"جستين غينغلر" يرد على منظمة "موالية لولي العهد" انتقدت مقاله حول الانتخابات القادمة

2014-10-21 - 12:16 ص

مدوّنة الدين والسياسة، جستين غينغلر

ترجمة: مرآة البحرين

عقب مدّة قصيرة من نشري لمقالي ههنا، نشرت حركة مواطنون من أجل البحرين (القريبة من ولي العهد حسبما أظن)، والتي أشرت إلى تحليلها للتغيّرات في الدّوائر الانتخابية، ردًّا مطوّلًا على مقالي، حيث من الواضح أنّها ألقت الضوء على كل العيوب فيه وحثّتني على "إعطاء الإصلاحات فرصة"، وأنا الذي لا يُسمح لي حتّى بالدّخول إلى البحرين ناهيك عن أن أكون طرفا ذي مصلحة. وعلى الرّغم من أنّني لا أدخل في هذا النوع من الجدالات، فإنّي سأقوم بذلك في هذه الحالة على أمل أن يساعد في تجنب لغط مشابه و/أو سوء فهمٍ متعمّد.

إنّ الاتّهام الرّئيس الذي تمّ توجيهه إلي هو أنّ تحليلي مبنيّ على رأيٍّ متحيّز، لا سيّما في ما يتعلّق بمدى تعزيز الإصلاحات لفرص الوفاق الانتخابية. وفي الواقع، إنّ النقطة التي أردت إيصالها هي أنّ غاية المعارضة الأساس في الحثّ على الإصلاح الانتخابي كانت للحصول على دوائر انتخابية تسمح لها بالتّنافس، على أساسٍ عادل، في الانتخابات، أي الفوز بمقاعد في البرلمان تتناسب مع نسبة التأييد الشّعبي. ولكن، قبل وبعد التّغييرات، يختار الحزب الذي يمثّل 50% على الأقل من القاعدة الشّعبية، أن يتخلّى بملء إرادته عن المنافسة في 22 دائرة (55%)، ليس لأنه يعلم بأنّه سيواجه منافسة انتخابية شديدة، بل لأنّه يعلم أن لا فرصة له على الإطلاق في الفوز، بحساب التركيب الديمغرافي. الحصيلة هي أنّ على الجمعيّات المعارضة، وهي توافق على المشاركة، التّقبل مسبقًا، أنّها ستبقى على الدّوام الأقلّيّة في البرلمان بغض النّظر عن التّأييد الذي تحظى به في المجتمع.

وأثنت حركة مواطنون من أجل البحرين على الإصلاحات معتبرةً أنّها عميقة وأكثر "جذريّةً" من التّوقّعات، وتأسّفت على حقيقة أنّ الانتخابات البحرينية تعزّز الهوية الطائفية حتمًا. ولكنّ هذا الأمر نتيجةٌ مباشرة، ومتوقّعة للنّظام الانتخابي الذي يفرز عضوا واحدا عن كل دائرة. فمن المعلوم أنّ هذا النّظام-كالمعتمد في الولايات المتّحدة الأمريكية وبريطانيا-يقلّص بشكل منهجي من عدد الأحزاب السّياسيّة التي يمكن أن تستمر، لأنّ الأحزاب الأقل تمثيلًا لا فرصة لها للفوز على الإطلاق ببساطة، إلّا إذا كان لها دعم محليّ متمركز (كالحزب الوطني الاسكتلندي في بريطانيا على سبيل المثال). أنظر مجددا التاريخ الانتخابي لجمعية وعد، التي حصلت على نسبة ما بين 5% و10% من عدد الأصوات الإجمالي في عامي 2006 و2010 ولكنّها لم تحظ بمقعدٍ واحدٍ في البرلمان.

فإن أراد ولي العهد أن يحقّق إصلاحاتٍ انتخابية "جذريةٍ" حقًّا، فلا بدّ من إلغاء نظام الدّوائر الفردية واعتماد أي نظام انتخابي آخر وقوانين انتخابية أخرى- كنظام التّمثيل النّسبي، اللّوائح الحزبية، وغيرها- الكثير منها تمّ إنشائها لتُطبّق تحديدا في الأماكن التي تشهد نزاعات. ويمكننا الإجماع على أمرٍ واحدٍ وهو أنّ البحرين ستكون أفضل حالًا إن ضمّ البرلمان طيف الآراء الممثّلة في المجتمع، والتي تمّ استئصال أكثرها تحرّرًا حاليًّا بسبب النّظام الانتخابي نفسه. لذا لا تعتبر إعادة رسم الدّوائر أحادية الجانب، والتي صممت بطريقة لتُناسب شريحة معيّنة من السّكّان (المستقلّين)، ولتضر بالبعض (السّنّة الإسلاميّين)، وتترك الفرص الانتخابية لآخرين (المعارضة) على حالها تقريبًا، لا تعتبر إصلاحًا جذريًّا أو تقدّميا. (وكما استغرق الأمر من الوفاق يوم واحد لتحتسب لفرصها الانتخابية وفقًا للنّظام الجديد، فلا تتظاهروا بأنّ الحكومة لم تفعل الشيء ذاته عند إعادة رسمها للدوائر).

النّقطة الأخرى التي أشارت إليها حركة مواطنون من أجل البحرين هي أنّني اعتبرت أنّ التغييرات الجديدة هي جزء من مؤامرة أمريكية لحرمان السّنّة الإسلاميين. وبخصوص هذه النّقطة، أظن أنّي لا أحتاج إلى قول الكثير في ردّي عليها، بما أنّها قراءة غريبة للأمر لا يشترك فيها الكثيرون حسبما أفترض. لقد ذكرت نقطتين: أولًّا، كما تعترف الحركة نفسها؛ من الجلي أنّ المرشّحين السّنّة الإسلاميين هم من بين المستهدفين بهذه الإصلاحات، الأمر الذي يُرضي السّعودية على الأرجح نظرًا للتوتّر الذي حصل مؤخّرًا حول تمثيل الإخوان المسلمين الجيّد عادةً (في البرلمان) في البحرين، كما أنّه يُرضي الولايات المتّحدة الأمريكية؛ وثانيًّا، وفقًا لكل المعطيات، فقد أذعنت الولايات المتّحدة لهذه الإصلاحات الانتخابية المحدودة نسبيًّا مقابل الضّغط لتحقيق أمر أكثر أهمّية، ويعود سبب ذلك، إلى حدٍّ ما، إلى حاجتها إلى الدّعم السّعودي والبحريني ضد تنظيم داعش.

وأخيرًا، تذكر الحركة أنّ أسامة التّميمي لن يترشّح للانتخابات، وهذا أمر لم أكن على علم به وإنّ هذا لمؤسف حقًّا لأنّه يبدو ذا شخصية مرحة. ومن جهة أخرى، أنا لم ألمّح إلى أنّ التّخلص منه هو "الغاية الوحيدة" للحكومة وراء إلغائها للمحافظة الوسطى؛ بل كتبت أنّ "المعارض أسامة التّميمي...مثّل مدينة عيسى في المحافظة الوسطى السّابقة، ومن غير الواضح كيفية تأثير التّغيّرات على فرصه." فهل أُسيء تفسير أقوالي بشكل كبير؟

 

13 أكتوبر 2014

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus