الأمين العام للوفاق في مسيرة اليوم: ورقة الحكم لا تمثلنا في سطر واحد منها، ولن نوقع على صك عبوديتنا

2014-09-20 - 2:52 ص

مرآة البحرين (خاص): في ختام مسيرة اليوم الجمعة 19 سبتمبر، ألقى الشيخ علي سلمان الأمين العام لجمعية الوفاق كلمة للجماهير المشاركة، وأشار بنبرة عالية وغاضبة غير معتادة، إلى الرسالة التي تلقتها الجمعيات المعارضة من الديوان الملكي، وقد اختار تسميتها بالورقة بدلاً من الرسالة قائلاً: "ورقة الحكم التي قدمها لا تمثل المعارضة ولا الشعب في سطر واحد منها، وترفض المطالب الوطنية، وتكرس الإستبداد وأسباب الأزمة، وفيها محاولة لمخادعة هذا الشعب الكريم، من أجل أن يوقع على صك عبوديته"، مضيفاً "هيهات أن نوقع على عبوديتنا".

وأضاف سلمان بأن النظام "جاء بورقة لتكريس الاستفراد بالقرار، ويلغي فيها إرادة هذا الشعب، ثم يدعوه للذهاب للانتخابات والتصديق على مصادرة حقوقه، ورسالتنا إلى الحكم سنرفض الذهاب في انتخابات مزورة لإرادتنا مسبقاً، وسنفرغ صناديق الاقتراع وسنصفرها إذا تم الدعوة للانتخابات بدون الإستجابة لمطالبنا".

وأضاف سلمان: "نحن كشعب وقوى سياسية نريد أن نشارك ولكن في ماذا نشارك؟! أيها النظام استجب لمطالب هذا الشعب العادلة والمشروعة والبديهية".

ثم توجه سلمان إلى شركاء الوطن، وقال لهم مخاطباً بعد أن تغيرت نبرة صوته وعادت إلى هدوئها:أنكم على يقين تام بعدالة مطالبنا التي نرفعها، تعرفون ذلك حق المعرفة، وأسمع منكم ذلك في المجالس الخاصة وتعلمون أنها مطالب من أجل البحرين لا من أجل شيعة ولا من اجل حزب، وإنما من أجل البحرين كل البحرين وأبناء البحرين كل أبناء البحرين، لهذا الجيل وكل الأجيال القادمة، داعياً إلى الإلتقاء في إرادة الإصلاح السياسي، موضحاً أن بدون الإصلاح الجاد ستستمر معاناة شعب البحرين في كل شئ.

ثم وجه رسالة أخيرة إلى المجتمع الدولي، أكد أمين عام الوفاق على أن "تحقيق التوافق السياسي فيه مصلحة البحرين والخليج والعالم، اما استمرار هذا الوضع فهو خسارة للجميع"، وخاطب المجتمع الدولي "ندعوكم لأخذ الموقف الصحيح تجاه الشعوب المطالبة بالديمقراطية، والمطلوب أكثر من التصريحات الناعمة، فالمجتمع الدولي عليه واجب إنساني وأخلاقي لوقف الإنتهاكات فوراً، ولإيجاد صيغة سياسية جامعة بين الحكم والمعارضة، وهو قادر على ذلك إن أراد"

وفيما يلي نص الكلمة:

أيها الشعب الكريم، أيها الشعب الأبي الحر المناضل، من أجل الكرامة والحرية والديمقراطية، تحية لكم على صمودكم وصبركم وتضحياتكم العظيمة، تحية للدماء والتضحيات التي قدمها شعبنا في طريق الحرية، تحية للسجناء، تحية للاستاذ عبدالوهاب حسين، تحية للاستاذ المشيمع تحية للاستاذ إبراهيم شريف، تحية للطفل جهاد السميع ذو الـ11 ربيعا.

يريدون لنا أن ننسى هؤلاء وأن نذهب لصناديق مفرغة من المضمون، تحية للمجاهدين في كل مكان، والمناضلين من أجل حقوقنا وكرامتنا.

يريدون لنا أن نذهب من أجل مجلس نيابي فاقد للصلاحيات، وننسى نفيسة العصفور وريحانه الموسوي، هيهات لهذا الشعب أن ينسى سجناءه وأن ينسى حرائره.

يراد لنا أن نذهب لانتخابات تقوم على أساس التمييز بين المواطنين، يراد لنا أن ننسى مساجدنا المهدمة، يراد لنا أن ننسى دماء الشهداء، المشيمع وفخراوي والمتروك وأبوتاكي، وكل الشهداء، هيهات ننسى الشهداء.

(يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)، نحن شعب على الحق، شعب مظلوم مضطهد، شعب يطالب بحقوق بديهية وانسانية، شعب مهمش وملغى من ممارسة دوره في التشريع والرقابة وفي اختيار حكومته، ثرواته مسروقة يستولي عليها المتنفذين.

لدينا مطالب مشروعة وعادلة وضرورية وبديهية، لسنا معتدين نحن على الحق، ومن يقمعنا ويسلبنا حقوقنا فهو على باطل، والله شهيد على ما نقول.

لقد رفع هذا الشعب مطالب عادلة ومشروعة، أيها العالم فإسمع هذه مطالبنا: المساواة في الحقوق والواجبات والصوت الانتخابي المتساوي، ومجلس وطني منتخب يتولى الصلاحية التشريعية والرقابية، وحكومة منتخبة تمثل الارادة الشعبية لشعب البحرين، وقضاء عادل ومستقل، والافراج عن كافة المعتقلين السياسيين، ومشاركة أبناء الوطن في تحمل المسؤولية في الوظائف العامة المدنية والعسكرية، وايقاف التجنيس، والعدالة الانتقالية.

هذه مطالبنا أيها العالم، رفعناها في دوار اللؤلؤة ورفعناها في مسيرة 9 مارس وفي مسيرة 15 فبراير ورفعناها في وثيقة المنامة، وفيما يسمى حوار التوافق الوطني في 2011 وفي 2013، وفي كل اللقاءات الخاصة على مدى 3 سنوات ونصف، كان جواب الحكم إني أرفض كل مطالبكم، إني أحتقركم، إني لا أقبل كل مطالبكم العادلة.

لقد جاء الحكم بورقة تمثله ولا تمثلنا، ولا سطر واحد ولا كلمة واحدة فيها تمثلنا، نتفق أن كل هذه العناوين تحتاج إلى نقاش، ولكن لا تمثلنا هذه الوثيقة في أي سطر من سطورها، رفض الحكم في هذه الوثيقة المساواة بين المواطنين، ورفض الدوائر العادلة، ورفض الهيئة المستقلة للإنتخابات، ورفض المجلس ذو الصلاحيات الكاملة التشريعية والرقابية، رفض الحكومة المنتخبة، رفض المواطنة على أساس المساواة في الوظائف العامة، ورفض اطلاق سراح المعتقلين، ورفض ايقاف التجنيس.. رفض كل ذلك، وجاء بورقة الرفض لمطالبكم وتكريس الاستبداد وأسباب الأزمة، وهو يحاول مخادعة هذا الشعب الكريم، من أجل أن يوقع على صك عبوديته.. وهيهات أن نوقع على عبوديتنا.

جاء بورقة لتكريس الاستفراد بالقرار، يلغي فيها إرادة هذا الشعب، والحق هو أن هذا الشعب هو صاحب القرار، وليس فوق هذا الشعب لا حكومة ولا نظام أو أي سلطة.. فالشعب هو صاحب القرار.

جاء بورقة يلغي فيها الإرادة الشعبية تماماً، وأتحداه أن يقول أن في هذه الخطوة أو تلك إرادة شعبية.. جاء بهذه الورقة ثم يدعوكم للذهاب للانتخابات والتصديق على مصادرة حقوقكم الكاملة وحقوق ابنائكم، في المساواة والحرية والعدالة.. فهل تفعلون؟!.

- رسالتنا إلى الحكم:

نحن كشعب وقوى سياسية نريد أن نشارك ولكن في ماذا نشارك؟!

رسالتنا للنظام أن استجب لمطالب هذا الشعب العادلة والمشروعة والبديهية، فهذه المطالب تعبر عن ضرورة لتحقيق الإستقرار الدائم وتكريس الوحدة الوطنية والعيش المشترك، وتفتح الإستجابة الباب إلى التنمية للوطن، وإن الإستجابة هي مصلحة الشعب.

إن القوى السياسية مستعدة لإنجاز توافق وطني يخرج البلاد من أزمتها ويحقق مصالح جميع الأطراف ليكون الجميع رابحاً ويشعر بالراحة في الوطن، وأما إذا أصريت أيها الحكم على الاستخفاف بنا وإلغاءنا، فإننا ماضون في حراكنا وبدرجة أكبر.. سنرفض التوقيع على عبوديتنا وسنرفض الذهاب في انتخابات مزورة لإرادتنا مسبقاً، وسنفرغ صناديق الاقتراع وسنصفرها إذا تم الدعوة للانتخابات بدون الإستجابة لمطالبنا.

للحكم يقول هذا الشعب، نحن مستعدون للحل الشامل يقوم على اطلاق كافة المعتقلين السياسيين، ويقوم على المساواة بين المواطنين والشراكة الوطنية الحقيقية، عبر دوائر عادلة تساوي بين المواطنين، ومجلس منتخب ليس معه مجلس معين يصادر إرادته، وحكومة وحدة وطنية تعبر عن الارادة الشعبية خاضعة للمسائلة والمحاسبة، في ظل نظام قضائي عادل، وأمن للجميع ومصالحة وطنية تفتح صفحة جديدة.

المعارضة حريصة على الوطن وعلى أمنه وازدهاره، فهل أنت أيها الحكم حريص على ذلك؟ وهل تملك هذه السلطة الشجاعة للحل؟.

- رسالتنا إلى أخوتنا وشركائنا في الوطن:

أنكم على يقين تام بعدالة مطالبنا التي نرفعها، تعرفون ذلك حق المعرفة، وأسمع منكم في المجالس الخاصة ذلك، وتعلمون أنها مطالب من أجل البحرين لا من أجل شيعة ولا من اجل حزب، وإنما من أجل البحرين كل البحرين وأبناء البحرين كل أبناء البحرين، لهذا الجيل وكل الأجيال القادمة.

إن الورقة المقدمة هي ورقة "ما أريكم إلا ما أرى"، وإن مجلس النواب والشورى بصيغته الحالية هو مجلس "ما أريكم إلا ما أرى" وقد خبرتموه لمدة 12 عاما، وإن الحكومة التي يفرزها هذا الواقع هي أيضا حكومة "ما أريكم إلا ما ارى"، وهل سمع المجلس خلال 12 سنة لمطالبنا، وهل حققت هذه الحكومة وسمعت لمطالبنا، أم جعلتنا نستجدي من أجل زيادة رواتبنا، وتجعلنا نستجدي من أجل أبنائنا ومستقبلهم.

هذه الحكومة وهذا المجلس وهذا الواقع، لن يحقق لنا شئ، وسيبقى هذا الوضع المزري الذي تهمشون فيه قبلنا.. أنتم مهمشون قبل أن نكون نحن مهمشين.

فتعالوا أيها الأحبة لتلتقي إرادتنا على إصلاح سياسي، وبدون الإصلاح الحقيقي والجاد ستبقى معانتنا في الإسكان جميعا، وسيبقى التعليم متخلف، وسيبقى الناس يموتون بإنتظار سرير بالمستشفى، وسيستمر المتنفذون في سرقة الأراضي والسواحل، وسنزداد نحن وأنتم فقراً، وستضطرون للهجرة إلى قطر، وأنا أدعوكم أن لا تهاجروا، ولكنكم ستضطرون للهجرة من أجل البحث عن الرزق.

أيها الأحبة، إن التقدم الوحيد الذي ستشهدونه بالمستقبل من هذا المجلس بدون إصلاح، ومن هذه الحكومة، هو فقط وفقط أنها ستضاعف الدين العام من أجل أن يتحمل أبنائكم في المستقبل دفع هذه الفوائد، وفقط وفقط ستنتقلون بالبحرين الشريفة الطاهرة برجالها ونسائها، بسنتها وشيعتها، من المركز الثاني في الدعارة بالعالم إلى المركز الأول.. هذا الإنجاز الوحيد الذي سيحقق في المستقبل إذا لم يصحح الوضع القائم.

- رسالتنا للمجتمع الدولي والأقليمي:

انك تعلم ان في البحرين شعب يطالب بالحرية والمساواة، وإنك تعلم بعدالة قضيته، لكنني أقول لكم أيها المجتمع الدولي والأقليمي بصوت ضمير هذا الشعب.. الشعب يقول لكم خذلتموني ولم تقفوا معي كما وقفتم مع الشعوب الأخرى وتخليتم عن دعم مطالبي.

أيها المجتمع الدولي، ان في تحقيق التوافق السياسي في البحرين فيه مصلحة البحرين ومصلحة للخليج، ونحن حريصون على البحرين وعلى أمن الخليج، ومصلحة العالم أجمع.. اما استمرار هذا الوضع فهو خسارة للبحرين والأقليم وخسارة إلى العالم.. ندعوكم لأن تأخذوا الموقف الصحيح المتناسب مع الضمير، ومع دعم الشعوب المطالبة بالحرية والديمقراطية.

نحن شعب نقدر كل كلمة قيلت فيها إنصاف، ولكن المطلوب منكم أكثر من ذلك، وأكثر من التصريحات الناعمة، عليكم واجب إنساني وأخلاقي ومسؤولية تاريخية، أولاً أن توقفوا انتهاكات حقوق الإنسان فوراً، ولا مبرر للمجتمع الدولي بعد 3 سنوات ونصف أن يستجدي النظام من أجل أن يطبق تقرير بسيوني، لا يليق ذلك.

ثانيا، أن تساهموا في إيجاد صيغة سياسية جامعة بين الحكم والمعارضة، وأنتم قادرون على ذلك إن أردتم، فشعب البحرين يقول أنتم قادرون على ذلك، اجتماع علني لإختبار الإرادة الجدية في الوقوف مع هذا الشعب.

استمر أيها الشعب العزيز الأبي، في التحركات السلمية والحضارية التي بدأت في 14 فبراير 2011.. وما النصر إلا من عند الله.. ماضون على هذا الدرب متمسكون بالحق والأمل بالله سبحانه وتعالى حتى آخر النفس.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus