خطيب جامع "الفاتح": "التكفيريون" زادوا شططا بحملهم السلاح

2014-09-13 - 3:46 م

مرآة البحرين: حذر الشيخ عدنان القطان خطيب جامع الفاتح من خطورة التكفير وضوابطه، ورأى أن "المجازفةُ بالتكفير شرٌّ عظيم وخطر جسيم". وأوضح في خطبة الجمعة يوم أمس "أنّ المسلمَ لا يُكفَّر بقوْلٍ أو فِعل إلاّ بعد أن تقامَ عليه الحجَّة، وتُزالَ عنه الشّبهة".

ورأى أن "الكفرَ نوعان: أكبر وأصغر، اعتقاديّ وعمليّ، وهذا ممّا التبس على كثيرٍ ممّن يتراشقون بالتكفير، فغفلوا عن الجمع بين النصوص والمنهجِ الصحيح فيما ظاهره التعارضُ".

وقال القطان "لا يكفَّر إلاّ من أجمع أهل الإسلام على تكفيره، أو قام على تكفيرِه دليلٌ لا معارِضَ له، مع أنّ من مسلَّماتِ هذه القضيّة العلمَ بأنّ هذا العملَ كفرٌ، فالجاهلُ لا يكفَّر حتى تقومَ عليه الحجّة".

وأضاف بأن "الغيارى حينما يبيِّنون خطورةَ المجازفةِ في التكفير، ويذكرون شروطَ التكفير وضوابطَه، فإنهم يُعلِنون للعالَم بأسرِه، أنّ الإسلام بريء من هذا المعتقَد الخاطئ، وإنّ ما جرى ويجري في بعضِ بلاد المسلمين، من سَفك الدماء المعصومة، وإزهاقِ الأنفس البريئة، وأعمال التفجير والتدمير، والتخريب والإفساد والإرهاب، لهُو من الأعمال الإجراميّة المحرّمة".

وأكد بأنه "لا يجوز أن يُحمَّل الإسلام وأهلُه المعتدلون جَريرةَ هذه الأحداث، التي هي إفرازُ فِكرٍ تكفيريّ منحرف".

وقال القطان "بدأت هذه الفتنة بحرب كلام، وانتهت إلى استحلال الدم الحرام، وزاد شططُها حينما حُمِل السلاحُ في وجه الأمّة، وأذكِي أُوارُها حينما برزت في صورةِ فتاوى تكفيريّة تحريضيّة، من قبل من لا حظ له في العلم الشرعي".

ورأى أن "العلاجُ لهذه الظاهرة الخطيرة، بالعِلم العِلم، وبالفهم الفهم، وبالحِوار الحوار"، مضيفاً "الدعوةُ موجَّهةٌ بحرارةٍ إلى شباب الأمّة باليقظَة والانتباه وأخذِ الحذر من كلِّ انحرافٍ فكريّ يجانب منهجَ الوسطية والاعتدال. وأن يلتحِموا بولاتهم وعلمائهم ويتناصحوا معهم، بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يحذَروا من أن يُستغَلّوا أو يستهدَفوا ويستفزُّوا، في أفكارٍ دخيلةٍ أو مناهجَ هزيلة"، على حد تعبيره.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus