. عرف منهم: علي الرويعي الملقب بـ"أبي حمزة البحريني"، عبدالله جمال المهيزع الملقب بـ"أبي الزبير البحريني" و"أبو جميل"، يوسف جميل البحريني، أبو المعتصم البحريني، عبدالرحمن الشرقي المعروف بـ"أحمد شهاب"، إبراهيم العوضي، نواف سيف ومحمد مبارك.

6. "الاستعداد للجهاد في سبيل الله" عنوان خطبة يوم الجمعة التي ألقاها الشيخ عادل الحمد بتاريخ 16 مارس 2012.

7. "دوافع الجهاد في سبيل الله" عنوان الخطبة التي ألقاها الشيخ عادل الحمد في جامع "النصف" بالرفاع بتاريخ 23 مارس 2012.

8. "فضل الشهيد في سبيل الله" عنوان الخطبة التي ألقاها الشيخ عادل الحمد في جامع "النصف" بالرفاع بتاريخ 30 مارس 2012.

9. "مكانة الجهاد في سبيل الله" عنوان الخطبة التي ألقاها الشيخ عادل الحمد في جامع "النصف" بالرفاع بتاريخ 21 يونيو 2013.

10. "دلالات الهجرة في سبيل الله" عنوان الخطبة التي ألقاها الشيخ عادل الحمد في جامع "النصف" بالرفاع بتاريخ 22 فبراير 2013.

11. "عبادة الجهاد في رمضان" عنوان الخطبة التي ألقاها الشيخ عادل الحمد في جامع "النصف" بالرفاع بتاريخ 26 يوليو 2013.

12. حول ذلك يمكن الرجوع إلى خطبة الشيخ عادل الحمد "كيف تكون من الشجعان" التي ألقاها في جامع "النصف" بتاريخ 27 فبراير 2012، وكذلك خطبته الموسومة "رجال الانتصار" في 10 مايو 2013، وأيضاً خطبته حول "الإجازة الصيفية في نصرة سوريا" بتاريخ 24 مايو 2013، وخطبته التي تحت عنوان "النصر في سوريا يستلزم تحقيق الأخوة الإيمانية" بتاريخ 14 يونيو 2013، وخطبته الأخرى تحت عنوان "معركة سوريا والتربية القرآنية" بتاريخ 7 يونيو 2013.

13. الخلاف بين تركي البنعلي وعادل حسن الحمد قديم، وقد سبق للأول أن كتب رداً على الحمد تحت عنوان "القول الحسن، في نصيحة عادل حسن".

14. انظر كتابه "القيافة في عدم اشتراط التمكين الكامل للخلافة".


 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus