من هو قتيل "داعش" البحريني أحمد شهاب؟

2014-10-14 - 9:13 م

مرآة البحرين (خاص): أحمد عبدالرحمن شهاب أحمد شهاب، الملقب بـ"عبدالرحمن الشرقي" اسمٌ لم يظهر إلى العلن والتداول الإعلامي إلا بعد أن أعلن تنظيم "داعش" اليوم الثلثاء (14 أكتوبر/ تشرين الأول 2014) عن مقتله في العراق. فمن هو الإرهابي الذي وضعته الحكومة الأمريكية على لائحة الإرهاب في 17 يوليو/تموز 2012؟

- في يناير/ كانون الثاني 2007 أصدرت حكومة البحرين أمر قبض بحق أحمد شهاب مع 4 مشتبهين آخرين بينهم شخص يدعى عادل صالح. وأعلنت السلطات الأمنية في بيان عن تفكيكها خلية مكونة من 5 أشخاص ضمن 11 مشتبها به في الانتماء إلى تنظيم القاعدة. ووجّهت النيابة العامّة تهماً لهم بأنّهم: "قدموا دعما وتمويلا لجماعة تمارس نشاطا إرهابيا مع علمهم بذلك، والاشتراك في أعمال عدائية ضد دولة أجنبية". كما اتهمتهم بـ"الالتحاق والتعاون مع جماعة مقرها خارج البلاد، تتخذ من الإرهاب والتدريب عليه وسيلة لارتكاب أعمال ضد دولة أجنبية". وقالت إن المتهمين تلقوا "تدريبات عسكرية على استعمال أسلحة ومفرقعات بقصد الاستعانة بها في ارتكاب أعمال إرهابية".

- في العام 2009 أدين أحمد شهاب غيابياً بسبب نشاطه الإرهابي وحكم عليه بالسجن 5 أعوام. وقد صدرت بحقه مذكرة حمراء من قبل شرطة الإنتربول. كما قضت المحكمة الكبرى الجنائية في البحرين بحبس آخر معه في نفس القضية بتهمة "تمويل تنظيم القاعدة لمدة سنة، كما قضت بحبس المتهمين الثاني والثالث (أحدهما سوري) غيابيا لمدة 5 سنوات". وأشارت في حيثيات القضية إلى "اعتناق المتهم الأوّل (بحريني) الفكر التكفيري واتصاله ببعض العناصر المنتمية إلى تنظيم القاعدة في الخارج، وله نشاط واسع في تمويل ذلك التنظيم مالياً، إذ سبق له السفر إلى إيران مع متهم آخر سبق الحكم عليه في يناير/ كانون الثاني من العام 2007". كما أفادت تحقيقات النيابة العامة بأن المتهمين "سلما مسئول التنظيم هناك مبالغ مالية، كما قام المتهم متفردا بالسفر في مارس/ آذار وفي مايو/ أيار 2007، إذ سلّم مسئولا في القاعدة مبالغ مالية أخرى". وقد تم ضبط المتهم الرئيسي قبل مغادرته مطار البحرين الدولي في 9 يونيو/ حزيران 2007.

- كشفت مراسلة سابقة نشرت ضمن الوثائق التي سربتها"ويكيليكس" بتاريخ 11 مايو/أيار 2009 بين السفارة الأمريكية في المنامة والخارجية الأمريكية، والتي قامت "مرآة البحرين" بترجمتها، إلى أن السفير الأمريكي اجتمع مع النائب العام علي فضل غانم البوعينين للتعبير عن قلقه من إمكانية إصدار عفو ملكي بحق المتهمين في "خلية الخمسة"، وخصوصاً البحريني أحمد شهاب و"السوري خطّاب" كما حصل مع عادل صالح المتهم في نفس القضية والذي يخضع لعقوبة المنع من السفر.

- أشارت المراسلات إلى أن السفير الأمريكي التقى مرتين خلال شهر إبريل/ نيسان 2009 مع وكيل وزارة الخارجية البحريني للتعبير عن قلقه من العفو الملكي الصادر بحق زميل شهاب، وهو عادل صالح، كما التقى السفير الأمريكي بقائد قوة دفاع البحرين، وزير التجارة ووزير المالية للشأن ذاته.

- في 10 مايو/أيار 2009 التقى السفير الأمريكي ومعه المستشار السياسي والاقتصادي للسفارة بالنائب العام علي فضل البوعينين، وكرر قلقه من العفو الملكي وسأل البوعينين عما ستفعله الحكومة البحرينية لاحقاً مع صالح، كما استفسر عن وضع الرجلين المتهمين غيابياً، وهما أحمد شهاب وخطّاب.

- أكد البوعينين، بحسب مذكرة "ويكيليكس"، بأن صالح خرج في عفو ملكي في 11 أبريل/نيسان 2009 مع 178 معتقلاً قبل انتهاء مدة حكمه (سنة واحدة) بـ 32 يوماً فقط. لكن البوعينين أكد للسفير أن "أحمد عبد الرحمن شهاب" والمتهم الآخر السوري الجنسية "خطّاب" لن يشملهما أي عفو ملكي، وأن الحكومة البحرينية على تواصل مع الانتربول لإصدار مذكرة اعتقال بحقهما. وأضاف السفير الأميركي أنه حتى مع علم البوعينين أن خطّاب وشهاب متواجدَين في أفغانستان، إلا أنه من الضروري تدخل الإنتربول لإعاقة حركتهما ما أمكن ذلك.

- قال السفير الأميركي إن البوعينين شرح له أن صالح الذي خرج بعفو ملكي من السجن سيبقى ممنوعاً من السفر وأن جهاز الأمن الوطني صادر جواز سفره، ويقوم بمراقبة تحركاته وأنشطته. وعلّق السفير الأمريكي في آخر المراسلة أنه من خلال خبرتهم مع الحكومة البحرينية، فإنها تستطيع التحكم في المجموعات السنية المتطرفة، ونحن (السفارة) نتوقع أن صالح سيكون خاضعاً للمراقبة بكل تأكيد كما شرح لنا البوعينين، وإن السلطات البحرينية ستوظّف قدراتها في التهديد والإغراء والضغط العائلي لتبقي صالح بعيداً عن أي نشاطات متطرفة مستقبلاً. [1]

- في 17 يوليو/ تموز 2012 يوليو 2012 أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها أدرجت اسم أحمد شهاب على القائمة السوداء للإرهابيين. وجاء في بيان صادر عن الخارجية الأميركية "وجهت تهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة للتخطيط لارتكاب اعتداءات إرهابية إلى «أ.ع.أ» الذي قام بتدريب عناصر في القاعدة على التقنيات والمخططات الإرهابية»". [2] [3]

- في 18 يوليو/تموز 2012 صرح المدير العام للإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية أن شهاب "صدر بحقه حكم غيابي في عام 2009 بالسجن 5 سنوات لالتحاقه بجماعة إرهابية في الخارج الغرض منها القيام باعمال عدائية ضد دولة أجنبية. وأضاف أن حكومة البحرين قامت بالتعميم عن "شهاب" لدى الدول العربية الأعضاء في الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب والمكتب العربي للشرطة الجنائية، والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) منذ تاريخ صدور الحكم في 2009. [4] [5]

- في 19 يونيو/حزيران 2013 أعادت وزارة الخارجية الأميركية التأكيد على أنها أدرجت اسم أحمد شهاب، وهو من أعضاء تنظيم القاعدة، ملاحق في البحرين منذ أكثر من خمس سنوات، على القائمة السوداء للإرهابيين.

وجاء في بيان صادر عن الخارجية الأمريكية "وجهت تهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة للتخطيط لارتكاب اعتداءات إرهابية إلى أحمد عبدالرحمن شهاب أحمد شهاب الملقب بعبدالرحمن الشرقي الذي قام بتدريب عناصر في القاعدة على التقنيات والمخططات الإرهابية". وأمرت بـ "حجز كافة أملاكه ومنع أي مواطع أمريكي من القيام بأي معاملات مع شهاب".

- في العام 2014 صرحت وزارة الخزانة الأمريكية بأن أحمد شهاب على لائحة المشمولين بالعقوبات الإقتصادية. وجاء في تقرير أصدرته وزارة الخزانة الأمريكية بتاريخ 30 سبتمبر/أيلول الماضي، بأن وزارة الخزانة الأمريكية وضعت اسم أحمد عبدالرحمن شهاب أحمد شهاب، كأحد الأسماء المشمولة بالعقوبات الاقتصادية بسبب أنشطة إرهابية، وذكرت أن الاسم تم إضافته إلى القائمة بتاريخ 17 يوليو/تموز 2012 دون ذكر أي تفاصيل أخرى. [6]

- عند الثانية فجراً صباح اليوم (14 أكتوبر/ تشرين الأول 2014) أعلنت "داعش" عن مقتل أحمد شهاب. وقال منتمون للتنظيم إنه "قضى في تفجير لأحد المنازل بعد وضع شريحة من قبل عميل تم القبض عليه وإعدامه" في إشارة إلى الشرائح الإلكترونية التي توضع لتحديد أهداف لطائرات التحالف الدولي.

- صرح الضابط البحريني المنشق محمد البنعلي، والذي يقاتل مع "داعش"، في تغريدات له فجر اليوم عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بأن شهاب "كان من الدعاة إلى منهج التوحيد في البحرين وأن بحرينيين تخرجوا على يديه وصاروا من جنود الدولة الإسلامية".

فيما أفاد أبو القاسم العصيمي، وهو أيضاً أحد مقاتلي "داعش" على حسابه الرسمي في "تويتر"، إن "الشرقي كان مسئول العمل الخارجي للقاعدة في أفغانستان مما جعل أميركا تبحث عنه بشدة".

 

هوامش:

[1] مراسلة السفارة الأمريكية في المنامة للخارجية الأمريكية كما نشرتها و"يكيليكس"

[2] تقرير الخارجية الأمريكية في 17 يوليو/تموز 2012 بوضع شهاب على القائمة السوداء

[3] يلحظ في بعض التقارير الأمريكية ورود اسم شهاب بالإنجليزي مع إغفال حرف الـ H، وكتب sihab بدلاً من shihab.

[4] تصريح وزارة الداخلية البحرينية بشأن أحمد شهاب في 18 يوليو/تموز 2012 

[5] قرار وضع أحمد شهاب على لائحة المطلوبين في الشرطة الدولية (الإنتربول) 

[6] تقرير وزارة الخزانة الأمريكية في 30 سبتمبر/أيلول 2014 بوضع شهاب ضمن المشمولين بالعقوبات

النسخة الانجليزية


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus