هل منكم من سمع حكاية يونس؟
2014-10-31 - 3:20 م
مرآة البحرين (خاص): يونس ليس شخصية عامة ليجد له فريقاً من المحامين المتطوعين يدافعون عنه، وليس شخصية مشهورة ليجد قضيته مثارة في كل مكان في العالم، هو شاب ثلاثيني مجهول من قرية النويدرات، فهل منكم من سمع حكاية يونس؟
بلا محامٍ ولا علاج، هكذا وجد يونس جاسم الحلو نفسه أمام مصير مفتوح، وتهم غير معروفة حتى لأهله، فلا محام يتابع قضيته، ولا أهله يملكون قدرة حمل تكاليف توكيل محام له ويتعففون عن دق الأبواب.
يقبع يونس في إحدى زنزانات الحوض الجاف، منتظراً البت في قضيته بعد اعتقاله وشقيقه الذي يصغره حسين، بيد أن شقيقه نُقل إلى سجن جو المركزي فيما يبدو أنه يواجه تهماً حُكم فيها مسبقاً، بينما ينتظر يونس مصيره المجهول.
ليس ذلك ما يجعل حكايته استثنائية، بل انصراف معظم المحامين عن التبني التطوعي لقضايا المعتقلين السياسيين، وهو ما كان يقدمه عدد كبير منهم طوعاً بعد أحداث 2011، وهو أمر يبدو طبيعياً لطول المدة وكثرة القضايا الأمنية والسياسية، لكن ماذا تفعل عائلة مثل عائلة يونس؟ الاوضاع المعيشية للأسرة صعبة، خاصة في ظل اعتقال ثلاثة أبناء من العائلة، ولا يمكنهم تحمّل تكاليف فاتورة محامٍ. شقيقة يونس تخبر مرآة البحرين أنها استمرت تبحث منذ يونيو الماضي عن محامٍ يقبل أن يتبنى قضيته دون مقابل، لم تجد، فيما طرق أبواب جمعيات تمخض عن لا شيء حسبما تقول.
مرآة البحرين التقت العائلة ظناً منها أن الأمر يتعلق بالإهمال الصحي الذي يتعرض له يونس، لنكتشف إهمالاً أكبر، إهمال الشريك فيه هو المجتمع، فقضية يونس مهملة من المجتمع ومؤسساته ونشطائه الذين غابوا عن يونس أو تجاهلوه أو أهملوه، ولم يساعدوا عائلته في توفير أبسط الاحتياجات الرئيسية له وهو محامٍ يتابع قضيته.
لم يعد الشاب الثلاثيني المصاب بحروق في جسده قادراً على الحركة، يطلب يونس كرسياً متحركاً كي يتمكن من الذهاب إلى النيابة، لكن إدارة سجن الحوض الجاف يفضلون أن يعتبروا الأمر امتناعاً عن الحضور، فيما يصبح الإهمال لعلاجه أمراً حتمياً في ظل غياب محامٍ يتابع قضيته ويطالب بحقه في الرعاية الصحية.
اعتقل الحلو في 3 يونيو الماضي برفقة أخوه حسين، تعرضا للتعذيب المتواصل لمدة مدة 5 ساعات، كان يونس حينها مصاب بحروق شديدة في رجليه، وبعد يومين من التحقيق نقل إلى المستشفى ليتضح مستوى التهالك في حالته الصحية، إذ تم تجبير نصف جسده واكتشفت جرثومة في دمه.
طلب الحلو من إدارة السجن أكثر من مرة نقله إلى المستشفى أو صرف الأدوية المقررة له، لكن لا أحد يسمع لا أحد يستجيب. لا تزال الالتهابات تأكل في جسد يونس الذي يكمل شهره الخامس في المعتقل بلا محام، وجرثومة الدم تزيد وضعه تعقيداً، فهل عرفتم الآن حال يونس؟