غلوبال فويس: البحرين تشارك أمريكا في غاراتها الجوية، بينما تُمارس التّعذيب ضد الأمريكيين وتُسكت الأصوات المناهضة لـ"داعش"

2014-10-12 - 3:40 ص

نور مطر، موقع غلوبال فويس

ترجمة: مرآة البحرين

"أُجبِر على الوقوف على إحدى قدميه لأربع ساعات. وقال إنّه تعرّض للضرب باستمرار، بينما كان يُهدَّد باغتصاب أمّه وأخواته." يبدو هذا القول وصفًا لأفعال ما يُسمّى بالدّولة الإسلامية في العراق والشام، التّنظيم المنشق عن القاعدة الذي سيطر على مناطقة واسعة من العراق وسورية. ولكنّ هذا وصف لما اقترفته الحكومة البحرينية، وهي حليف في الائتلاف ضد داعش، بحق مواطنٍ أمريكي وبحق آلافٍ من مواطنيها.

وانضمّت البحرين وأربع دولٍ أخرى إلى الائتلاف ضد هذه الجماعة المسلّحة، التي تقتل المسلمين والأقلّيّات وتنشر الرّعب في طريقها للاستيلاء على الأراضي وضمّها إلى خلافتها المزعومة. ويمكن القول إنّ البحرين لم تتظاهر حتّى بعقد جلسة برلمانية للمصادقة على قرارها الذّهاب إلى الحرب. وقد شكّل انضمام البحرين إلى الائتلاف موضوعًا مثيرًا للسخرية أيضًا لمقدّم برنامج "ذا دايلي شو" الكوميدي جون ستيوارت.

وقد حدث هذا الأمر بُعيْد ترحيل الحكومة البحرينية لدبلوماسي أمريكي. بينما مؤخّرًا أيضًا، استبعد الشيخ خالد آل خليفة، وهو رئيس اللّجنة الوطنية للدفاع والأمن الوطني في مجلس الشّورى، خطر داعش.

مزاعم التّعذيب

دخل القمع الممارس من قِبل الحكومة البحرينية ضد الانتفاضة الشّعبية سنته الثالثة. ووجد تقي الميدان نفسه، وهو مواطنٌ وُلد في الولايات المتّحدة الأمريكية، بين براثن هذا الصّراع بعد عودته وأمّه إلى البحرين عقب طلاقها من زوجها. إذ اعتُقل هناك وتمّ تعذيبه إلى أن وقّع على اعترافٍ باطلٍ يفيد بمحاولته ارتكاب جريمةِ قتل. فهو الآن قابعٌ في أحد سجون البحرين السّيئة السّمعة، ومحكوم عليه بالسجن لمدّة عشر سنوات.

تمّ اعتقال الميدان في منزله وتمّت محاكمته بتُهمٍ عدّة، منها المشاركة في تجمّعات مخالفة للقانون والاعتداء على القوّات المسلّحة. وفي مقابلة مع صحيفة يومية صادرة باللّغة العربية، نفت أمّه كل تلك التّهم، وقالت إنّ ابنها كان في المنزل في الوقت الذي حصلت فيه الحادثة المزعومة، التزامًا بتحذير السّفارة الأمريكية من التّنقل.

وصرّحت والدته أيضًا أنّه لا وجود لأدلّة حسّيّة تدعم الادّعاءات الموجّهة ضد ابنها. وطالبت بتقديم الأدّلة المزعومة التي تُجرّمه إلى محكمة علنية، حيث تقول إنّها واثقة من أنّ المحكمة ستدحضها بسرعة. ووفقًا لمنظّمة هيومن رايتس ووتش، تفشل المحاكم في البحرين "في تحقيق المستوى الأدنى من المحاسبة والعدالة المحايدة".

ووفقًا للنّاشط البارز في مجال حقوق الإنسان السيد يوسف المحافظة، تعرّض "الميدان" لسوء المعاملة في السّجن. ووصف النّاشط وضعه السّيّء في تغريدة نشرها على موقع تويتر هذا الصّيف:

وبعد وفاة معتقلين عدّة في البحرين العام الماضي، قال مركز البحرين لحقوق الإنسان في تقريره لعام 2013 إنّ:

"استمرار الانتهاكات الحالية بحق كل المعتقلين في البحرين قد يؤدّي إلى المزيد من الوفيّات"

وفي العام 2013، نُسب سبب وفاة أربعة من المعتقلين في السّجن إلى عدم توفير العلاج الطّبّي.

ووفقًا لوالدة الميدان، فقد خسر 16 كيلوغرامًا من وزنه منذ اعتقاله، ويتساقط شعر رأسه، ويعاني من تقرّحاتٍ في معدته، وأوجاعٍ في الظّهر. لذلك، من دون توفير رعاية طبّيّة وضغطٍ دبلوماسيٍّ كافٍ للإفراج عنه، من المتوقّع أن تتدهور حالته النّفسية أيضًا.

اعتقال نبيل رجب

تُسكِت البحرين أيضًا كل من يتكلم ضد داعش في الوقت الذي تغض فيه النظر عن المنشقين من جيشها للانضمام إلى صفوف داعش والذين يدعون البحرينيين للالتحاق بهم.

واعتقلت السلطات البحرينية مجددًا الناشط الحقوقي البارز، نبيل رجب، الذي أطلق سراحه في مايو/ أيار 2014 بعد قضائه سنتين في السجن بسبب دعمه للتظاهرات السلمية. وهذه المرة، اعتُقِل بسبب انتقاده المنشقين من الشرطة الذين انضموا إلى صفوف داعش. وفي الواقع، علق رجب مرارًا على الأعمال التي ترتكبها داعش. وبعد قطع داعش رأس الصحافي الأمريكي ستيفن سوتلوف، كتب رجب على حسابه على الإنستغرام:

ستيفن

الصحفي الامريكي ستيفن سوتلوف الذي قتلته داعش الليلة هو من الصحفيين والباحثين الذين زاروا البحرين عدة مرات وكتب عدة مقالات وبحوث تدعم نضال شعب البحرين ولذلك التقيته عدة مرات - ان هذه القسوة التي تبديدها هذه الحركات الاسلامية المتطرفة قد أضرت بالإسلام والمسلمين اكثر من الأضرار التي خلفها أعداء الاسلام - كل تعاطفي وتعازيي لأسرة هذا الصحفي المقتول على أيدي أعداء الانسانية

وانتقد رجب أيضًا تراخي القوى السياسية في منطقة الخليج في قمع داعش. فقال مغردًا على تويتر لمتابعيه ال 240,000:

واعتُقِل نبيل رجب بعد تغريداته التي رد فيها على رسالة داعش على اليوتيوب والتي تدعو البحرينيين إلى الانشقاق عن جيشهم والانضمام إلى التنظيم.

اعتبرت السلطات البحرينية التغريدة بمثابة اعتداء على المؤسسات الوطنية وقررت إبقاء نبيل قيد الاحتجاز لحين موعد محاكمته بسبب "تشويه سمعة مؤسسة وطنية". وأثار هذا الأمر نقاشًا حول نفاق الحكومة في أول صراع لها ضد داعش. وعلّق النائب السابق علي العشيري على تويتر:

وسأل الصحفي عادل المرزوق متابعيه الـ 35,900 على تويتر:

وهدمت السلطات البحرينية حوالى 40 مسجدًا شيعيًا في جانب من قمعها للمتظاهرين ضد النظام السني وكذلك يفعل داعش بالمساجد التاريخية والمقامات وأماكن العبادة في سوريا والعراق. وفي هذا الصدد، قارن الناشط عبدالإله الماحوزي بين العملين متسائلُا ما إذا لم نكن نواجه الظاهرة نفسها:

وفي هذه الأثناء، أصدر الواعظ البحريني (ولادة ونشأة) تركي البنعلي، الذي تعهد بالولاء لداعش، بيانًا جديدًا يزعم فيه أن مبايعة الخليفة أبو بكر البغدادي واجب على كل مسلم.

هذا ولم تنشر وزارة الداخلية البحرينية، التي عادة ما تنشر صور المعارضين السياسيين وتهمهم قبل محاكمتهم، أي شيء عن هوية البحرينيين الثلاثة الذين لم تُذكَر أسماؤهم والذين ظهروا في رسالة عبر اليوتيوب داعين البحرينيين للانضمام إلى داعش. كما لم تعلن الحكومة عن إجراء تحقيق عام حول هذه القضية.

 

9 أكتوبر/تشرين الأوّل، 2014

النّصّ الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus