روسيا اليوم: "الغرب يقف صامتًا بوجه انتهاك الحكومة البحرينية لحقوق الإنسان ليُحافظ على قواعده العسكرية"

2014-10-07 - 2:06 ص

موقع روسيا اليوم

ترجمة: مرآة البحرين

تواصل الولايات المتّحدة الأمريكيّة والمملكة المتّحدة دعمها للنّظام البحريني، متغاضيتان عن وضع حقوق الإنسان الحرج، إذ تخشيان خسارة قاعداتهما العسكريّة، إذا ما قامتا بأي عمل يُنبئ عن عدم وفاء للنّظام أو عمل ينقده. وهذا ما صرّح به النّائب البحريني السّابق المعارض جواد فيروز لموقع روسيا اليوم.

واستأنف ناشطو المعارضة احتجاجهم على خطّة السّلطات البحرينية لتغيير قواعد الانتخاب مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في 22 نوفمبر/تشرين الثّاني. وحاول النّاشطون الاستيلاء على المناطق المركزية في العاصمة المنامة بسكب الزّيت على الطّرقات. وقد أثار حكمٌ -أصدرته محكمة بحرينية في 29 سبتمبر/أيلول يقضي بسحب الجنسيّة من تسعة متظاهرين معارضين والحكم عليهم بالسّجن المؤبّد- موجةً من الغضب. إذ وُجّهت إلى المحتجّين تُهمة تهريب الأسلحة والإرهاب.

ويزعم جواد فيروز، وهو من بين الواحد والثلاثين متظاهرًا الذين سُحبت منهم الجنسيّة في العام 2012، أنّ أسرة آل خليفة الحاكمة في البحرين تستعين بكل الوسائل لقتل المعارضين والحكم عليهم بالسّجن المؤبّد، ويُثبت سحب الجنسيّة من المحتجّين مؤخّرًا أنّ البحرين تخالف كل المعاهدات الدّولية ومواثيق حقوق الإنسان التي وقّعت عليها.

وقال حسين عبدالله من منظّمة " أمريكيّون من أجل الدّيمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين" إنّ الجنسيّة سُحبت منه في العام 2012. واحتجّ بأنّ سحب جوازات السّفر سياسةٌ جديدة تتّبعها السّلطات في المنامة.

وصرّح عبدالله لبرنامج "إن ذا ناو" (In The Now) على قناة روسيا اليوم بأنّ: "سياسة معيّنة تُتّبع في البحرين، فكل مَن يُناهض هذه الحكومة أو يُعارضها، سواء كان ذلك عبر نشاطٍ سياسي أو نشاطٍ في مجال حقوق الإنسان، ستُسحب منه الجنسيّة كعقوبة على ذلك. وذلك ليكون مثالًا لغيره، ولكي لا يتجرّأ أحدٌ على معارضة الحكومة الحالية في البحرين أو الاحتجاج ضدّها."

ولا يجاهر المجتمع الدّولي بالحديث عن السّلطات التي منحتها الحكومة البحرينية لنفسها، والتي تسمح لها بمعاقبة معارضي الحكومة ويستمر في الوقوف صامتًا أمام انتهاكات حقوق الإنسان.

فقد صرّح جواد فيروز أنّ السّبب يكمن في الاتّفاقات العسكرية بين الحكومة البحرينيّة والولايات المتّحدة الأمريكيّة والمملكة المتّحدة. فعلى سبيل المثال، يقع مقر الأسطول الأمريكي الخامس هناك.

ويشاركه عبدالله وجهة النّظر نفسها، ويضيف أنّ ذلك يُفسّر غياب التّغطية الإعلامية لقضايا حقوق الإنسان.

وقال عبدالله إنّ : "في البحرين مصالحٌ متضاربة. يقع الأسطول الأمريكي الخامس هناك، والآن يُقال أيضًا أنّ المملكة المتّحدة تستخدم قاعدات عسكرية في البلاد. لذا تعزز كل هذه المصالح المختلفة من تأثير دولارات السّعودية البترولية وتزيد من قيمتها، وبالطّبع ستؤدّي دورًا."

وبالنّسبة لفيروز، يُحتمل أن تعتبر كلّ من الولايات المتّحدة والمملكة المتّحدة أنّ دعمهما للنّظام الحالي في البحرين سيُعزّز من موقعهما في المنطقة. ولكنّ سيحدث العكس تمامًا.

وأضاف: "إلى الآن أثبت النّظام البحريني أنّه عاجز عن الحفاظ على استقرار البحرين على المدى الطّويل. ويعلم الجميع أنّ انتفاضة كهذه ستحدث كل عشر سنوات."

ولكن، بينما تسحب السّلطات البحرينية الجنسيّة من ناشطي المعارضة البحرينية، تُجنّس سوريّين، ويمنيّين، وباكستانيّين.

وصرّح فيروز لروسيا اليوم أنّهم: "يهدفون إلى تغيير ديمغرافية سكّان البحرين؛ وذلك بجعلهم أكثر ولاءًا للعائلة الحاكمة وأقل ولاءًا للمعارضة. إنّ هذه القضية بغاية الخطورة".

وبخصوص الانتخابات القادمة، تميل التّوقّعات إلى التّشاؤم بعض الشيء. إذ يعتبر فيروز، مثلًا، أنّ الأحزاب المعارضة لن تُشارك فيها حتّى.

وقال إنّه: "من الواضح أنّ المعارضة لن تُشارك في هذه الانتخابات لأنّها مجرّد عملية تجميلية، ومفروضة من قِبل العائلة الحاكمة. إنّها [تُبعد] الحكم الملكي الاستبدادي [أكثر] من الحكم الدّيمقراطي".

وقال حسين عبداللّه: "لذلك، إلى اليوم، لا تزال تسود أزمة سياسيّة في البلد حيث يقبع آلاف المواطنين خلف القضبان لمجرّد مطالبتهم بحقوقهم السّياسيّة، طالبوا فقط بهذا الأمر، وطالبوا بأنّ يُمثّلوا بطريقة عادلة، وبطريقة معاصرة، وبطريقة ديمقراطيّة، وبأمر لا بدّ أن يمارسه كل شخص وهو: الانتخاب".

ولكن، يعتبر جواد فيروز أنّ المعارضة ستصمد مجدّدًا، على الرّغم من أنّ القمع الوحشي الذي تمارسه الحكومة سيُؤدّي إلى المزيد من عدم الاستقرار في البحرين.

 

1 أكتوبر 2014

النصّ الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus