الرادود حسين الأكرف في حوار مع مرآة البحرين: حين قال لي سيد المقاومة، لا مجال للخطأ هنا

2014-11-02 - 4:09 ص

مرآة البحرين (خاص): الأكرف يعتبر المجدد الأبرز في تاريخ الإنشاد والرثاء في البحرين، فقد أسس أسلوباً في مطلع 1992م في العزاء الحسيني عرف بعد حين بمدرسة تعدد الألحان والإيقاعات، شكلت أصوات صالح الدرازي وجعفر الدرازي والأخوة سهوان، حسين وجعفر ومهدي، وعبدالشهيد الثور، هذه المدرسة في التسعينيات.

صار صوت الأكرف علامة من علامات اللطمية البحرانية التي عرفت بتفردها على مستوى الخليج، وشكلت لها حضوراً مميزاً في شارع المقاومة الإسلامية بلبنان.

في هذا الحوار يتحدث الأكرف عن مدرسة اللطمية البحرانية الحديثة المتعددة الأوزان والمتعددة الإيقاع، إيقاع المصيبة وإيقاع السياسة، ويخص حضورها في شارع المقاومة بلبنان بأهمية، وعبر الأكرف عن افتقاده لمواكب البحرين، وقال "في خارج البحرين لا يجد (الرادود) نفسه بشكل كامل" وطالب منشدي الوطن العربي وفنانيه أن يقدموا أعمالاً للبحرين كجزء من الوطن العربي الذين يعيش التهميش والإقصاء.

مرآة البحرين: يبدو إصدار هذا الموسم "أوراق العطش" لافتاً في عنوانه، كيف تبدو تجربته؟

لعل إصدار"أوراق العطش" لمحرم هذا العام يعد من حيث النصوص والألحان الأكثر تنوعا خلال السنوات الثلاث الماضية، فقد شارك فيه عدة شعراء وملحنين من مختلف المدارس الأدبية والفنية داخل الدائرة الحسينية، وبذل المهندسان القديران بدر محمود وحسام يسري جهوداً مركزة لتقديم الأفضل في مجال الهندسة الصوتية والتوزيع، ولقد تلمست آثار هذه الجهود المتكاتفة في نجاح العمل.

المرآة: يقال إن خروج الأكرف من البحرين ترك أثره على الموكب الحسيني، فهل كان له أثر على قصائده العزائية؟

الأكرف: بعيداً عن مواكب البحرين، وطبيعة قصائدها -موضوعاً ولحناً- المميزة، أفتقد إلى المحفزات الخاصة لتقديم تلك القصائد المميزة، ففي خارج البحرين لا يجد "الرادود" البحراني نفسه بشكل كامل، ويعود ذلك إلى طبيعة العزاء خارج البحرين، لكنني أحافظ على مستوىً معين بحيث لا يقل عن المتوسط من حيث الجودة.
وأما بالنسبة للآثار المعنوية لما أقدمه من قصائد خارج البحرين، فيتملكني الوجع الداخلي، والغضب والمشاعر العميقة أكثر، حيث أعيش قضايا شعبي وهمومه في أكثر نتاجي.

المرآة: لوحظ أن وجود الأكرف خارج البحرين تزامن مع غزارة في إنتاج الأناشيد، وشبه اختفاء عن الموكب العزائي، هل يعوض الأكرف بهذا عن شيء فقده في مواكب البحرين؟

الأكرف: لا يوجد في الخارج مواكب، بل مجالس داخل الحسينيات، ومشاركاتي القليلة تعود إلى أمور، منها:المجالس المحدودة التي أشارك فيها حيث أركز على مجلس مركزي واحد ومجالس فرعية قليلة، خلافًا للوضع في البحرين حيث كثرة المواكب وتنوع المشاركات، بالإضافة إلى ارتباطي بالتدريس في الحوزة العلمية، وعدم قدرتي على التنقل بين الدول الأخرى والتي أتلقى منها دعوات كثيرة.

المرآة: الأكرف من القلة من الرواديد الذين يشاركون في المواكب العزائية خارج البحرين، وكونك تتبنى مدرسة تشجع على تناول القضايا السياسية الداخلية للبلد بمبدئية في الموكب، فهل ينطبق ذلك على القصائد في البلدان الأخرى؟

الأكرف: لا أتناول القضايا التي تعد شأناً داخلياً لأي دولة أقرأ فيها العزاء، أما القضايا العامة ومنها قضية وطني البحرين، فأتطرق إليها أينما ذهبت، لكن مع مراعاة الأوضاع الخاصة في كل بلد، وهذا ينعكس على النص تصريحًا أو تلميحًا.

الأكرف

المرآة: تتناول القضايا السياسية في البلدان الأخرى انطلاقًا من شخصك البحريني أم من خلال الانتماء للهمّ الإسلامي العام؟

الأكرف: كمنشد و قارئ عزاء إسلامي، تتمثل القاعدة في رهن النفس للقضايا الإسلامية العامة أولًا، وبالذات، وأتعامل مع قضية البحرين باعتبارها قضية من قضايا الشعوب الإسلامية العامة، ولو أنه من الصعب ألّا يكون ثمة فرق في نسبة التفاعل الشخصي بين قضية وطني والقضايا الأخرى، إلا أن الصحيح أن نعيش القضايا بحسب الأولويات الإسلامية العامة.

المرآة: بين القصائد العزائية المسجلة وتلك المباشرة مع جمهور المعزين، أين يبدع الأكرف أكثر؟

الأكرف: لكل منهما أدوات نجاح وآليات إبداع، وليس بالضرورة أن يكون الناجح في إحداهما ناجحًا في الأخرى، وأحسبني أنجزت بعض الأمور، بخبرة تراكمية، على طريق النجاح في القصيدتين، وبالطبع أجد نفسي أكثر في القصيدة المباشرة، ذلك لكونها الأصل في إحياء هذه الشعيرة، ولأن نتائج عطائك، لا سيما المعنوية و الروحية منها، لا تحتاج وقتًا طويلًا للظهور.

المرآة: أعمالكم في كاسيت الأناشيد "حق العودة"، مع الفنان حسام يسري ومعتز بسيوني، متداولة حتى يومنا الحالي، وتبث في إذاعات عربية. هناك رأي أن الأكرف لم يعد للجمهور العربي بعمل خاص بعد ذلك إلا في أنشودة "كنت وحدك" بعد العدوان الأخير على غزة. وحتى هذا العمل كان مسكوناً بهم الثورة البحرينية، هل يحجز الهم البحريني الأكرف عن إعادة تقديم أعمال موجهة إلى الجمهور العربي؟

الأكرف: لا يمكنني الفصل بين قضية البحرين وقضايا الوطن العربي من حيث المبدأ، والمسألة ربما تعود إلى الظلامة الخاصة التي تعيشها قضية البحرين من بين القضايا العربية، بحيث يلزمني ذلك كمسلم عربي أن أدافع عن قضية البحرين بشكل مكثف لأظهرها للعالم العربي من تحت ركام التضليل والتزييف. لقد قدمت للقضايا العربية الكثير من المقطوعات والأعمال ولا زلت أفعل، حتى على مستوى القصائد العزائية، والمطلوب من منشدي الوطن العربي وفنانيه أن يقدموا أعمالاً للبحرين كجزء من الوطن العربي الذين يعيش التهميش والإقصاء.

المرآة: موطني.. موطني... الشعر الذي كُتِب للتعبير عن وطن عربي واحد، والذي هو الآن النشيد الرسمي للعراق، حين ينشده الأكرف في فيديو كليب من بطولة حجي صمود والطفل المصاب أحمد النهام، ألا يعرض هذا الأكرف للنقد كونه يحول الهم الأكبر الى هم محلي، أو يفرض الهم المحلي على الهم الأكبر؟ هل انتقدك العراقيون؟

الأكرف: كمنشد إسلامي لا يمكنني أن أنظر لقضايا الوطن الإسلامي والعربي نظرة تجزيئية، وأرى أن عمل "موطني" هو النقطة المركزية من بين كل الأعمال الإنشادية التي تتداعى لها كل محاور الهموم والقضايا الإسلامية والعربية، فهو من أقدم الأعمال التي حملت القضية العربية الكبرى، وليس خاصاً بالعراق الشقيق لا نصاً ولا لحناً، ولقد وجدت تفاعلاً واسعاً من الشعب العراقي والعربي مع هذا العمل.

المرآة: صار البحرينيون يفدون لزيارة الأربعين بأعداد كبيرة، وبات موكبهم في الأربعين من أكبر المواكب، أين الأكرف من هذا؟ وهل سنراه هذا العام في الأربعين في كربلاء؟

الأكرف: أنا قريب جداً من موكب أهالي البحرين في كربلاء المقدسة في أربعينية الحسين عليه السلام، والذي يعتبر إنجازًا مهمًا تكاتفت فيه الجهود المباركة واجتمعت فيه الجماهير البحرانية تحت راية واحدة هي راية الحسين صلوات الله وسلامه عليه، سواء على مستوى التشاور والإعداد، أو المشاركة، فقد شاركت فيه لثلاثة مواسم، وانقطعت عن ذلك لظروف خاصة، ولكني لم أنقطع عن متابعته ومد يد العون للإخوة الأحبة القائمين عليه، وأسأل الله أن يوفقني للحضور والمشاركة هذا العام.

المرآة: بالنظر لأغلب المناطق الشيعية، بقيَ العزاء محافظاً على بصمته الخاصة لكل منطقة، يمكن ذكر التجربة العراقية، الايرانية، التركية إلخ... كأمثلة على ذلك، فعلى الرغم من تطورها إلا أنها حافظت على إطارها العام، بحيث لو سمعت إحدى اللطميات الآن وقارنتها بأخرى قبل نصف قرن، لأدركت بأنها تنتمي إلى المدرسة ذاتها مع كل التطور الذي أصابها، في حين أن التجربة البحرانية لا تملك هذه السمة، فلو قارنت نتاج 2014 بالنتاج قبل 50 سنة، لوجدت اختلافًا في أسس المدرسة نفسها، بحيث أنّها لم تعد موجودة، خلافًا لتجارب البلدان الثانية. هل يمكن أن نسمي هذا تأسيسًا جديدًا، وهل تراه أمرًا إيجابيًا، ألا يمثل تجاوزًا بل سحقًا للتركة السمعية وموروثاتها؟

الأكرف: ما يميز ألوان العزاء في هذه الدول هو اللغة واللهجة والمُفرَدَة أكثر من المدرسة، فيخالها المستمع مدرسة محافظة، إن جاز التعبير، والواقع هو أن المدارس في كل هذه الدول متطورة ومتنوعة، إلا أن الفارق الأساس بينها هو محافظة المنشدين وقراء العزاء فيها على التراث والموروث كما هو، وفتحهم مدارس جديدة بعضها لا علاقة له بالتراث، فيما يطور بعضها الآخر التراث نفسه.

والبحرين ليست بدعة بين هذه الدول، لكن الإشكالية الأساسية هي أننا اهتممنا بالتطوير واستحداث المدارس العزائية على حساب الموروث، حيث اعتمد غالبية المنشدين ومقرئي العزاء أساليب المدارس الحديثة وأهملوا الألوان التراثية القديمة.

وهذه إشكالية ألفت النظر إليها قبل عاشوراء هذا العام عبر كلمة مسجلة لفعالية خاصة بمواكب العزاء في البحرين.

المرآة: أنتم متهمون بأنكم تنتمون لمجموعة ساهمت في تكسير سلطة النص، إذ يحلّ اللحن لديكم أولاً، أي أن السلطة الأولى لّلحن. يمكنك أن تنفض عنك هذا الاتهام ولكن، كيف تبرر تذمر الشعراء من التعدد المفرط للأوزان، بل يذهب البعض إلى القول بأنها أوزان لا يمكن الكتابة وفقًا لها، مما يضطرهم للإسفاف..

الأكرف: مر على مشاركتي في عزاء الإمام الحسين قرابة الثلاثين عاماً، وأحسب أن الغالبية العظمى من "الرواديد" يلحنون أولاً ثم يكتبون النص، ولا أرى في ذلك سلبًا لسلطة النص.

نعم، منذ بدأت بتأسيس المدرسة العزائية الحديثة في العام 1992م و التي اشتهرت بـ"مدرسة تعدد الألحان" حيث تتعدد وتتنوع الأوزان الشعرية فيها، بدأت مشكلة تذمر الشعراء من اختلاف الأوزان، والحق أن لهذا التذمر أسبابه الصحيحة غالبًا، لكن هذه المدرسة أنتجت شعراء ماهرين في إعطاء النص سلطته رغم تعدد الأوزان بل وعدم قابلية بعضها للتكيف مع اللّحن بنسبة ما، والوجدان ويبرز ذلك عبر مئات القصائد الناجحة والتي كان لها انتشار واسع في العالم الإسلامي العربي.

وينبغي على الملحنين من رواد هذه المدرسة مراعاة التناسق والتناسب والصحة في الأوزان لإيجاد حل الإشكالية.

المرآة: على مستوى النص أيضًا، ولعلك قريب منه، من حيث إنك تكتبه أحيانًا، يُتهم النص الحسيني دائماً بأنه يراوح مكانه، على مستوى سرد الحدث، وعلى مستوى الصورة الشعرية التقليدية.. بم تبرر ذلك؟

الأكرف: أعتقد أن طبيعة القصيدة العزائية والنص الحسيني توافق طبيعة الملاحم، والتي تستهدف الطبقات الشعبية الهاوية للسرديات والأسلوب القصصي الشيق.غير أنّي أعتقد أننا قدمنا الكثير من النصوص الشعرية البعيدة عن الطبيعة الملحمية والسردية وهناك نماذج مهمة يمكن الاطلاع عليها.

المرآة: إلى جانب اللطميات، خضتم تجربة الإنشاد، ماهو الحد الفاصل بين اللطمية والأنشودة على مستوى الإيقاع وأيضًا على مستوى الكلمات، مع ملاحظة أنه لم يعد يُعَوّل على الإيقاع "الفرايحي" أو العسكري كسمة فارقة..

الأكرف: القصيدة الإنشادية أوسع من حيث موضوعاتها، وإن كانت الموضوعات مشتركة بينها وبين اللطميات مشتركات، إلا أن موضوعات الإنشاد مجردة من قيد الربط بالمصائب الخاصة بأهل البيت عليهم السلام، أو أفراحهم. ومن حيث الإيقاع فهو أساسي في اللطمية بحيث يمكن للمعزي اللطم على وقعه، لكنه غير موجود في الإنشاد، وبالتالي لا تتقيد الأنشودة به.

الأكرف 2

المرآة: كان لك زيارات متكررة إلى لبنان، احييت خلالها عدة مناسبات. وقد نشر شباب لبنانيون أحد الفيديوهات لدى مشاركتك في مناسبة استضافتها الجامعة اللبنانية، ماذا تحدثنا عن هذه المشاركة وتفاعل الطلاب اللبنانيين مع القصيدة العزائية؟

الأكرف: لقائي بطلاب الجامعة اللبنانيين ومشاركتي في الحرم الجامعي كان حدثاً مميزاً بالنسبة لي ولقد تلمست حضور القصيدة العزائية في وجدان الطلبة والطالبات وما شد انتباهي هو الإنصات التام للنص والتفاعل معه والذي كشف عنه طبيعة الأسئلة على ضفاف المشاركة.

المرآة: للحدث السياسي حضور دائم في اللطمية البحرانية، ولعل هذا ما يميز القصائد العزائية البحرانية عن غيرها في الشارع اللبناني المقاوم، خصوصاً أن هذه القصائد حضرت فيها الأحداث التي تهتم او تلك المتعلقة مباشرة بهذا الشارع. تحديداً المقاومة وحزب الله متى حضرت في اللطمية البحرانية؟

الأكرف: تاريخ حضور قضية المقاومة للعدو الصهيوني في القصيدة الحسينية بدأ بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران، وتركز بعد أول جمعة أقيم فيها احتفال بمناسبة يوم القدس العالمي في البحرين ولعله عام 1986م.

أما المقاومة الإسلامية في لبنان وبالتحديد حزب الله فقد بدأ حضورها في أواخر الثمانينات في قصائد قليلة وبشكل رمزي نظراً للظروف الأمنية آنذاك و توسع تناولها بعد تحرير الجنوب، ونحن ننظر إلى المقاومة في لبنان باعتبارها منجزاً من مجزات الثورة الحسينية، والتي لا يمكن فصلها عن القضية الحسينة.

المرآة: لشارع المقاومة تجربته مع اللطمية البحرانية بشكل عام، ولطميات الأكرف بشكل خاص، لكن ماذا عن تجربتك مع شارع المقاومة، حين حضرت على أرضه؟

الأكرف: في عام 2001 كان من المقرر أن أشارك في مجمع سيد الشهداء بالضاحية بعد دعوة موجهة من الأخوة الأحبة في المقاومة الباسلة، إلا أن ظروفاً حالت بيني و بين هذا الشرف العظيم.

وبعد حرب تموز 2006 زرت بيروت في العام ذاته قادماً من زيارة الأربعين للسيدة زينب، فدعيت للمشاركة في مجمع سيد الشهداء بذكرى الأربعين، وهناك كانت إطلالتي الأولى على هذا الكم من جماهير المقاومة وكان الموقف مدهشاً، ففي ختام المجلس وجهت تحية للمقاومة وسيدها العظيم وصانع انتصاراتها وشهدائها الخالدين عبر إلقائي مقطعاً من أنشودة الوعد الصادق، وتفاجأت بأن الجمهور يرددها معي عن ظهر قلب والحال أن هذا العمل تم إصداره في الأسبوع الأول لحرب تموز وهو أول عمل صدر حولها.

بعد ذلك وجهت لي دعوة للمشاركة في مجمع سيد الشهداء لعاشوراء 2007 لليالي العشر الأولى ثم تكررت الدعوة عام 2009.

ما يميز العزاء في مجمع سيد الشهداء هو أنك تشعر بوجودك في الصفوف الأمامية في كربلاء الحسين عليه السلام، تقاتل بالكلمة والصرخة وتحفيز الهمم وهو الشعور الذي لم أجده في مكان آخر. وكذلك ترى الدقة في التنظيم والإعداد ورعاية "الرادود" والسهر على راحته للحد الذي يشعرك بالخجل.

وما زالت تحضرني كلمة لسماحة سيد المقاومة، أبلغني إياها أحد القائمين على مجلس العزاء وهي: هنا لا مجال للخطأ، أربكتني الكلمة كثيراً، وأحسست بعظيم المسؤوليه تجاه إنجاح مجلس العزاء وبذلت كل جهدي من أجل ذلك والحمد لله خرجت بتجربة أحسب أنها مرضية.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus