ملحق الحلقة الثانية رقم 2

"شرعيّنا" في داعش: إرهابي يتحرّك بخفّة

2014-11-18 - 2:15 ص

مرآة البحرين: احتلّت شخصية البحريني، تركي البنعلي، مساحة لافتة في التقارير والتغطيات التي واكبت تقدم تنظيم "داعش" في سوريا والعراق. وهو يعد حالياً واحدا من أبرز مفتي التنظيم الإرهابي الذي أعلن عن إقامة "دولة الخلافة"، وأحد أكثر المؤثرين في الجيل الجديد من الجهاديّين.

ويُتّهم بتجنيد العشرات من الشباب البحرينيين وإرسالهم إلى جبهات القتال في الخارج. فيما يلي محطات من سيرته:

■ اسمه تركي بن مبارك البنعلي ويكنى بأبي سفيان السلمي (مواليد 1984)، من سكنة منطقة البسيتين في مدينة المحرق، وله العديد من الأسماء المستعارة الأخرى التي استخدمها على فترات متفرقة. وقد كشف عن معظمها هو بنفسه، مثل: أبو همام الأثري، أبو حذيفة محمد بن عبد الرحمن البحريني، أبو حزم السلفي، أبو الحسن الأزدي، حاتم المقبل، أبو الفداء، أبو ضرغام وغيرها من الأسماء. ويقول حول ذلك في كتابه "زبالة الملل والنحل": "وليُعلم أن مسألة استخدام الكنى أو الأسماء المستعارة للتخفي عن الطغاة أو الظلمة لا شيء فيها شرعاً (...) فقد لزمت المعاريض والتورية لمن يسألني عن حقيقة الاسم، فكنت أقول: "أنا تركي بن مبارك البنعلي، وكنيتي: أبو سفيان السلمي"؛ والأمر كما قلت: فهذا اسمي الذي سماني به والداي، وهذه كنيتي التي اخترتها لنفسي". ويشار هنا إلى أني في استخدامي لتلك الكنى والأسماء لم انتسب قط لغير والدي، وحاشا! فمرة قلت: "ابن عبد الرحمن"، ومرة قلت: "ابن عبد العزيز"؛ وكل إنسان عبد لله طوعاً أو كرهاً. ومرة قلت: "البحريني"؛ وأنا بحريني الولادة والنشأة، ومرة قلت: "الأثري"؛ وأنا من مدرسة الأثر المهتمة بآثار الصحابة والتابعين ومن بعدهم. ومرة قلت: "حاتم المقبل"؛ ومقبل جدي الأكبر، وهو فخذ من الأفخاذ العريقة في قبيلة البنعلي".

■ نشأ في حلقات تحفيظ القرآن في محلته المحرق من أرض البحرين ثم درس التجويد على أحد شيوخه في مسجد سلطان بن سلامة ثم أكمل دراسة التجويد على يد شيخ له في المسجد الجنوبي في البسيتين، كما أنه قرأ على شيخه علي أبو زيد.

■ درس في المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدرسة الإيمان، وهي مدرسة دينية خاصة، ثم درس الثانوية في قسم الأدبي بمدرسة الهداية.

■ درس في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي، وأكمل فيها سنة ونصف، إلا أن الحكومة الإماراتية داهمت بيته في مدينة الشارقة واعتقلته ثم رحلته إلى البحرين بعد مدة، مما اضطره إلى أن يدرس بكلية الإمام الأوزاعي في بيروت حتى تخرج منها، كما درس في معهد البحرين للعلوم الشرعية حتى تخرج منه.

■ درس على عدد من الشيوخ والعلماء، من أبرزهم الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين، والشيخ أبي محمد المقدسي، والشيخ صفاء الضوي العدوي، والشيخ عامر صبري التميمي، والشيخ عمر بن مسعود الحدوشي.

■ من مؤلفاته، وهي عبارة عن كتيّبات صغيرة: الكناشة في بعض خصائص عائشة، العتاب لمن تكلم بغير لغة الكتاب، الحلية في إعفاء اللحية، السلسبيل في قلة سالكي السبيل، الأقوال المهدية إلى العمليات الاستشهادية، الإقليد في ذم التقليد، سير أعلام السجناء، تصنيف التنصيف، مختصر المقال في حكم توفير الشعر للرجال، كاتلوج الحياة، المجن في الرد على بشير بن حسن، مدّ الأيادي لبيعة البغدادي، موجبات الانضمام للدولة الاسلامية في العراق والشام، القيافة في عدم اشتراط التمكين الكامل للخلافة، اللفظ اللساني في ترجمة العدناني: منجنيق الدولة الإسلامية، تبصير المحاجج بالفرق بين رجال الدولة الإسلامية والخوارج، مختصر العبارة في حكم طلب الإمارة، وغيرها من المؤلفات.

■ عمل مدرساً في مدرسة عمر بن عبد العزيز في مدينة الحالة، إلا أنه فصل بعد سفره إلي اليمن ولقائه في "أبين" بمنتسبين لتنظيم القاعدة. كما كان إماماً لمسجد في سوق المحرق ثم في مسجد العمال ثم أوقف من الإمامة، من طريق خاله، بسبب فتوى الشيخ أحمد شاكر في حكم من ناصر الكفار على المسلمين؛ حيث قام البنعلي بتعليقها في ركن الفتاوى بالمسجد بصفته الإمام فيه.

■ اعتقل في البحرين العام 2007 مع بعض رفاقه بتهمة التكفير فيما عرف بـ"خلية السقيفة"، إشارة إلى سقيفة بني ساعدة، وقد أطلق سراحه بعد سلسلة من المحاورات نظمها له مسئولو السجن مع شيوخ سلفيين مقرّبين من المؤسسة الدينية السعودية، كالداعية المتشدد الشيخ عدنان العرعور الذي زاره غير مرّة في فترة وجوده في السجن، وحاوره.

■ منع من دخول بعض الدول العربية في السنوات السابقة، كتونس ومصر والكويت والإمارات وقطر والسعودية، إلا أنه ظلّ يتمتع بحرية التنقل من وإلى البحرين لغاية مطلع هذا العام 2014. فقد سافر إلى ليبيا عقب سقوط نظام القذافي. إذ تظهر عديد من الفيديوهات المرفوعة على موقع "يوتيوب" لقاءه بجهاديين في مدينة "سرت" وإلقاءه فيهم سلسلة من المحاضرات. كما سافر إلى المغرب للدعوة، وإلى "أبين" في اليمن التي كان يتواجد فيها لحظة سيطرة مقاتلي القاعدة على بعض مناطقها. وسافر إلى سوريا مرتين على الأقل منذ اندلاع الأحداث فيها آخرها في أغسطس/ آب 2013، كما يتضح من رسائله المنشورة في الأشهر الأولى من العام 2013 والتي كان يختمها بتوقيعه مع عبارة "أرض الشام المباركة". وقد عاد منها إلى البحرين قبل أن يعلن عن الهجرة النهائية إلى "دولة الخلافة" في فبراير/ شباط 2014.

■ قام المنظر الجهادي الأردني عاصم البرقاوي المعروف بـ"أبي محمد المقدسي"، المعتقل لدى السلطات الأردنية حالياً، بتنصيبه مفتياً في "منبر التوحيد والجهاد"، وهو موقع لمناصري فكر "القاعدة"، وخليفة له في "لجنة الإفتاء"، بحسب زعمه.

■ تكشف رسائل البنعلي عن اعتداده الشديد بنفسه وعن انتفاخ نرجسي فائض. بل أنه وحسبما يروي عنه أحد جهاديي "القاعدة"، تحت اسم أبو عبيدة السلفي المرواني "كان يُسأل عن أبي همام الاثري فيزكيه ويمدح علمه ويوصي بمؤلفاته وفي نهاية المطاف تبين أن أبا همام الأثري، هو نفسه تركي البنعلي". ويقول عن نفسه "من نعم الله على العبد الفقير؛ أنني في بعض الأحيان أصوب وأصحح للدكاترة والمدرسين؛ حتى قال لي أحدهم لما تعقبت عليه في مسألة: اثنان لا يحسدان؛ الأستاذ لا يحسد تلميذه، والأب لا يحسد ولده". كما يقول أيضاً "إني أروي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبر أكثر من ثلاثمائة طريق، فلله الحمد والمنة. حتى قال شيخنا العلامة عمر الحدوشي فك الله أسره عن العبد الفقير: لو كان البخاري حياً لجعلهم من رجاله، ومن الطبقة الأولى". ويضيف "من الطرائف في هذا الباب، أني كما أروي عن الإنس، أروي كذلك عن الجن! وذلك من طريق الشيخ ضياء الحسين رحمه الله حيث يروي بإسناده إلى ملك الجان مرفوعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم". ويقول البنعلي بهذا الصدد أيضاً "كما أني أجزت عدداً من المشايخ وطلاب العلم من شتى بقاع الأرض، بكل مسموعاتي، ومروياتي، ومقروآتي، ومصنفاتي، كما أجازني مشايخي، بالشرط المعتبر، عند أهل الحديث والأثر".

وكذلك يقول عن نفسه "أعداء هذا المنهج الألمع، من المرتدين وأهل البدع؛ منعوني من أمورٍ كثيرة؛ كعزلهم إياي من إمامة المسلمين، ومنعهم إياي من التدريس في المساجد؛ لكن هاهو صوت العبد الفقير يعبر القارات، ويصل لشتى المجتمعات، ويُترجم إلى غير العربية من اللغات على رغم أنف كل حاسد لئيم". كما يقول أيضاً "في طفولتي لزمت شيخاً من مدينتنا، كنت أحب التردد إلى مكتبته، وكنت أسأله عن أغلب ما يعن لي، حتى سمعت في سن البلوغ عن الجهاد وقادته، فسألت ذلك الشيخ كعادتي، لكن جوابه هذه المرة أبهرني، حيث قال لي: هؤلاء فكرهم فكر الخوارج. فكان سماعي لهذا المصطلح في سنٍ مبكرة، جعلني فيما بعد أُكثر النظر والبحث عن مثل هذه المسائل، حتى أصبحت (أزعم) أني قد بلغت فيها شئواً عظيماً"، على حد تعبيره.

■ له مساهمات كثيرة في المنتديات الإلكترونية، من خلال الكتابة بعشرات العضويّات، وفي يوليو/ تموز من هذا العام قامت إدارة "تويتر" بإغلاق حسابه على شبكة التواصل الاجتماعي @turky_albinali الذي كان يكتب يستخدمه للترويج لتنظيم "داعش"، واستقطاب الأحداث. حالياً توجه له اتهامات بإغواء الأطفال والشباب، والتنسيق لإدخالهم إلى جبهات المعارك في العراق وسوريا، من خلال نشاطه في منطقة البسيتين.

■ يقول في إحدى فتاواه المنشورة على "منبر التوحيد والجهاد"رداً على سؤال حول ما إذا كان "يجوز للمجاهدين في ساحات الجهاد سبي نساء الكفار في هذا العصر": "لا شك أن سبي نساء الكفار الحربيين -سواء كن كتابيات أو وثنيات- جائز -بضوابط شرعية (...) والأدلة على جواز سبي نساء الكفار أكثر من أن يحاط بها في مثل هذا الموطن، ولكنا نقسمها إلى قسمين: أدلة عامة، وأدلة خاصة. أما الأدلة العامة: فهي تلك الأدلة التي تبين أن الأصل في أعراض المسلمين الحرمة، كما أن الأصل في أعراض الكافرين الحل إلا لإيمان أو أمان وأما الأدلة الخاصة: فهي كثيرة".

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus