افتتاحية مرآة البحرين: النساء ورد كل ثورة

2011-10-01 - 5:08 م




"كيف تتوقعين منى أن أشرح لطفلتي أنني سأغيب عنهما لمدة 15 سنة؟"
د. ندى ضيف

"عمره ثلاث سنين، لا يدرك ما تعني أن ‫"الماما ذاهبة للمعتقل"‬ لذلك لن أخبره‫.‬ ولكني سأسجل له مقطعا على كاميرا فيديو المنزل، أتمنى أن يدركه بعد سنتين أو ثلاث، عندما تتفتح مداركه، عله يراه فيفهم أن أمه بريئة، ويكون فخوراً بي لقيامي بواجبي، وأنني أعلم أني أحظى بدعم عائلتي التي تعرف أن الأمر برمته ليس إلا انتقاما سياسيا"
د. فاطمة حاجي

14 فبراير عيد الحب الذي يجمع الورد والمرأة، و14 فبراير عيد الثورة البحرينية الذي جمع الورد والنساء. علامتان للثورة البحرينية، النساء والورد، وفي النساء من الورد ما يجعلهن طوق وردٍ، حين كسر الجند وردنا، لم نجد أكثر تأكيدا لسلميتنا من النساء، فصرن ورد الثورة بامتياز.
 ليس أجمل من نساء بلادي ورداً، ليس أجمل من أيديهن يمررنها على وجوه الشهداء، ليس أجمل من ألسنتهن تهتف بالحرية، ليس أوقع من مشيهن، يفتحن ميادين الاحتجاج، ليس كمثلهن وهن يحملن أعلام الوطن. (النساء ورد كل أرض) وهل كانت أرض الدوار ستمثل شيئاً، لو لم تكن نساؤنا عقد لؤلؤته؟
النساء ورد كل ثورة، بأكفُّهن المرفوعة للسماء، بقلوبهن المجبورة بالبكاء، بوجوههن الممتقعة بالذهول، بفتيانهن المنذورين للجنان، بقلق بياضهن على الأبناء، وهنّ يترقبن لحظات الاعتقال.

كُنَّ في الثورة أعلى من مجالس النساء، وأكثر فعالية من جمعيات النساء، وأكثر حضوراً في التاريخ من شهيرات النساء. النساء في بلادي أكثر من كل شيء.
مثلَّن الكرامة، بأقدامهن التي كانت تسبق الرجال، وبشجاعتهن التي هزمت عسكر القبيلة، وأصواتهن التي كانت تعلو بالحرية، وبإراداتهن وهي تعضّد من إرادات الشباب. كنّ يخترقن حواجز الأمن والخوف، ويرعبن بحضورهن أشباه الرجال.

هزمن الإذلال بالكرامة، لم يخضعن للسلطة ولا إكراهاتها، كن يقابلن همجية السلاح بقوة الإرادة، لم تكن الوردات الملقاة على رصيف ستي سنتر مذلولات، بقدر ما كن شاهداً على أنهن تجاوزن قدرة السلطة على تثبيت الخوف في قلبهن.الإذلال هو أن تكون في إرادة المذل، لكنهن كن دوماً في إرادة الثورة، فاستحققن أن يكن ورد الثورة.
 سنتذكر مع كل وردة عبقاً فريداً، سنتذكر مع وردة (رولا الصفار) وصية الممرضة "اجعلي قوة الحب في يديك لتمنحي الحياة لمن هم بين يديك."، وسنتذكر مع وردة (جليلة السلمان) وصية المعلمة "الحرية دون تعليم في خطر دائم، أما التعليم دون حرية فيذهب سدى"، وسنتذكر مع وردة دكتورة (نهاد الشيرواي)، قسم الطبيب ""سأمارس مهنتي بضمير ونبالة، صحة مريضي ستكون لها الاعتبار الأول "، وسنتذكر مع الوردة فاطمة عبد الرسول الحجري، عنفوان الوردة وهي تقول عند قبر أبيها "أريد أن أوصل صوتي هذا إلى كل العالم، إني قوية وشجاعة ولا أخاف، وهذا ما كان يقوله لي أبي" فهل تكسر، وردة بهذا العنفوان؟ وهل تهزم ثورة بها كل هذه الورود.

 سنتذكر مع بهية العرادي، وزينب آل جمعة، وزينب التاجر ورد الشهيدات وهنّ يُحْملن إلى جنانهن على أكف الرجال.
 كم كُنّ هذه الوردات طوق الثورة، طوقها الجميل، الرقيق، الرفيع الشرف.



التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus